الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قمة فيلنيوس.. مواجهة الصين تجمع قادة "الناتو" بـ"آسيا والهادئ"

  • Share :
post-title
ينس ستولتنبرج الأمين العام للناتو

Alqahera News - محمود غراب

يشارك قادة أربع دول بمنطقة آسيا والهادئ، في قمة "الناتو" المنعقدة حاليًا، في العاصمة الليتوانية فيلنيوس.

وتمثل أوكرانيا القضية الأمنية الأهم في قمة "الناتو"، إذ ظهر أعضاء الحلف العسكري الغربي، الذي تقوده الولايات المتحدة على نحو أقرب من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة.

أمين الناتو يهاجم الصين

لكن قبل انطلاق القمة بيوم واحد، عبّر ينس ستولتنبرج، الأمين العام لـ"الناتو"، عن مخاوف جماعية لدى أعضاء الحلف، من أن ما يحدث في أوكرانيا اليوم يمكن أن يحدث في آسيا غدًا.

وكتب "ستولتنبرج" على موقع مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، الإثنين الماضي: "إن الحكومة الصينية بسلوكها القسري المتزايد في الخارج، والسياسات القمعية في الداخل، تمثل تحديًا لأمن الناتو وقيمه ومصالحه".

وقال "ستولتنبرج" إن الدول الأوتوقراطية، بما في ذلك الصين، تدرس تصرفات روسيا في أوكرانيا، وتقيم تكاليف ومزايا العمل الهجومي.

الناتو يحذر من طموحات الصين

وأمس الثلاثاء، أكد التحالف العسكري الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة على هذه المخاوف، إذ أشار إلى الصين في بيان شديد اللهجة صدر في اليوم الأول من القمة في ليتوانيا، الذي قال فيه إن طموحات بكين المُعلنة تشكل "تحديات منهجية" على "الأمن الأوروبي الأطلسي".

وبينما أشار البيان إلى أن التحالف ظل "منفتحًا على المشاركة البناءة" مع الصين، فقد خص بالذكر ما قال إنه "شراكة استراتيجية عميقة" بين بكين وموسكو و"محاولاتهما المتضافرة لتقويض النظام الدولي القائم على القواعد".

وبلغة عكست تصريحات ستولتنبرج السابقة، أدان بيان القادة خطاب المواجهة الصيني والمعلومات المضللة. ولفت البيان إلى أن الصين توظف مجموعة واسعة من الأدوات السياسية والاقتصادية والعسكرية، لزيادة نفوذها العالمي واستعراض القوة في حين تبقى على استراتيجيتها ونواياها وبنيتها العسكرية غامضة، داعيًا بكين إلى الامتناع عن دعم المجهود الحربي الروسي بأي وسيلة.

وذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، أنه رغم تصريحات ستولتنبرج وبيان قادة الناتو، لم يشر إلى "تايوان" صراحة، غير أن أمين الحلف العسكري الغربي، أثار المخاوف من تكرار سيناريو أوكرانيا في الجزيرة، التي تعتبرها بكين جزءًا من أراضيها، وتنوي إعادة توحيدها بالقوة إذا تطلب الأمر.

قال ستولتبرج: "عندما كنت في زيارة لليابان وكوريا الجنوبية، بداية العام الجاري، أعرب قادة البلدان بوضوح عن مخاوفهما أن ما يحدث في أوروبا اليوم، قد يحدث في آسيا غدًا".

بدورها، تقول الصين إن تايوان مسألة داخلية، ولا ترى دورًا للدول في المنطقة، وقال وانج وين بينج، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، في موجز صحفي، مايو الماضي: "لن نسمح لأي أحد أو أي قوة بالتدخل في الشؤون الخاصة ببكين تحت ستار السعي وراء السلام".

واليوم الأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع التايوانية، أنها رصدت وجود 38 طائرة من جيش التحرير الشعبي الصيني و9 سفن من البحرية الصينية حول الجزيرة.

وقبل أسبوع، أعلنت وزارة الدفاع التايوانية، تحليق عدد كبير من المقاتلات الصينية حول الجزيرة. وأفادت التقارير بتحليق 52 مقاتلة صينية منها 23 عبرت خط المنتصف لمضيق تايوان.

وأكبر عدد من الطائرات الصينية، رصدت تايوان عبوره لخط المنتصف كان 56 في أكتوبر 2021.

قادة آسيا والهادئ في محادثات الناتو

وتضم مجموعة قادة آسيا والمحيط الهادئ في محادثات الناتو، فوميو كيشيدا، رئيس الوزراء الياباني، ورئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، وأنتوني ألبانيز، رئيس الوزراء الأسترالي، وكريس هيبكنز، رئيس الوزراء النيوزيلندي.

وأعربت الدول الأربع عن وجهات نظر مفادها أن ما حدث في أوكرانيا لا يمكن أن يحدث في المحيط الهادئ.

غير أن ميرنا جاليك، كبيرة محللي السياسات في المعهد الأمريكى للسلام، قالت إن وجود قادة المحيط الهادئ الأربعة في فيلنيوس دليل على اهتمام الناتو بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، والتركيز على التحديات التي تطرحها الصين للحلف.

في هذه النقطة، لفتت "سي. إن. إن"، إلى وجود اتصال وثيق بين أمين الناتو والرئيس الأمريكي جو بايدن، إذ تعهد الاثنان بتعزيز علاقات الناتو مع المحيط الهادئ، عندما التقيا في البيت الأبيض، الشهر الماضي.

ويبدو أيضًا أن زعماء دول المحيط الهادئ الأربعة يسعون جاهدين لاتباع نهج موحد. وقال كيم سون هاي، السكرتير الكبير لرئيس كوريا الجنوبية، إن يون سيترأس اجتماعًا جانبيًا لأربع دول في المحيط الهادئ لتعزيز الوعي المشترك والتضامن والتعاون بشأن التهديدات الأمنية الناشئة.

وقد يكون هناك ضغط من أجل مشاركة أكبر من جانب قادة آسيا والمحيط الهادئ في الحلف العسكرى الغربى، لكن لا يوجد إجماع على الدور الذي يجب أن يضطلع به الناتو في المحيط الهادئ.

فرنسا تعارض توسع الناتو نحو آسيا والهادئ

وبينما يرغب ستولتنبرج وآخرون، في رؤية الناتو يفتح مكتب اتصال في اليابان لتمكين اتصالات أكثر سلاسة مع شركائه في المحيط الهادئ، يعارض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مثل هذه الخطة، وأبلغ الأمين العام بمعارضة باريس، وفقًا للإذاعة العامة اليابانية.

ويستند الموقف الفرنسي إلى أن الناتو تحالف أمريكي شمالي وأوروبي، وليس تحالفًا عالميًا. ويمكن لفرنسا أن تستخدم حق النقض (الفيتو) بشكل فعّال ضد أي خطة إنشاء مكتب في طوكيو، لأن تلك الخطوة ستتطلب موافقة بالإجماع من دول الناتو الـ31، حسبما أفادت الإذاعة العامة اليابانية.

عقبة المادة 5

كما أن فكرة عدم ترك تركيز الناتو ينحرف خارج "شمال الأطلسي" مدعوم بالمادة 5 من معاهدة الناتو، بند الدفاع المشترك، الذي ينص على أن أي هجوم مسلح على أحد أعضاء الحلف يجب أن يعامل كهجوم على جميع أعضاء الحلف.

ومع ذلك، فإن هذا البند يحد صراحةً من الاستجابة للهجمات التي تحدث في أوروبا وأمريكا الشمالية. لذا فإن العمليات العسكرية ضد القوات الأمريكية المتمركزة في اليابان أو كوريا الجنوبية، أو حتى جزيرة "جوام" الأمريكية في المحيط الهادئ، لا تندرج ضمن اختصاص الدفاع الجماعي عن النفس لحلف شمال الأطلسي.

لكن خارج حلف الناتو يعمل أعضاؤه على زيادة تواجدهم العسكري في المحيط الهادئ. فقد كانت القوات البريطانية تتدرب في اليابان. وكانت سفينة حربية كندية ترافق مدمرة أمريكية تورطت في تصادم مع سفينة حربية صينية في يونيو؛ وأعلن بوريس بيستوريوس، وزير الدفاع الألماني، في قمة الدفاع عن حوار "شانجريلا"، الشهر الماضي، أن برلين سترسل سفينتين بحريتين إلى المحيط الهادئ، العام المقبل.