ما زال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والذي يعد واحدًا من أبرز رؤساء الولايات المتحدة الأكثر إثارة للجدل، يتعرض لملاحقات قضائية، يفسرها داعموه أنها محاولات لعرقلة انضمامه للسباق الانتخابي، والفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية التي سيتم إجراؤها في 2024.
ويعد ترامب أول رئيس أمريكي سابق أو في السلطة يوجّه إليه اتّهام جنائي، قد يواجه على أثره محاكمة قضائية، فيما يؤكد ترامب الذي يعد المرشح الأوفر حظًا في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لعام 2024، أن لوائح الاتهام لن تجبره على الانسحاب من الانتخابات.
مطلوب للتحقيق
وتجدد اتهام ترامب والذي ذكر أمس الثلاثاء، أنه تلقى خطابًا من المحقق الخاص جاك سميث يفيد بأن هيئة محلفين كبرى تطلبه للتحقيق بسبب مساعيه لإلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية في 2020.
ويمثل الخطاب أوضح إشارة حتى الآن على أن ترامب، المرشح الأبرز لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة في 2024، قد يواجه تهمًا جنائية اتحادية تتعلق بمساعيه للبقاء في السلطة بعد خسارته الانتخابات أمام جو بايدن.
وكتب ترامب على موقع (تروث سوشيال) الذي يملكه أن سميث "أرسل خطابًا (مرة أخرى، كانت ليلة الأحد!) يفيد بأنني مطلوب للتحقيق أمام هيئة المحلفين الكبرى بخصوص (أحداث) السادس من يناير"، وفقًا لـ"رويترز".
وأكدت شبكة (إن.بي.سي نيوز) نقلًا عن مصادر بسلطات إنفاذ القانون أن سميث أرسل الخطاب.
وأدلى مسؤولون بشهادات ذكرت أن ترامب ضغط عليهم خلال الأشهر الأخيرة في منصبه بادعاءات لا أساس لها بحدوث تلاعب كبير بأصوات الناخبين. وهاجم أنصاره مبنى الكابيتول في السادس من يناير 2021 لمنع الكونجرس من التصديق على فوز بايدن.
ترامب يمثل أمام القضاء
وفي أبريل الماضي، مثل ترامب أمام محكمة في نيويورك الذي دفع ببراءته من كلّ التّهم الجنائية الموّجهة إليه، حيث وُجّه إليه رسميا الاتّهام بتزوير مستندات محاسبية، وذلك في جلسة تاريخية أمام قاضٍ في نيويورك قد تفتح المجال لمحاكمته خلال أقل من عام.
وغادر ترامب مقرّ المحكمة الجنائية في مانهاتن في نيويورك بعد انتهاء الجلسة، من دون أن تفرض عليه أيّ شروط أو مراقبة قضائية، وفقًا للوكالة الفرنسية "فرانس برس".
وفي الجلسة دفع ترامب ببراءته من كل التّهم التي وجّهها إليه المدّعي العام في مانهاتن ألفين براغ والبالغ عددها 34 تهمة، وذلك في ختام تحقيق استمرّ خمس سنوات.
وفي يونيو الماضي، وصل ترامب إلى ميامي، عشية مواجهته لائحة اتهام جنائية فدرالية، لاحتفاظه بوثائق سرية بعد انتهاء ولايته، في محاكمة تتجاوز بكثير تهم سوء التصرف التي لاحقته في الماضي، ونجح في التملص منها.
ومثل ترامب أمام المحكمة، للرد على الاتهامات الموجهة إليه بأنه كذب وخطط للاحتفاظ بعشرات الوثائق السرية التي نقلها إلى مقر إقامته في فلوريدا بعد مغادرته البيت الأبيض عام 2021.
ويٌذكر أنه لم تقف مشكلات ترامب القانونية حائلًا أمام مساعيه للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات 2024، حيث تقدم في استطلاعات الرأي في الأشهر القليلة الماضية.