الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

القمة الثانية للمنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي الإفريقي.. ماذا تناقش؟

  • Share :
post-title
القادة الأفارقة في روسيا

Alqahera News - وكالات

تنطلق غدًا الخميس بمدينة سان بطرسبرج الروسية، أعمال القمة الثانية للمنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي الإفريقي، بمشاركة مصر و49 دولة، ممثلين في نحو 45 رئيس دولة ونائبي رئيس وأكثر من 100 وزير، بالإضافة إلى رؤساء مفوضية الاتحاد الإفريقي والبنك الإفريقي للاستيراد والتصدير، وعدد من التجمعات الاقتصادية الإقليمية، بعد 4 سنوات من انعقاد القمة الأولى في مدينة سوتشي الروسية. 

منصة للحوار المباشر

يعد المنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي الإفريقي منصة للحوار المباشر بين الشركات والحكومات وممثلي مختلف القطاعات في روسيا وإفريقيا، إذ تسعى روسيا إلى بسط نفوذها في ربوع القارة الإفريقية، بينما تسعى البلدان الإفريقية للاستفادة من الدعم الروسي لتعزيز اقتصاداتها.

وفي تقرير نشرته وكالة "أنباء الشرق الأوسط"، يناقش المشاركون في القمة سبل تعزيز العلاقات بين الجانبين في حقبة تشهد العديد من التغيرات العالمية على خلفية النزاع "الروسي - الأوكراني"، وسيناقش ممثلو الوزارات المعنية في روسيا الاتحادية ورجال الأعمال الروس والأفارقة وخبراء في مجال العلاقات الدولية، التحديات التي تواجه روسيا ودول إفريقيا في عصر التغيير العالمي، وكذلك سيتم الحديث عن المشكلات الأكثر موضوعية وطرق حلها لتحفيز تنمية العلاقات الروسية الإفريقية في المجالات الاقتصادية والثقافية والإنسانية. 

برنامج الأعمال

ويتكون برنامج الأعمال الخاص بالمنتدى من 4 مجموعات مواضيعية كبيرة تغطي جميع مجالات التعاون بين روسيا وإفريقيا: "اقتصاد العالم الجديد" و"الأمن المتكامل والتنمية السيادية" و"التعاون في العلوم والتكنولوجيا" و"المجال الإنساني والاجتماعي: معا من أجل نوعية حياة جديدة".

وفي هذا الشأن، قال أنطون كوبياكوف مستشار رئيس روسيا الاتحادية والسكرتير التنفيذي للمؤسسة المنظمة للجنة التحضير للفعاليات وعقدها في إطار قمة روسيا وإفريقيا، إن المنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي الإفريقي الثاني سيصبح منصة فريدة للحوار المباشر بين رجال الأعمال والحكومة وممثلي المجتمعات الإبداعية والثقافية في روسيا وإفريقيا.

اقتصاد العالم الجديد

وسيكون أحد الأحداث الرئيسية لمسار "اقتصاد العالم الجديد" حلقة نقاش بعنوان "ممارسة الأعمال التجارية في إفريقيا: المخاطر والظروف والفرص"، وسيتطرق المتحدثون إلى موضوعات توسيع التعاون التجاري بين روسيا والدول الإفريقية وإمكانات التصدير لمواجهة التحديات الجديدة، وكذلك البرامج والمشاريع التي يتم تنفيذها اليوم في إفريقيا، وسيحضر المناقشة نائب المدير العام لمجموعة تسيفرا "Tsifra" ميخائيل أرونسون والمدير العامل لشركة نورد غولد "Nordgold Management" جيورجي سميرنوف وآخرون، وسيدير الجلسة رئيس الاتحاد الروسي للصناعيين ورجل الأعمال ألكسندر شوخين.

وسيكون الحدث الرئيسي لمسار "الأمن المتكامل والتنمية السيادية" حلقة نقاشية بعنوان "روسيا وإفريقيا: الشراكة من أجل السيادة الغذائية"، حيث أن إفريقيا هي المنطقة الأكثر تأثرا بانعدام الأمن الغذائي في العالم، وسيتم النظر في كيف يمكن لروسيا أن تساعد إفريقيا على تطوير البنية التحتية الزراعية وكيف تحافظ على الإمدادات المستمرة من الأسمدة المعدنية والآلات الزراعية الروسية وتزيل المخاطر السياسية عند دفع ثمن وارداتها. 

وسيتم الرد على هذه الأسئلة من قبل المتحدثين في حلقة النقاش "روسيا وإفريقيا: الشراكة من أجل السيادة الغذائية"، وسيشارك في المناقشة رئيس الرابطة الروسية لمنتجي الأسمدة أندريه جوريف ورئيس الاتحاد الصناعي "الكومنولث الجديد" كونستانتين بابكين وآخرون، وسيدير المناقشة السفير المتجول بوزارة خارجية روسيا الاتحادية أوليغأوزيروف.

التنمية السيادية

وسيتم بحث مشاكل الانتقال إلى التنمية السيادية الكاملة في حلقة النقاش بعنوان "النظام العالمي الجديد: من تراث الاستعمار إلى السيادة والتنمية"، والتي ستعقد كجزء من "المجال الإنساني والاجتماعي: معا من أجل نوعية جديدة للحياة"، وستدير المناقشة مديرة معهد الدراسات الإفريقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية إيرينا أبراموفا، وسيحضر المناقشة مدير معهد التاريخ العالمي التابع لأكاديمية العلوم الروسية ميخائيل ليبكين ومدير عام معهد البحوث الاقتصادية في مجال الابتكار بجامعة تسوان التقنية راسيغان مهراج وآخرون. 

مجال الحلول التكنولوجية

وسيتم الكشف عن إمكانات التعاون بين روسيا والدول الإفريقية في مجال الحلول التكنولوجية المتقدمة من قبل المتحدثين في جلسة "التقنيات المتقدمة للتنمية المستدامة في إفريقيا"، والتي ستعقد كجزء من مسار "التعاون في العلوم والتكنولوجيا"، وسيدير أندري ماسلوف مدير مركز الدراسات الإفريقية في الجامعة الوطنية للبحوث التابع للمدرسة العليا للاقتصاد، حلقة النقاش، وسيحضر المناقشة النائب الأول لوزير الطاقة في روسيا الاتحادية بافيل سوروكين ومدير التنمية المستدامة لمجموعة ي. ن.+ جروب "EN+ GROUP" أنطون بوتمانوف ونائب المدير العام لهندسة المشاريع والتنمية المستدامة والتعاون الدولي للشركة المساهمة العامة روس هيدرو "RusHydro" سيرجي ماشيخين وآخرون.

بالإضافة إلى ذلك، سيستضيف المنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي الإفريقي منتدى إعلاميا ومؤتمر عمداء الجامعات ومائدة مستديرة بمشاركة مؤسسات التدقيق العليا في روسيا والدول الإفريقية وفعاليات في إطار برنامج الشباب.

مفوضية الاتحاد الإفريقي

وفي كلمة له موجهة الى القمة، شدد موسى فقيه محمد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي على المبادئ التي تقوم عليها الشراكة الاسترتيجية بين إفريقيا وروسيا، وما تحمله من إمكانات لتعزيز التعاون في مجالات الزراعة وتنمية الموارد الطبيعية والصناعة والتجارة والبنية الأساسية والطاقة، وكذلك في مجالات التعاون العسكري والسلام والتعاون السياسي، ومن المقرر أن يتضمن الإعلان الختامي للقمة الاتفاق على دورية انعقادها مرة كل 3 سنوات. 

اتفاقية نقل الحبوب

كانت روسيا قد أعلنت وقف تمديد اتفاقية نقل الحبوب والتي انتهت في 17 يوليو الجاري، معربة عن استعدادها لتمديد العمل بالاتفاقية في حالة الاستجابة لمطالبها، في الوقت الذي تعتمد فيه العديد من بلدان القارة الإفريقية على استيراد القمح من روسيا وأوكرانيا، وأسهمت الأزمة الروسية الأوكرانية في زيادة أسعار المواد الغذائية والأسمدة والطاقة بشكل كبير. 

مبادرة إفريقية

يذكر أن 6 دول إفريقية من بينها مصر، أطلقت مبادرة إفريقية للتوسط لتسوية الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا، وقام وفد من الرؤساء الأفارقة يومي 16 و17 يونيو الماضي يضم رؤساء جنوب إفريقيا والسنغال وزامبيا بزيارة كييف وسان بطرسبرج، في إطار مساعي السلام الإفريقية، ولا سيما أن الدول الإفريقية قد تأثرت بشكل كبير من جراء هذه الأزمة. 

وكان مقررا للقمة الروسية الأفريقية أن تعقد في أكتوبر 2022 بأديس أبابا قبل أن يقرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يوليو 2022 تأجيلها نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، كما كان مقررا أن تعقد على مدى 4 أيام قبل أن يعلن المتحدث باسم الكرملين في 21 يونيو الماضي اختصار أعمالها لتعقد على مدى يومين، ويعتبر الجانب الروسي أن الحدث يمثل خطوة أولى نحو عودة الاقتصاد والسياسية الروسية إلى إفريقيا للوصول إلى تحقيق شراكة تصب في صالح الجانبين، ومن المقرر أن يصدر عن القمة إعلان سياسي، يتضمن ما توافقت عليه روسيا والبلدان الإفريقية. 

تأتي القمة الروسية الإفريقية ضمن العديد من المحافل التي تجمع إفريقيا بدول العالم مثل القمة الأمريكية الإفريقية، وقمة فرنسا إفريقيا، ومنتدى الصين إفريقيا، ومنتدى اليابان إفريقيا المعروف باسم "تيكاد". 

وكانت القمة الروسية الإفريقية الأولى قد انعقد إلى جانبها منتدى اقتصادي روسي إفريقي، تم خلاله التوقيع على نحو 92 عقدا ومذكرة تفاهم بقيمة تصل إلى 5ر12 مليار دولار، وجرى خلال المنتدى الأول تنظيم 569 لقاء بمشاركة 6 آلاف مشارك، وتم الاتفاق على توسيع المنتدى لعام 2023 ليشمل أيضا الجوانب الإنسانية، حيث سيتضمن أيضا العديد من المعارض ومنتديات الأعمال. 

محاور المنتدي

وتشمل أعمل المنتدى هذا العام 4 محاور: الاقتصاد العالمي الجديد، والذي سيركز على توسيع نطاق التعاون في مجال الأعمال بين روسيا والبلدان الإفريقية، والأمن، وسيتطرق إلى كيفية استفادة البلدان الإفريقية من الخيرة الروسية في مجال ضمان الأمن، والعلوم والتكنولوجيا، ويتضمن التعاون الصناعي باعتباره وسيلة نحو تحقيق السيادة التكنولوجية وتوفير التكنولوجيا المتقدمة اللازمة للإسهام في تحقيق التنمية المستدامة في إفريقيا، وستتضمن جلسات خاصة بالتكنولوجيا النووية والرقمية والتكنولوجيا في قطاع الرعاية الصحية، والقضايا الإنسانية والاجتماعية، وتتضمن التعاون في قطاعات التعليم والثقافة والرياضة وتمكين المرأة والشباب. 

يذكر أن العديد من البلدان الإفريقية تتبنى موقفا محايدا من النزاع الروسي الأوكراني، وخلال التصويت الذي جرى في مارس 2022، صوتت 28 دولة إفريقية لصالح قرار يدين التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، بينما امتنعت 17 دولة عن التصويت وصوتت دولة إفريقية واحدة ضد القرار.