قال اللواء محمد الثلجي، الخبير العسكري، إن هناك تحولاتٍ جيوسياسية كبيرة، بعد اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، وأدرك كثيرون أن العالم يعيد ترتيب نفسه، موضحًا أن التجارب الصاروخية التي قامت بها كوريا الشمالية كانت ردًا على المناورات والتدريبات الأمريكية مع كوريا الجنوبية.
وأضاف "الثلجي" في مداخلة عبر "سكايب" من العاصمة عمان، في "النشرة الإخبارية" المذاعة على شاشة "القاهرة الإخبارية" اليوم الجمعة، أن هناك نزعة كبيرة في البعد عن فكرة القطب الواحد التي تتزعمها أمريكا والاتجاه إلى عالم متعدد الأقطاب، فالقوة والتأثير في العالم أصبح مطمح الكثير من الدول، وهو ما يدفع كوريا الشمالية أن تعيد ترتيب موقعها ضمن النظام الدولي في الإقليم أو في شبه الجزيرة الكورية ومحيطها.
وتابع أن كوريا الشمالية، بدأت في الابتعاد عن الغرب وأمريكا والانحياز إلى المعسكر الشرقي المتمثل في روسيا والصين، وهو ما كان واضحًا جدًا في تخلى كوريا الشمالية عن رسائل الحب المتبادلة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ورئيس كوريا الشمالية الحالي كيم جون أون.
وذكر الخبير العسكري، أن كوريا الشمالية أدركت بعد الأزمة الروسية الأوكرانية والدعم اللامحدود الذي يقدمه الغرب لكييف، أعطاها مؤشرًا أن أي صراع مستقبلي ستخوضه بيونج يانج ستكون هذه نتيجته، وبالتالي الانحياز إلى المعسكر الشرقي سيكون خيارًا استراتيجيًا يعطيها دافعًا في البقاء والاستمرار.
وأوضح أن كوريا الشمالية أدركت بما لا يدع مجالًا للشك أن تطوير قدراتها النووية هو الأداة التي ستجعلها قوية في خضم بحر متلاطم من عدم الاستقرار.