قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده تولى اهتمامًا بتعميق وتوسيع التعاون الشامل مع جميع الدول إفريقيا وحريصة على تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية مع دول القارة السمراء.
وأضاف "بوتين" خلال كلمته في افتتاح أعمال القمة الثانية للمنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي الإفريقي اليوم الخميس، أن موسكو تعطى أهمية كبيرة إلى توريدات القمح والشعير والذرة مع إفريقيا، حيث وصلت صادرات روسيا الزراعية إلى القارة السمراء 10% بقيمة 6.7 مليار دولار.
وكشف الرئيس الروسي عن أن موسكو أنشأت 30 مشروع طاقة في 16 دولة إفريقية، بإجمالي 3.7 جيجاوات.
وأكد الرئيس الروسي سعي بلاده لإنشاء طرق نقل جديدة لضمان نقل البضائع الروسية إلى الخليج العربي والمحيط الهادئ، وستستفيد منها الدول الإفريقية.
وأردف بوتين: "قدمت موسكو 11.5 مليون طن من الحبوب إلى الدول الإفريقية في عام 2022، ونحو 10 ملايين طن في الأشهر الستة الأولى من هذا العام، على الرغم من العقوبات غير القانونية المفروضة على صادراتنا".
وأضاف: "أود أن أشير إلى أن حجم التجارة بين روسيا وإفريقيا في العام الماضي بلغ 18 مليار دولار. وهذه إحدى النتائج الواضحة لقمة روسيا - إفريقيا سوتشي. وأنا متأكد من أنه يمكننا جميعًا زيادة التجارة بشكل جذري في المستقبل المنظور".
وتطرق الرئيس الروسي إلى أزمة تصدير الحبوب، موضحًا أن الغرب استغل اتفاق الحبوب للحصول على احتياجاته وحرم الدول الفقيرة من حقوقها.
وتمسك بوتين برفع العقوبات المفروضة على موسكو حتى تعود بلاده إلى اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
وشدد على قدرة موسكو على استبدال الحبوب الأوكرانية بالأسواق العالمية، واستعداد بلاده لتقديم جزء من الحبوب مجانًا للدول الفقيرة.
واتهم الرئيس الروسي الغرب بإعاقة تنفيذ مبادرة الحبوب رغم التزامهم التام بها، مشيرًا إلى عمل بلاده على توفير القمح والحبوب لدول القارة الإفريقية.
وأوضح بوتين أن هناك زيادة في برامج التبادل ما بين الشباب في روسيا وإفريقيا، داعيًا الشباب من القارة السمراء لزيارة سوتشي لمهرجان الشباب مارس المقبل التي يشارك فيها أكثر من 20 ألف شاب وفتاة من أكثر من 110 دول.
وعرض الرئيس الروسي دعم الدول الإفريقية فيما يتعلق بالتعليم العالي، كذلك في مؤسسات التعليم العام وإعداد الكوادر وتطلعه إلى تدريس اللغة الروسية في بعض الدول، حيث إن دراسة اللغة الروسية وإدخال معايير التعليم الروسية في إفريقيا سيضعان الأساس لتعزيز المزيد من التعاون.
ولفت إلى أن ما يقرب من 35 ألف طالب من إفريقيا يدرسون في الجامعات الروسية، وأعدادهم في تزايد مستمر.
وانطلقت صباح اليوم الخميس، بمدينة سان بطرسبرج الروسية، أعمال القمة الثانية للمنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي الإفريقي، بمشاركة مصر و49 دولة، ممثلة في نحو 45 رئيس دولة ونائبي رئيس وأكثر من 100 وزير، بالإضافة إلى رؤساء مفوضية الاتحاد الإفريقي والبنك الإفريقي للاستيراد والتصدير وعدد من التجمعات الاقتصادية الإقليمية، وذلك بعد أربع سنوات من انعقاد القمة الأولى في مدينة سوتشي الروسية.
ويعد المنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي الإفريقي منصة للحوار المباشر بين الشركات والحكومات وممثلي مختلف القطاعات في روسيا وإفريقيا