الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"فصول كونفوشيوس".. ذراع الصين في مدارس الولايات المتحدة

  • Share :
post-title
خريطة بالفصول الممولة من الصين فى الولايات المتحدة

Alqahera News - محمود غراب

كشفت تقرير أمريكي أن الصين تمول المدارس العامة الأمريكية بما يصل 17 مليون دولار، على سبيل التبرعات، الأمر الذي يجري الجمهوريون التحقيق فيه حاليًا، وفق ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

"فصول كونفوشيوس" في 34 ولاية أمريكية

ويشير التقرير الصادر عن منظمة "الآباء المدافعين عن التعليم" غير الربحية، إلى أنه في إطار التنسيق الوثيق بين الحزب الشيوعي الصيني والمدارس الأمريكية جرى إنشاء "فصول كونفوشيوس"، في 143 منطقة تعليمية بـ34 ولاية والعاصمة واشنطن دي سي.

بالإضافة إلى ذلك، لا تزال 7 عقود على الأقل سارية في تكساس وكنتاكي ومينيسوتا وأوكلاهوما وأوريجون وواشنطن.

ويكشف التقرير الذي يحمل اسم "فصول دراسية حمراء للصغار"، أنه تم تحويل 17 مليون دولار من المؤسسات المالية المرتبطة بالحزب الشيوعي الصيني إلى مدارس التعليم الأساسي الأمريكية "U.S. K-12 schools"، من خلال معاهد "كونفيشيوس" وغيرها من البرامج الثقافية واللغوية.

وتجدر الإشارة إلى أن الجهاز الحكومي "هانبان" - التابع لوزارة التربية والتعليم في الصين- يدير نحو 500 معهد وأكثر من ألف فصل "كونفوشي" في جامعات ومدارس حول العالم لتعليم اللغة والثقافة الصينيتين.

ويلفت تقرير منظمة "الآباء المدافعين عن التعليم" إلى أن الحزب الشيوعي الصيني لديه علاقات مع المناطق التعليمية بالقرب من 20 قاعدة عسكرية أمريكية، وقد تم اختراق ثلاث من أفضل المدارس الثانوية للعلوم والتكنولوجيا في البلاد.

جاء في التقرير: "في حين أن الولايات المتحدة ليست جزءًا رسميًا من مبادرة الحزام والطريق الصينية، فقد روجت وسائل الإعلام الحكومية الصينية للعمل الذي تقوم به معاهد وفصول كونفوشيوس، لتعزيز النفوذ العالمي للحزب الشيوعي الصيني".

وأوضح التقرير أن الصين يسرت هذه العلاقات من خلال المنح والشراكات التعليمية، منذ عام 2009، وأن البرمجة والتمويل قد اختلفا بين المناطق التعليمية.

وقالت نيكي نيلي، رئيسة منظمة "الآباء المدافعين عن التعليم"، في بيان، إن "الأدلة المقلقة" التي كشفها التحقيق يجب أن تهم الآباء والمعلمين وصناع السياسات على حد سواء"، مشيرة إلى أنه تم تسليم التقرير إلى مشرعي الولايات والمشرعين الفيدراليين.

الجمهوريون يطالبون بإجراءات عاجلة

ويطالب النائب الجمهوري جيم بانكس، وزارة التعليم الأمريكية، باتخاذ إجراءات عاجلة من أجل إنهاء هذه الشراكات "المزعجة"، كما قال في تصريحات نقلتها "ديلي ميل".

وأضاف أن الحزب الشيوعي الصيني ليس شريكًا جديرًا بالثقة، معتبرًا أن "قبول التمويل والنفوذ من خصمنا الأكبر يمثل تهديدًا لأطفال أمريكا والأمن القومي".

وكتب "بانكس" في رسالة: "أنه يجب على الولايات المتحدة اتخاذ كل الإجراءات لتقوية دفاعاتها ضد الصين، بما في ذلك منع قدرتها على الترويج في مدارس التعليم الأساسي والثانوي الأمريكية".

وطالب عضو الكونجرس – العضو في اللجنة المستحدثة بمجلس النواب والمعنية بالمنافسة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والحزب الشيوعي الصيني - باتخاذ إجراء فوري من إدارة الرئيس جو بايدن.

وأشار أيضًا إلى أنه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، صنفت وزارة الخارجية الأمريكية معاهد كونفوشيوس كبعثة خارجية، ما ساعد على إغلاق بعض هذه البرامج الخطرة.

من جهته؛ قال النائب الجمهورى عن فلوريدا مايك والتز، إن التقرير "مقلق لأننا لا نفهم حقًا المدى الكامل لتدخل الصين الشيوعية في نظامنا التعليمي".

وأوضح "أن الأمر لا يقتصر على محاولة الحزب الشيوعي الصيني الترويج للدعاية الخاصة به، من خلال البرامج التعليمية، لكنه يستخدم الشركات الوهمية الصينية لشراء المدارس الأمريكية الخاصة في جميع أنحاء البلاد".

وحث "والتز" حكام الولايات، إلى جانب المساعدة الفيدرالية، على البدء في قمع استهداف أطفال الولايات المتحدة، ودق النائب الجمهوري جرس الإنذار من المدارس المملوكة للصينيين في الولايات المتحدة، إلى جانب برامج تدريب ضباط الاحتياط الصغار، مُطالبًا "البنتاجون" بإجراء مسح لهذه المدارس، باعتبارها تمثل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي الأمريكي.

ونقلت "ديلي ميل" عن السناتور روجر مارشال، إن تقرير "الآباء المدافعون عن التعليم" يجب أن "ينبه" كل والد أمريكي، مضيفًا أن الحزب الشيوعي الصيني يستهدف المدارس بالقرب من القواعد العسكرية.

مشروع قانون أمريكي لوقف الزحف الصيني

وقدم سناتور كنساس، الثلاثاء الماضي، مشروع قانون جديد من شأنه أن يمنع الوكالات الفيدرالية من تمويل الأبحاث في الصين أو أي كيان مملوك للصين.

وقال مارشال: "من شراء أراضينا إلى إنشاء مراكز شرطة للحزب الشيوعي الصيني هنا على أراضي الولايات المتحدة، وسرقة ملكيتنا الفكرية، والتجسس على قواعدنا العسكرية، وشق الطريق نحو مدارس أطفالنا من رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر، فقد حان الوقت لليقظة والهبة من الإدارة الأمريكية في مواجهة هذا الزحف الصيني".

وفقًا لقانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2021، يحظر على البنتاجون تقديم الأموال إلى مؤسسات التعليم العالي التي تستضيف "معهد كونفوشيوس" بعد الأول من أكتوبر 2023.

ومنذ إقرار القانون في 2021، أغلقت أكثر من 100 جامعة أمريكية معاهد كونفوشيوس. وبدءًا من مارس 2023، تحسب الرابطة الوطنية للعلماء ما مجموعه 13 معهدًا كونفوشيوس في الولايات المتحدة - مع أكثر من 108 معاهد مغلقة أو قيد الإغلاق.