الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كوريا الشمالية تحتجز جنديا أمريكيا.. مخاطر الأزمة الجديدة بين واشنطن وبيونج يانج

  • Share :
post-title
الجندي الأمريكي ترافيس كينج المحتجز في كوريا الشمالية

Alqahera News - محمود غراب

نشأت أزمة جديدة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة على خلفية احتجاز جندي أمريكي في بيونج يانج، الأمر الذي من شأنه تفاقم التوتر المحتدم بين البلدين.

وكانت وكالة تابعة للأمم المتحدة، أعلنت أمس الثلاثاء، أن مواطنًا أمريكيًا يُعتقد أنه مُحتجز في كوريا الشمالية، بعد عبوره الحدود، خلال جولة في المنطقة الأمنية المشتركة مع كوريا الجنوبية.

وقالت قيادة الأمم المتحدة في "تغريدة" على "تويتر": "إنه تم اعتقال المواطن الأمريكي خلال جولة أمنية مشتركة في المنطقة، بعد عبوره خط الترسيم العسكري الفاصل بين كوريا الشمالية والجنوبية".

تفاصيل دخول الجندي الأمريكي لكوريا الشمالية

لكن تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أفاد بأن جنديًا أمريكيًا كان مُحتجزًا منذ نحو شهرين في سجن بكوريا الجنوبية، وتمكن من الهرب وعبور الحدود المدججة بالسلاح بين الكوريتين، إلى داخل كوريا الشمالية، ليصبح أول أمريكي يتم احتجازه في بيونج يانج، خلال ما يقرب من 5 سنوات.

وأوضح تقرير "ديلي ميل" أن الجندي ترافيس كينج، الذي خدم في الجيش لما يزيد على عامين، تم احتجازه في كوريا الجنوبية بعد إدانته باعتداءات، وأفرج عنه 10 يوليو الجاري، بعد قضاء مدة العقوبة.

وبدلًا من أن يستقل للعودة إلى فورت بليس بتكساس تخلف عن الرحلة، وانضم إلى جولة في قرية "بانموجوم" على الحدود بين الكوريتين، حسبما قال مسؤولون أمريكيون.

وبطبيعة الحال، نفت كلودين جيتس، والدة الجندي لشبكة "إيه. بي. سي. نيوز" الأمريكية، تلك المزاعم- على حد وصفها- وطالبت بشدة عودة ابنها.

وفقًا للمسؤولين، تم نقل كينج - 23 عامًا - إلى المطار، إذ كان مقررًا أن يعود إلى فورت بليس، لاستكمال خدمته العسكرية بعد إنهاء عقوبته التأديبية في كوريا الجنوبية.

وقضى الجندي الأمريكي عقوبة تأديبية لمدة 50 يومًا، مُحتجزًا في كوريا الجنوبية، بعد إدانته بالاعتداء على سيارة تابعة للشرطة، لكن بدلًا من ركوب الطائرة، غادر كينج المطار وانضم لاحقًا إلى جولة في قرية بانمونجوم الحدودية الكورية، التي يصطف فيها الحراس وغالبًا ما تكون مزدحمة بالسياح.

ويقول المسؤولون العسكريون الأمريكيون، إن كينج عبر إلى كوريا الشمالية "عن عمد ودون تصريح" في أثناء قيامه بجولة مدنية في المنطقة الأمنية المشتركة، هي مجموعة صغيرة من المباني داخل المنطقة المنزوعة السلاح التي يبلغ طولها 150 ميلًا، التي تفصل بين الشمال والجنوب، منذ نهاية الحرب الكورية عام 1953.

وقال الكولونيل إسحاق تيلور، المتحدث باسم القوات الأمريكية في كوريا، في بيان: "نعتقد أنه مُحتجز حاليًا في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، ونعمل مع نظرائنا في الجيش الشعبي الكوري لحل هذا الحادث".

وأكد لويد أوستن، وزير الدفاع الأمريكي، أن الجندي الأمريكي من المحتمل أن يكون محتجزًا الآن في كوريا الشمالية. وقال أوستن في مؤتمر صحفي، أمس: "نحن نراقب الوضع عن كثب ونحقق فيه".

ووفقًا لبرايس دوبي، المتحدث باسم الجيش الأمريكي، فإن كينج هو كشاف من سلاح "الفرسان" انضم إلى الخدمة في يناير 2021. وكان في كوريا كجزء من الفرقة المدرعة الأولى.

ولم يتضح كيف وصل كينج إلى الحدود بين الكوريتين، أو كيف أمضى الساعات بين مغادرة المطار، الإثنين، وعبور الحدود في اليوم التالي.

مراحل التوتر بين واشنطن وبيونج يانج

واحتجاز الجندي الأمريكي في كوريا الشمالية، من شأنه تفاقم التوتر في العلاقات المشحونة من عقود بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وفق ما ذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.

وتصاعدت التوترات بين بيونج يانج وواشنطن، إذ عززت كوريا الشمالية برامجها النووية والصاروخية في السنوات، التي أعقبت انهيار المحادثات بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، في عام 2019.

وانتهت تلك المحادثات، التي امتدت لثلاثة اجتماعات شخصية، وكان ترامب أول رئيس أمريكي في منصبه، يتخطى نفس خط الترسيم الحدودي الذي عبره كينج، أمس الثلاثاء، لكن دون تحقيق أي اختراقات دبلوماسية ذات مغزى.

وحتى الآن، اختبرت كوريا الشمالية صواريخ باليستية عابرة للقارات ثلاث مرات هذا العام، واتهمت واشنطن وسيول بإثارة التوترات من خلال التدريبات العسكرية ونشر الأسلحة، بما في ذلك إرسال غواصة الصواريخ الباليستية ذات القدرة النووية التابعة للبحرية الأمريكية إلى ميناء بوسان الكوري الجنوبي هذا الأسبوع.

وفي العام الماضي، أجرت كوريا الشمالية اختبارًا لإطلاق أكثر من 90 صاروخًا من طراز كروز وصواريخ باليستية، بما في ذلك صاروخ حلق فوق اليابان، في تحدٍ للعقوبات الدولية.

وأثار التصعيد في الاختبارات الصاروخية مخاوف من أن كوريا الشمالية قد تكون تستعد لتجربة نووية محتملة - لأول مرة منذ عام 2017.

ولا تقيم الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية رسمية مع كوريا الشمالية. وبدلًا من ذلك، تعمل السفارة السويدية في بيونج يانج كحلقة وصل للولايات المتحدة.

مخاطر احتجاز الجندي الأمريكي

وتطرقت "سي. إن. إن" عن المخاطر التي يمكن أن يشكلها احتجاز الجندي الأمريكي في كوريا الشمالية، واحتمال تزويد بيونج يانج بمعلومات مخابراتية عسكرية، مشيرة إلى "كينج" بصفته شخصًا خاصًا، لن يتمكن على الأرجح من الوصول إلى معلومات عالية المستوى، لكن بمجرد وجوده في منشأة عسكرية أمريكية، قد يكون قادرًا على التحدث عن أشياء مثل تخطيطات القواعد أو الوحدات وأعداد القوات الموجودة هناك.

وترى الشبكة الأمريكية أن "كينج"، بصفته جنديًا ومواطنًا أمريكيًا، من المحتمل أن يمنح بيونج يانج ورقة مساومة قوية.