الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الفيلم المغربي "جلال الدين".. رحلة للحب والتسامح في صراع بين الماضي والحاضر

  • Share :
post-title
الفيلم المغربي "جلال الدين"

Alqahera News - إنجي سمير

"رحلة طويلة خاضها "جلال الدين" بحثًا عن السمو الروحاني والتسامح مع الآخرين، ليصل إلى مرحلة التصوف، بعد أن دخل في معارك دنيوية تعرّض فيها لمصاعب كبيرة، حاسمًا قراره بالابتعاد عن هذا العالم بعد وفاة زوجته التي كان يراها حُب عمره، وزواج ابنه من فتاة ليل"، هي أحداث الفيلم المغربي "جلال الدين" الذي ينافس في مسابقة "آفاق السينما العربية" ضمن فعاليات الدورة44 لمهرجان القاهرة السينمائي، إخراج المغربي حسن بنجلون.

وفي السطور التالية يتحدث أبطال العمل لموقع "القاهرة الإخبارية" حول الفيلم وشخصياتهم به، والصعوبات التي واجهتهم وتفاصيل أخرى.

المخرج المغربي حسن بنجلون: الماكياج أكبر تحديات العمل

يؤكد المخرج المغربي حسن بنجلون أن الفيلم يُسلّط الضوء على التسامح والحب والقضايا المسكوت عنها، مشيرًا إلى أن تحضير العمل استغرق ست سنوات بالإضافة إلى عامين توقف فيهما بسبب الكوفيد، موضحًا أنه فضّل عرض الفيلم في مهرجان القاهرة بدلًا من قرطاج السينمائي، خاصة أنه كان قد اتفق مع مهرجان القاهرة على عرضه العالمي الأول، وبالتالي كان صعبًا التفاوض مع مهرجان قرطاج الذي ينطلق قبل مهرجان القاهرة، لكنه في النهاية يتشرف بالعرض في المهرجانين.

وأضاف أن التحديات التي واجهته في العمل كانت تكمن في ماكياج الأبطال؛ لأن العمل دارت أحداثه خلال مرحلتين؛ القديم والحديث بعد 20 عامًا، والانتقال بين أكثر من مكان، ولكن التحدي الأكبر كان في شخصية "جلال الدين" فهو لا يعرف كثيرًا من أمور حياته منذ طفولته، وعندما كبر أعطى الحب والتسامح على الرغم من أنه عاش محرومًا منهما في مراحل طفولته.

يشير "بنجلون" إلى أن الفيلم ينقسم إلى جزأين، الأول يتناول مراحل في الحياة الدنيوية؛ حُب، فساد، انتقام، وقضايا مسكوت عنها، بينما يتضمن العالم الآخر روحانيات، والبحث عن الحب والحقيقة، مؤكدًا أن أهم ما يميز الفيلم هو أن لكل شخصية فضاءها الخاص بها، وخطها الدرامي وقصتها، ولا يوجد دور أول ودور ثانٍ في العمل.

رغم ما يحمله "جلال الدين" في الفيلم من صفاء روحي وسمو، وحالة من التقبل لكل الناس، إلا أنه قابل حفيده الذي يراه لأول مرة بحالة من الفتور، ولم يرحب به، وهو ما أرجعه البعض إلى أن زوجة ابنه قبل زواجها كانت تعمل فتاة ليل ودخل معها في علاقة.

يؤكد المخرج حسن بنجلون أن شخصية "جلال الدين" مسكونة بالحب، وعندما جاء الحفيد بعد 52 دقيقة من الفيلم، فهناك رابط يجمعهما، فالحفيد لقيط، وجلال أيضًا يتيم لا يعرف والديه، وعاش مشكلات كثيرة، غير أن ظهور روح زوجته خلال الفيلم بوضع يد الجد على يد الحفيد إشارة إلى اعترافه به وأنه حفيده.

وعن سبب اختيار الفنانة التونسية فاطمة ناصر لبطولة الفيلم المغربي قال بنجلون إن فاطمة تملك كاريزما، وأنه بحث كثيرًا عن فنانة لديها وجود روحاني مثل "هبة"، وهو ما وجده في فاطمة ناصر.

فاطمة ناصر: "هبة" تشبهني في رفضها لحب التملك

تؤكد الفنانة التونسية فاطمة ناصر أن هناك عاملًا مشتركًا يجمعها مع "هبة"، هي أنها عندما تحب شخصًا ما تمنحه مساحته، ولا تفضّل أن يشعر أي شخص سواء صديقًا أو حبيبًا بأنها تحاول امتلاكه، وأن يكون لها فقط، لكنها تحب العطاء بشكل عام، وهذا ما ساعدها كثيرًا أن تعيش حالة "هبة"، والشعور بأحاسيسها ومرضها واحتضارها، حيث كانت تشعر أن الموت سيكون في أي وقت، ولذلك كانت تحاول إسعاد مَن حولها.

وأضافت أن من الخطوط الدرامية التي أعجبتها تعلق "جلال الدين" بها وجلوسه بجانبها خلال فترة مرضها، وكانت تحثه على أن يعيش حياته، خاصة أن سعادتها تكمن في سعادته، ولذلك حرص المخرج أن تظهر في مشهد وفاتها بمظهر جميل دلالة على نقاء روحها، رغم وفاتها في حالة مرضية مؤثرة.

أما بالنسبة لظهورها في مرحلة عمرية أكبر منها وفي شكل مريض قالت: "لا أقلق من ذلك، ولا أنظر للأمور بهذا الشكل، بل اعتبرته تحديا كبيرًا لي، كما أن "هبة" تزوجت وعمرها 17 عامًا، ومن الممكن أن يكون من قدّم دور ابني عمره كبير ولكن الماكياج قادر على تغيير الملامح، فكان ما يقلقني، ومثير للتساؤل هو هل أحاسيس الأمومة في المشاهد ستكون حقيقية والمُشاهد يصدقها أم لا؟"، مؤكدة أن الشخصية أرهقتها إلى حد ما، خاصة أن العمل استغرق تحضيره ست سنوات.

وكشفت "فاطمة" أن مشاركة الفيلم في مهرجان القاهرة أسعدها، لكونه مهرجانًا مهمًا ويعرض أفلامًا ذات قيمة، حيث تحرص دائما، خلال الفترة الماضية، على حضور الفعاليات، وتحديدًا منذ آخر مشاركة لها فيه عام 2007.

وتابعت قائلة: "كنت أتمنى طوال السنوات الماضية أن يكون لي فيلم في المهرجان سواء مصريًا أو تونسيًا أو أي جنسية أخرى، وبالتالي أوجه الشكر للمخرج حسن بنجلون على اختياره لي".

فاطمة الزهراء: تقديم مرحلتين عمريتين مختلفتين كان التحدي الأكبر

تشير الفنانة المغربية فاطمة الزهراء بلدي إلى أن أكثر ما جذبها هو اختلاف الشخصية عن أي دور قدمته من قبل، وهو ما تطلب منها دراسة وتدريبًا وعقد جلسات عمل كثيرة لكي تفهم دورها جيدًا، لما تحمله من تحدٍ وصعوبة.

وأوضحت أن التحضير استغرق وقتًا طويلًا، وقالت: كنا نعقد جلسات عمل مستمرة مع المخرج حسن بنجلون الذي يناقشنا في جميع مراحل الشخصيات، ومدى ارتباطها ببعضها، مشيرة إلى أنهم لم يشعروا بصعوبات لكونهم فريقًا متكاملًا، بينما التحدي كان يتمثل في تجسيدها مرحلتين عمريتين مختلفتين، وهي صغيرة وأخرى كبيرة، وبالتالي ترى أن هذا الدور ليس مجرد شخصية عادية عاشت حياتها بشكل طبيعي، خاصة بسبب الماضي الذي عاشته، ولذلك ردود فعلها بالعمل مختلفة.

تؤكد "فاطمة" أن مرحلة الطفولة الخاصة بالشخصية لم يتم عرضها على الشاشة، ولكن هذا لم يمنع من ضرورة رسم ملامح الشخصية منذ طفولتها عند التحضير لأي عمل، وأين عاشت ومع مَن؟ والشخصية هنا في الفيلم ليس لديها أب وأم، لكننا أوضحنا المراحل التي مرت بها، وكان حجر الأساس هو طفولة الإنسان التي نستطيع أن نفهم منها كل التطورات التي حدثت لها عندما كبرت.

وأشارت إلى أنه على الرغم من أن الشخصية كانت تحتاج لجهد كبير، ولكنها لم ترهقها، حيث كانت تحاول بقدر المستطاع الدخول والخروج من كل شخصية دون خسائر، كما أن هناك شخصيات أخرى صعبة قدمتها مثل مسلسل "سلمات أبو البنات" في دور مريضة القلب، والتي ترى أنها إذا ما كانت انغمست فيها أكثر كانت ستشعر بالمرض بالفعل، وبالتالي عندما ينتهي التصوير تحاول أن تعيش حياتها بشكل طبيعي حتى تتخلص من الشخصية التي جسدتها.

وأعربت "فاطمة" عن سعادتها بعرض الفيلم لأول مرة عالميا في مهرجان كبير بحجم القاهرة السينمائي الدولي، بالإضافة لمشاركته في إحدى المسابقات المهمة مثل "آفاق السينما العربية".