حرب معنوية تغذيها أرقام متضاربة حول أعداد الضحايا بين المعسكرين الروسي والأوكراني، خلال العملية الروسية العسكرية الدائرة رحاها منذ ما يقرب من 500 يوم، إذ ترغب الكتلتين الروسية من جهة، والغرب من جهة أخرى في إلحاق هزيمة نفسية بالطرف الآخر.
وأمام الأعداد إلى تعلنها كييف، عن تزايد الضحايا الروس منذ بدء العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير من العام الماضي، لم تقدم موسكو أي معلومات حول عدد المقاتلين الروس الذين قتلوا منذ الهجوم على أوكرانيا، بحسب صحيفة "فيلت" الألمانية.
وفقًا لحسابات وسائل الإعلام الروسية المستقلة، قُتل ما لا يقل عن 47 ألف جندي روسي في الحرب الروسية ضد أوكرانيا، استنادًا لتحليل البيانات الخاصة بعدد حالات الوراثة، وإحصاءات الوفيات الزائدة عن العام الماضي، حسبما ذكرت بوابة الإنترنت "ميدوزا" الروسية.
ولا يشمل تحليل البيانات عدد الضحايا المفقودين والمصابين بجروح خطيرة، والذين ليس لديهم جوازات سفر روسية، ويقدر تحليل البيانات أن حوالي 22000 جندي ماتوا بحلول نهاية عام 2022، و25000 جندي آخر من بداية عام 2023 حتى نهاية مايو.
ويعد العدد المعلن بـ 47000 حالة وفاة هو أكثر من ثلاثة أضعاف عدد الضحايا السوفييت في الحرب الأفغانية (1979-1989) وتسعة أضعاف ضحايا الحرب على الجانب الروسي في الحرب الشيشانية الأولى (1994-1996).
ولا توجد إحصاءات رسمية عن عدد الضحايا الروس، في الآونة الأخيرة، إذ اكتفت وزارة الدفاع الروسية بإعلان مقتل 5937 من جنودها في نهاية سبتمبر 2022، والتي وصفتها وسائل الإعلام بأنها أقل من الحقيقة.
أما الجيش الأوكراني فيتبنى وجهة نظر مغايرة بإعلانه مقتل أكثر من 230 ألف جندي روسي، بينما بلغت تقديرات المخابرات الغربية مقتل ما لا يقل عن 100 ألف جندي روسي.
أما ضحايا الجنود الأوكران، فوصفها الرئيس الروسي بما لا يقل عن 61 ألف جندي أوكراني، وهو أكثر بكثير من تقرير البنتاجون الأمريكي الذي قدر عدد قتلى الجيش الأوكراني من 15500 إلى 17500، والجرحى ما بين 109 آلاف، إلى 113 ألفًا.
أما عن عدد الضحايا المدنيين فهو أيضًا غير واضح، ولكن تشير بيانات مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إلى أنه اعتبارًا من أوائل أبريل 2023، كان هناك حوالي 8000 حالة وفاة مدنية في أوكرانيا، من بينهم حوالي 500 طفل، وإصابة 13 ألف مدني.