الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بسبب أزمتها السياسية.. النيجر في مرمى العقوبات والحرمان من المساعدات الخارجية

  • Share :
post-title
اضطرابات النيجر

Alqahera News - محمود غراب

في ظل الأزمة السياسية التي تشهدها النيجر غرب إفريقيا حاليًا، أصبحت البلاد مهددة بانقطاع المساعدات المالية والأمنية الخارجية، التي تقدر بملياري دولار سنويًا، وفق البنك الدولي.

وأعلنت الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، التي تضم 15 بلدًا، تعليق العلاقات مع النيجر، وأجازت استخدام القوة حال عدم عودة الرئيس إلى منصبه في غضون أسبوع، لتحذو بذلك حذو فرنسا والاتحاد الأوروبي، اللذين قررا تعليق المساعدات لنيامي.

عقوبات إيكواس

كما فرضت "إيكواس" أيضًا عقوبات على المسؤولين العسكريين في النيجر، وتعمل "الإيكواس" كقوة لحفظ السلام في المنطقة، إذ ترسل الدول الأعضاء أحيانًا قوات عسكرية مشتركة للتدخل في أوقات عدم الاستقرار السياسي والاضطرابات في إحدى هذه الدول.

الاتحاد الأوروبي يعلق الدعم المالي والتعاون الأمني

وتعد النيجر شريكًا أمنيًا رئيسيًا لبعض الدول الغربية مثل فرنسا والولايات المتحدة، اللتين تستخدمانها كقاعدة لجهودهما الرامية لاحتواء أعمال عنف يشنها متشددون في منطقة الساحل بغرب ووسط إفريقيا.

وفي ظل عدم الاستقرار الحالية بعد التمرد على رئيس البلاد، قرر الاتحاد الأوروبي وفرنسا وقف الدعم المالي المقدم للنيجر، وهددت الولايات المتحدة بفعل شيء.

وقال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي في بيان: "بالإضافة إلى وقف دعم الميزانية فورًا، جرى تعليق جميع إجراءات التعاون في مجال الأمن لأجل غير مسمى وبأثر فوري".

والنيجر شريك رئيسي للاتحاد الأوروبي في جهوده الرامية إلى وقف تدفق المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء. وللاتحاد الأوروبي أيضًا عدد قليل من القوات في النيجر في مهمة تدريب عسكرية.

ووفقًا لموقع الاتحاد الأوروبي، فقد خصص التكتل 503 ملايين يورو (554 مليون دولار) من ميزانيته، لتحسين الحوكمة والتعليم والنمو المستدام في النيجر، خلال الفترة من 2021 إلى 2024.

ووافق الاتحاد الأوروبي، من خلال مرفق السلام الأوروبي، على منح نحو 70 مليون يورو لدعم القوات المسلحة في النيجر، منذ يوليو من العام الماضي، منها أسلحة بقيمة 4.7 مليون يورو جرى الموافقة عليها في الثامن من يونيو.

فرنسا تعلق المساعدات

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، أمس السبت، إن فرنسا علقت جميع مساعداتها التنموية للنيجر والدعم الذي تقدمه للميزانية على الفور.

وبلغت المساعدات الفرنسية للنيجر نحو 120 مليون يورو (130 مليون دولار) في 2022، وكان من المتوقع أن تزيد قليلًا هذا العام.

وتجدر الإشارة إلى أن فرنسا تزود نفسها من النيجر بما يمثل نحو ثلث حاجتها من اليورانيوم المستخدم في مفاعلاتها النووية.

تهديد أمريكي

هددت الولايات المتحدة بقطع المساعدات عن النيجر، إذ قال أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي: "من الواضح أن المساعدات الكبيرة للغاية التي نقدمها للناس في النيجر معرضة للخطر".

ولدى الولايات المتحدة قاعدتان عسكريتان في النيجر تضمان نحو 1100 جندي، وتقدم أيضًا مساعدات أمنية وتنموية لها بقيمة مئات الملايين من الدولارات.

وبذلك، فإن الضغط الغربي والإفريقي يشتد على قادة الانقلاب في النيجر، البلد الذي صُنّف الأفقر إفريقيًا، ويضم مناطق صحراوية واسعة ويسجل نموًا ديموغرافيًا من الأعلى في العالم.

وذكرت"رويترز" نقلًا عن خبير الاقتصاد المقيم في نيامي عبد الله سولي: "ستتوقف جميع المشروعات الممولة من الخارج. ستتوقف مشروعات التنمية التي يمولها الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وغيرها، وكذلك المساعدات المالية للنيجر".

لكن الأمم المتحدة قالت إن الأزمة السياسية الحالية لم تؤثر على شحنات المساعدات الإنسانية التي ترسلها للنيجر.

قلق في نيامي

وفي شوارع العاصمة نيامي الصاخبة، يشعر أصحاب الشركات بالقلق من حالة الغموض، التي تلحق الضرر بالتجارة ومن احتمال توقف التدفقات المالية من الخارج بشكل مفاجئ، وفق ما ذكرت "رويترز".

ونقلت الوكالة عن عبدالكريم محمد، مالك لأحد متاجر الإلكترونيات: "لقد لاحظنا أن عدد عملائنا قد انخفض. لا يكاد يوجد أي زبائن على الإطلاق".