الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

على غرار أوكرانيا.. اليابان تدعم تايوان حال الغزو الصيني

  • Share :
post-title
صواريخ يابانية مخصصة للدفاع الجوي نشرتها طوكيو قرب تايوان

Alqahera News - محمود غراب

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع الياباني إينو توشيرو، أن بلاده من المرجح أن تساعد تايوان، في حال تعرضت الجزيرة للغزو الصينى، وحصلت على دعم دولى على غرار أوكرانيا في مواجهة روسيا.

ونقلت صحيفة "التليجراف" البريطانية، عن توشيرو قوله: "إذا كان لدى الناس في جميع أنحاء العالم الإرادة لدعم تايوان، على غرار الطريقة التي دعموا بها أوكرانيا، عندما شهدنا عدوان روسيا، إذن نعم، سيكون من الممكن جدًا أن نقدم نوعًا من الدعم لتايوان".

ومع ذلك، أقر "توشيرو" بأن طوكيو لم تقرر بعد الشكل الذي سيتخذه هذا الدعم، وقال: "لست متأكدًا في هذه المرحلة ما إذا كان سيكون دعمًا للمعدات الدفاعية أو ما إذا كان سيكون دعمًا لوجستيًا"، مضيفًا أن ذلك الأمر سيحتاج إلى إجماع الشعب الياباني.

ويعتقد المسؤولون اليابانيون أن هناك تشابهًا بين العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، وسلوك الصين تجاه تايوان، فبعد وقت قصير من بدء الحرب في أوكرانيا، قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا: "أوكرانيا اليوم قد تكون شرق آسيا غدًا".

كما أن التسلح الصينى المتزايد أثار قلق اليابان، ودفعها إلى التخطيط لزيادة الإنفاق العسكري بنسبة ستين في المئة على مدى السنوات الخمس المقبلة، بما في ذلك إصلاح جذري لاستراتيجيتها للدفاع الوطني.

ويقول توشيرو: "نحن نعتبر إقدام الصين على زيادة ميزانيتها العسكرية تهديدًا، وتزيد وجودها في المناطق البحرية، لم نشهد هذا المستوى من التهديد من قبل".

تعزيز قدرات الردع

ولفت وزير الدولة للدفاع الياباني، إلى أن بلاده أدركت ضرورة تعزيز قدرات الردع لمنع أي محاولات صينية للسيطرة على تايوان بالقوة، مع التركيز على "الحوار البنّاء" مع بكين لتجنب التصعيد في المقام الأول.

وأضاف توشيرو: "نعتقد أنه من المهم إثبات صعوبة غزو تايوان، أو القيام بخطوة عدوانية ضد تايوان من خلال الوسائل العسكرية".

وتجدر الإشارة إلى أن اليابان تبعد 70 ميلًا فقط عن الساحل التايواني. وإذا هاجمت بكين الجزيرة، فمن المحتمل أن يأتي أي رد أمريكي من القواعد العسكرية المتعددة في جزيرة أوكيناوا الجنوبية التي تستضيف معًا نحو 54000 جندي أمريكي.

وفى هذا الوضع، سيكون على اليابان أن تختار ما إذا كانت ستمنح موافقتها لواشنطن، حليفها وشريكها الأمني الرئيسي، مع تقييم مخاطر الانتقام الصيني ضد أراضيها وشعبها.

التعاون الدفاعي مع الحلفاء

وسيتعين على اليابان أيضًا أن تقرر ما إذا كانت ستنضم إلى القتال. وقال توشيرو إن طوكيو قد تسعى أيضًا إلى التعاون الدفاعي مع حلفاء مهمين مثل الولايات المتحدة وبريطانيا. وأضاف: "إذا حدث هذا النوع من الأزمات، فمن الواضح أنه من أجل ردع أى محاولات لتغيير الوضع الراهن بالقوة، نود أن نطلب أقصى قدر من الدعم".

الصراع المحتمل يهدد "مياكو" الهادئة

بينما ينتهج القادة السياسيون اليابانيون سياسة الغموض الاستراتيجي، فإن خطر نشوب صراع محتمل يهدد أولئك الذين يعيشون في الجزر الممتدة جنوبًا باتجاه تايوان.

وتعد "مياكو" الهادئة في أوكيناوا اليابانية، والمحاطة بالمياه الفيروزية والشعاب المرجانية، جنة سياحية، لكن موقعها الاستراتيجي على بُعد نحو 300 ميل من تايوان، وأقل من 100 ميل بحري من جزر "سينكاكو" غير المأهولة - محور نزاع إقليمي متعمق بين طوكيو وبكين - حوّلها أيضًا إلى موقع عسكري حيوي.

وتم أخيرًا تحويل ملعب جولف سابق في الجزيرة الصغيرة التي يسكنها 51 ألف شخص إلى معسكر لقوات الدفاع الذاتي البرية اليابانية، مجهز بصواريخ تستهدف مضيق مياكو، وهو بوابة حيوية للسفن الحربية الصينية التي تأمل في توسيع نطاق وصولها إلى غرب المحيط الهادئ.

وينظر إلى استراتيجيات الأمن القومي والدفاع الجديدة، التي نُشرت في ديسمبر الماضي، على أنها تحول زلزالي في نهج طوكيو تجاه تطور الحقائق الجيوسياسية، بما في ذلك اتساع الفجوة بين القوة العسكرية اليابانية والصينية.

تعزيز القوات في نانسى

وتخطط اليابان للاستثمار بكثافة في صواريخ كروز طويلة المدى وصواريخ تفوق سرعة الصوت وتعزيز قواتها في منطقة نانسى، وهي سلسلة جزر مهمة لحماية تايوان، وحاجز طبيعي بين البحرية الصينية والمحيط الهادئ.

والهدف الجديد للإنفاق الدفاعي، للوصول إلى 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027، بما يتماشى مع معايير الناتو، سيدفع في النهاية ميزانية الدفاع اليابانية السنوية إلى نحو 57 مليار جنيه إسترليني، وهي الأكبر في العالم بعد الولايات المتحدة والصين.

ونقلت" التليجراف" عن كين جيمبو البرفيسور في جامعة كيو بطوكيو: "في عام 2005، كانت ميزانية الدفاع اليابانية والميزانية العسكرية الصينية متساويتين تقريبًا، لكنهما الآن ينفقان أكثر من أربعة إلى خمسة أضعافنا".

وأضاف: "نحن نهدف إلى الحصول على قدرة كافية لحرمان الصينيين من احتمالات النجاح العملياتى في المناطق الرئيسية مثل تايوان وبحر الصين الجنوبي."

مخاوف من تحول أوكيناوا لمنطقة حرب

وفي أوكيناوا، موقع المعارك المحورية والمدمرة في الحرب العالمية الثانية، وأرض الانطلاق المحتملة لأي عملية عسكرية أمريكية مستقبلية، هناك مخاوف من أن تصبح الجزيرة مرة أخرى منطقة حرب.

وتمثل أوكيناوا 0.6 في المئة فقط من أراضي اليابان، لكن لديها 76 في المئة من المرافق التي تستخدمها القوات الأمريكية فقط، وهو ما يثير قلق السكان هناك، أن هذا يبعث برسالة خاطئة إلى الناس في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

لكن في جزر أوكيناوا النائية، يتبنى السكان وجهة نظر مختلفة. فعندما أطلقت بكين تدريبات عسكرية في أغسطس الماضي، احتجاجًا على زيارة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي، آنذاك، إلى تايبيه، سقطت صواريخ في المياه بالقرب من شواطئ تلك الجزر.

ويرى زاكيمي كازويوكي، عمدة مياكو، فائدة القواعد على جزيرته، حتى لو كان يعاني من طمأنة أعداد كبيرة من السياح الزائرين.

وقال: "بالنظر إلى كيفية غزو روسيا لأوكرانيا ، لدينا قلق من أن تظهر الصين أيضًا نيتها في توحيد تايوان.. لذلك علينا دائمًا أن نكون مستعدين، وعلينا أن يكون لدينا الحد الأدنى من الاستعداد".

ويقوم مكتب عمدة مياكو بالفعل بوضع خطط، إلى جانب الحكومة والسلطات المحلية الأخرى، من أجل إخلاء طارئ لسكان الجزر عن طريق الجو أو البحر، فى إطار تدريبات الطوارئ التي بدأت العام الماضي.

كما أن يقوم خفر السواحل في مياكو، بدوريات منتظمة في الصخور المتنازع عليها لحماية المياه الإقليمية لليابان وقوارب الصيد الخاصة بها.

وجاء ذلك في إطار توسيع معسكر تابع لقوات الدفاع الذاتي البرية في جزيرة يوناجوني، التي تعد جزءًا من مقاطعة أوكيناوا، لتعزيز الدفاع عن الجزر الواقعة جنوب غربي البلاد.

وفي ديسمبرالماضى أيضا، كشفت اليابان النقاب عن أكبر حشد عسكري لها منذ الحرب العالمية الثانية بخطة تبلغ قيمتها 320 مليار دولار لشراء صواريخ قادرة على ضرب الصين في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر الإقليمي، وتسود المخاوف من تحول الغزو الروسي لأوكرانيا لحرب أوسع نطاقًا.