الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"اتفاقية الحبوب".. ورقة ضغط روسية يكتنفها مصير مجهول

  • Share :
post-title
اتفاقية الحبوب - أرشيفية

Alqahera News - أحمد أنور

عصفت رياح الحرب الروسية الأوكرانية، بسلة الغذاء العالمية، فما أن لبثت أسعار الحبوب أن تهدأ قليلًا، إثر توقيع روسيا وأوكرانيا اتفاقية الحبوب في يوليو من العام الماضي؛ ليعود العالم ويحبس أنفاسه من جديد بعد أن خيم الغموض مرة أخرى على مصير اتفاقية الممر الآمن للحبوب في البحر الأسود، قبل ساعات من انتهاء العمل بها الاثنين.

واشتد الخلاف المُستمر حول اتفاقية الحبوب، والتي بموجبها تسمح روسيا بتصدير الحبوب الأوكرانية دون عوائق عبر البحر الأسود الخاضع للسيطرة الروسية، وسط إصرار روسي على عدم تمديدها؛ بسبب عدم تنفيذ الشق المُتعلق بصادرات الحبوب والمواد الغذائية والأسمدة وتشغيل خط تصدير الأمونيا إلى أوروبا، بحسب صحيفة "تاس" الألمانية.

السفينة الأخيرة

وغادرت آخر سفينة شحن مسجلة بموجب الصفقة ميناء أوديسا على البحر الأسود الأوكراني، وهي السفينة "تي كيو سامسون" التركية التي تحمل الذرة وبذور اللفت إلى هولندا، صباح الأحد، ومن المقرر أن تصل إلى إسطنبول يوم الاثنين.

ومنذ 27 يونيو، لم تسمح روسيا بتسجيلات جديدة لشحن البضائع بموجب ما يسمى بمبادرة البحر الأسود.

رحلة الحبوب

وقعت روسيا وأوكرانيا اتفاقية الحبوب مع تركيا والأمم المتحدة في يوليو من العام الماضي، ومنذ ذلك الحين تم تمديده عدة مرات، تضمن بموجبها روسيا للسفن التجارية حرية المرور عبر البحر الأسود إلى أوكرانيا، من أجل تحميل الحبوب الأوكرانية، والمرور الحر للعودة إلى بحار العالم.

ويتم تفتيش السفن في البوسفور من قبل الأمم المتحدة بمشاركة تركيا، وروسيا، وأوكرانيا، لمنع كييف من الحصول على الأسلحة عن طريق البحر.

نتائج الاتفاقية بالأرقام

ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة الصادرة في 10 يوليو، فقد أتاحت صفقة الحبوب حتى الآن تصدير 32.75 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا بقيمة 9.8 مليار دولار أمريكي إلى 45 دولة، معظمها من الذرة والقمح؛ وبلغت الصادرات منذ ذلك الحين 32.86 مليون طن على 1004 سفن.

وقالت الأمم المتحدة إن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة يحصل على 80 في المائة من أغذيته للإغاثة من الجوع في العالم من أوكرانيا بموجب البرنامج، وقد انخفضت أسعار الغذاء العالمية منذ بدء المبادرة.

ورقة ضغط

وتستخدم روسيا بانتظام تمديد الاتفاقية، المقرر كل 60 يومًا، كوسيلة لممارسة الضغط لتخفيف العقوبات، كانت هناك دعوات متكررة لإعفاء الصادرات الروسية من الأسمدة من الاستبعاد من نظام سويفت الدولي للدفع.

من جانبه قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لنظيره الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا عبر الهاتف إن بعض مطالبه لم تتم تلبيتها بعد.

الحماية التركية

وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الجمعة، بعد اتصال هاتفي مع نظيره الروسي، إنه وبوتين متفقان على ضرورة تمديد الاتفاقية، ولا يعني انتهاء صلاحية اتفاقية الحبوب أن أوكرانيا لم تعد قادرة على تصدير الحبوب، ولكن يعني ذلك أن تكون سفن الحبوب أهدافًا عسكرية للبحرية الروسية في البحر الأسود.

وقبل قمة الناتو في ليتوانيا الأسبوع الماضي، حذر الرئيس التركي أردوغان من أن البحرية التركية ستحمي السفن إذا لزم الأمر.