الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"الطاقة".. نقطة ضعف تايوان في مواجهة الصين

  • Share :
post-title
شركة الرقائق الإلكترونية التايوانية TMSC

Alqahera News - محمد البلاسي

مواجهة تكنولوجية تتزايد حدتها بين الولايات المتحدة والصين، حيث يستهدف البلدان بشكل متزايد مدخلات وخطوط إمداد بعضهما البعض لأشباه الموصلات، وهي الرقائق الدقيقة الضرورية لنمو أي اقتصاد حديث ولها تطبيقات متنوعة، من تطوير الذكاء الاصطناعي إلى العمليات العسكرية، وهناك عنصر واحد في هذه المنافسة يمكن أن يكون له عواقب غير متوقعة ومحورية هو"تايوان".

وبعد القرار الخطير الذي اتخذته الولايات المتحدة بفرض ضوابط على صادرات تقنيات أشباه الموصلات المتقدمة والذكاء الاصطناعي إلى الصين في أكتوبر 2022، حظرت بكين مشتريات الرقائق من المنتج الأمريكي "ميكرون" في مايو وأعاقت عمليات اندماج الشركات التي تشمل شركات أشباه الموصلات الأمريكية، التي تعمل في الأسواق الصينية، كما انضمت اليابان وهولندا إلى الولايات المتحدة في تبني ضوابط التصدير على معدات تصنيع أشباه الموصلات الحيوية إلى الصين في وقت سابق من هذا العام، وأعلنت بكين مؤخرًا عن متطلبات ترخيص التصدير على الجاليوم والجرمانيوم - وهما عنصران مهمان يستخدمان في صناعة أشباه الموصلات، فيما تهيمن الصين على تلك العناصر، وقد دخل القرار الصيني حيز التنفيذ اعتبارًا من أول أغسطس، وذلك بحسب مجلة فورين بوليسي الأمريكية

تايوان تنتج 90 % من الرقائق الأكثر تقدمًا في العالم

تعد تايوان إحدى الركائز الأساسية للمنافسة الأمريكية الصينية في أشباه الموصلات، حيث تنتج الجزيرة، عبر شركة (TSMC) بشكل أساسي، 90 % من الرقائق الأكثر تقدمًا في العالم، ومن أجل إحباط الأهداف التكنولوجية الطموحة لبكين، تعمل تايوان مع الولايات المتحدة لتقييد وصول الصين إلى هذه الرقائق، بالإضافة إلى التقنيات المتقدمة التي تدعمها، وجعلت تلك العوامل، بالإضافة إلى التوترات الأوسع بين الولايات المتحدة والصين، بشأن التوافق الأمني لتايوان مع واشنطن ووضعها السياسي العام، تجعل الجزيرة عنصرًا مهمًا بشكل خاص في المنافسة بين الولايات المتحدة والصين على أشباه الموصلات.

تباطؤ صيني رغم زيادة الاستثمارات

وحتى الآن، تتمتع الولايات المتحدة بميزة في هذه المنافسة، فقد كان تقدم الصين في تطوير قدرات تصنيع أشباه الموصلات المتقدمة الخاصة بها أبطأ من المتوقع، على الرغم من مليارات الاستثمارات من جهة الحكومة الصينية، وفي المقابل تظل تايوان معرضة لقيود الصين الخاصة، بما في ذلك صادرات المواد الخام مثل المعادن الأرضية النادرة، والتي تهيمن عليها الصين أيضًا وأثبتت استخدامها كأداة لسياستها الخارجية في الماضي.

خيارات الصين لضم تايوان

وبحسب المجلة الأمريكية، فإنه بعيدًا عن نقاط الضعف المعروفة هذه، هناك طرق أخرى يمكن أن تسعى بها بكين للتأثير على تايبيه، سواء من حيث دورها في مواجهة أشباه الموصلات أو بما يتماشى مع هدف الصين الأوسع المتمثل في "إعادة التوحيد" مع تايوان، وأحد الخيارات هو التدخل العسكري، كما يتمثل الخيار الثاني في فرض حصار اقتصادي على الجزيرة، أما الخيار الثالث هو تأميم عمليات TSMC ومع ذلك، تأتي كل هذه الخيارات مصحوبة بمخاطر كبيرة من حدوث رد فعل سلبي، بما في ذلك احتمالات اندلاع نزاع عسكري مباشر مع الولايات المتحدة أو ركود اقتصادي كبير، يمكن أن يؤدي إلى تقويض الشرعية الأساسية للحزب الشيوعي الصيني.

نقطة ضعف تايوان

وأضافت المجلة أن هناك خيارًا آخر يمكن أن تتخذه الصين للتأثير على تايوان، وهو خيار أكثر دقة ومع ذلك يمكن أن يثبت فعاليته، فتايوان لا تستطيع أن تمد نفسها بالطاقة، وهي تعتمد على الواردات لأكثر من 97% من احتياجاتها من الطاقة، واثنان من مصادر الطاقة الأهم بالنسبة للجزيرة هما الغاز الطبيعي والفحم، حيث يمثل هذان المصدران للطاقة أكثر من 80% من مصادر توليد الكهرباء في تايوان، حيث تعمل الكهرباء كمدخل حاسم، لإنتاج أشباه الموصلات، وتستهلك شركة TSMC وحدها أكثر من 6% من استهلاك الطاقة في الجزير، وقد نمت احتياجات الكهرباء لاستهلاك الشركة بأكثر من 30% فقط بين عامي 2020 و 2022، كما عانت تايوان بالفعل من نقص دوري في الكهرباء المتعلقة بالبنية التحتية للطاقة النووية.

قطع إمدادات الطاقة

ولأن تايوان جزيرة، يجب أن تأتي جميع واردات الطاقة هذه من طرق الإمداد البحرية، ما يجعلها عرضة للخطر، ويجعل الصين نشطة بشكل متزايد في إجراء التدريبات البحرية واسعة النطاق التي تحيط بالجزيرة، لا سيما خلال الفترات الحساسة مثل زيارات مسؤولين بالكونجرس الأمريكي إلى تايوان أو زيارات القيادة التايوانية للولايات المتحدة، ويمكن لمثل هذه التدريبات أن تعرض خطوط الإمداد التايوانية للخطر أو تقطعها لفترة محدودة، دون إثارة ذلك النوع من ردود الفعل السلبية مثل الحصار الشامل أو التدخل العسكري، وحتى التعطيل المحدود قد يكون مهمًا بالنسبة لتايوان، التي غالبًا لا تمتلك في المعتاد مخزونات كبيرة من الطاقة.