الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لماذا جنين؟.. مدينة "المعارك الكبرى" التي حولها الاحتلال إلى ساحة حرب

  • Share :
post-title
مخيم جنين

Alqahera News - آلاء عوض

باتت مدينة جنين تُشكل صداعًا لا يهدأ في رأس سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إذ ينظر إليها كأبرز معاقل المقاومة الفلسطينية ونقطة انطلاق العمليات التي يتم تنفيذها ضد إسرائيل في الضفة الغربية المُحتلة، بحسب القناة "السابعة" الإسرائيلية.

بيت وحديقة

وتحت عنوان "بيت وحديقة"، شنت القوات الإسرائيلية، فجر اليوم الاثنين، عملية عسكرية واسعة النطاق استهدفت مدينة جنين ومخيمها، الواقع شمال الضفة الغربية المحتلة، وصفت بأنها الأشرس منذ "الانتفاضة الثانية".

وبحسب المصدر، شمل العدوان على جنين أكثر من 1000 جندي، وعددًا كبيرًا من الآليات العسكرية والطائرات الحربية، بذريعة تدمير البُنى التحتية المسلحة واعتقال عناصرها في المخيم، في عدوان وحصار سيستمر لمدة 72 ساعة وفقًا لإعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ولعل ما دفع في اتجاه تنفيذ الاقتحام الأخير لجنين، هو الكمين الأخير الذي تعرّضت له قوات الاحتلال في المخيم منذ أسبوعين، بعد رصد لجان المقاومة وحدة من المستعربين، لتندلع اشتباكات دامية لمدة تزيد على 12 ساعة، تخللتها طائرات حربية من طراز "آباتشي" وآليات ثقيلة.

لماذا مخيم جنين؟

اكتسب مخيم جنين سمعة بطولية في أذهان الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، وأصبحت جنين بمثابة مصدر إلهام للشعب الفلسطيني حتى يومنا هذا.

شهدت جنين المعارك الأخيرة لعز الدين القسام، الشيخ السوري الذي انتقل من دمشق إلى حيفا، وأقام في جنين، والذي كانت مقاومته عاملًا رئيسيًا في اندلاع الثورة الكبرى والإضراب الكبير عام 1936.

لكن عام 2002 كان بمثابة نقطة تحوّل بارزة في تاريخ المقاومة بالمخيم، حيث اندلعت كبرى معاركها مع جيش الاحتلال الإسرائيلي ضمن عملية عسكرية نفذها آرئيل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، عقب تصاعد انتفاضة الأقصى، حيث أدرك "شارون" أن المخيم "قنبلة موقوتة" قد تنفجر في أي لحظة.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فرض جيش الاحتلال طوقًا عسكريًا على جنين وحاصرت آلياته المخيم من جميع الجهات، مدعومة بالمقاتلات الحربية، وفي شهر مارس، قتل ما لا يقل عن 105 إسرائيلي بينهم 26 جنديًا على يد المقاومة الفلسطينية، ما أعطى لشارون الضوء الأخضر لاجتياح الضفة المحتلة.

وبدورها، لعبت جنين ومخيمها دورًا بارزًا في قيادة المعركة وقتلت عناصرها 40 جنديًا إسرائيليًا وأصيب 140 آخرين في كمين محكم للمقاومة في المخيم.

معقل المقاومة في الضفة الغربية

وبرر جيش الاحتلال الإسرائيلي والشاباك الضربة الجوية المتواصلة حتى الساعة، بأنها وسيلة لإحباط مقر موحد للفصائل، ومنطقة تسليح، وأيضًا مأوى لعناصر شاركوا في الهجمات ضد إسرائيل في الأشهر الأخيرة.

وتزعم السلطات الإسرائيلية أن نحو 25٪ من سكان جنين ينتمون إلى حركة "الجهاد الإسلامي" التي تتمركز في مخيم جنين، ويتلقون دعمًا ماليًا وعسكريًا من القيادة في قطاع غزة وسوريا، بهدف تعزيز البنية التحتية للمخيم وتدريب عناصر المقاومة، بحسب القناة "السابعة" الإسرائيلية.

ويقدر الجيش الإسرائيلي وجود المئات من الأسلحة في مخيم جنين للاجئين، بالإضافة إلى تصاعد إنتاج واستخدام العبوات الناسفة والصواريخ التي يتم إطلاقها صوب المستوطنات المتاخمة لغلاف غزة.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن أحد أعضاء اللجنة الفلسطينية التي تساعد في إدارة مخيم جنين، أن الهجمات الإسرائيلية قد أحالت المخيم إلى منطقة حرب بالمعنى الحرفي للكلمة.

وأضاف المسؤول الفلسطيني أن سكان المخيم كانوا يخشون توغل جيش الاحتلال في المخيم على نطاق واسع، لكنهم لم يتوقعوا هجومًا عنيفًا ومدمرًا مثل هذا.

وقال: "جيش الاحتلال يستهدفنا وينتقم منا، وسكان المخيم يشعرون بالرعب"، مُشيرًا إلى أن السكان يتحصنون في منازلهم في أنحاء المخيم.