الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بين حشد "إيكواس" واستعدادات نيامي.. النيجر تستعد لـ"السيناريو الأسوأ"

  • Share :
post-title
عناصر من الجيش تنتشر في شوارع العاصمة نيامي بالنيجر ـ أرشيفية

Alqahera News - آلاء عوض

رفض المجلس العسكري الحاكم في النيجر، غرب إفريقيا، استقبال بعثة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس، بعد ساعات من مصادقة التكتل على حشد 25 ألف جندي للتدخل العسكري المحتمل، في إصرار واضح على التصعيد من قبل العاصمة نيامي في إشارة إلى أن الأمور قد تتجه إلى السيناريو الأسوأ وهو اندلاع حرب جديدة في المنطقة. 

إصرار على التصعيد

ورفض المجلس العسكري دخول وفد "إيكواس"، والأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، المقرر وصوله اليوم الثلاثاء إلى العاصمة نيامي، بحسب موقع "جون أفريك". 

وفي حين يرى خبراء أن التحشيد العسكري لـ"إيكواس" هو إشارة لمزيد من التوترات والتدخل العسكري الوشيك، يعتقد آخرون أنه من غير المحتمل أن تلجأ كتلة غرب إفريقيا إلى استخدام القوة لعدة أسباب، بحسب مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.

ويأتي الاستعداد العسكري بعد أسبوعين من عزل "بازوم"، وغداة انتهاء المهلة التي حدّدتها المنظمة للمجلس العسكري الحاكم في النيجر، التي طالبته فيها بـ"تسليم السلطة أو مواجهة احتمال استخدام القوة".

وتشمل الخطة الموضوعة كيفية وموعد نشر القوات، بحسب تصريحات صحفية لعبدالفتاح موسى، مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن "إيكواس".

عناصر من جيش النيجر
مخاوف من كارثة إنسانية

ورغم إصرار نيجيريا، الجارة الأقرب إلى العاصة نيامي، على قيادة العملية المحتملة، باعتبارها الدولة الأكبر في كتلة "إيكواس" والممول الرئيسي للكتلة، يخشى السياسيين في نيجيريا وغانا من أن يؤدي تدخل عسكري إلى كارثة إنسانية تفاقم أزمة المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الهجوم على النيجر من شأنه أن يؤدي إلى تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى نيجيريا، كما سيشجع الجماعات الإرهابية في المنطقة التي تعاني بالفعل، والتي كانت النيجر شريك أساس ووفي على مدى سنوات في التصدي لها.

وبحسب صحيفة "جون أفريك"، إن وجود تهديد أمني على طول الحدود بين النيجر ونيجيريا يجعل القادة في أبوجا وعواصم إقليمية أخرى قلقين، وقد يؤثر على قرارهم باتخاذ إجراء.

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن التحركات الأخيرة التي اتخذتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا للضغط على المجلس العسكري في عاصمة النيجر، نيامي ، قد يكون لها عواقب غير مقصودة.

خطوة جريئة ضد التكتل

وتزامنًا مع إعلان الحشد، وفي خطوة جريئة ضد "إيكواس"، أغلق المجلس العسكري في النيجر، المجال الجوي للبلاد، أمس الإثنين، متوقعًا تهديد كتلة غرب إفريقيا بتنفيذ تدخل عسكري في العاصمة نيامي، في حال عدم الإفراج عن محمد بازوم.

وقبل إعلان "إكواس" عن التدخل العسكري، حذّر قادة المجلس العسكري في النيجر من أي تدخل في نيامي، الذي سيضطرهم للدفاع عن أنفسهم حتى آخر رمق.

واتهم قادة المجلس العسكري في النيجر، فرنسا بالرغبة في التدخل عسكريًا لإعادة الرئيس المعزول، فيما أعلن المجلس إلغاءه لعدد من اتفاقيات التعاون العسكري مع باريس، بالإضافة إلى إنهاء عمل سفراء البلاد لدى فرنسا والولايات المتحدة ونيجيريا وتوجو.

وفي غضون ذلك، ظهرت في شوارع العاصمة شواهد على دعم المجلس العسكري للبلاد، وانطلقت هتافات بـ"تحيا النيجر" مصاحبة لعبارات معادية لدول "إيكواس".

فرص نجاح دول غرب إفريقيا

قد يكون التدخل العسكري في النيجر مختلفًا تمامًا عن الوضع في جامبيا، أصغر دولة في البر الإفريقي، إذ تمتلك جيشًا ضعيفًا نسبيًا، لكن النيجر بلد شاسع يقع في قلب منطقة الساحل، بحسب تقرير نشرته "دويتشه فيله".

ورغم أنها واحدة من أفقر دول العالم، تمتلك قواتها خبرة في قتال الجهاديين وتدربها الولايات المتحدة ، التي لديها 1100 جندي يتمركزون في البلاد، وفرنسا التي لديها نحو 1500 جندي هناك.

ولعل بعض الأٍسباب التي ستصعب اقتحام العاصمة نيامي، تزايد شعبية المجلس العسكري في النيجر، والقبول الواسع الذي أكدته الاحتجاجات التي تخلتها هتافات مؤيدة للعسكريين وأخرى معادية لـ"إيكواس".

وانضم مئات الشبان إلى العسكريين ليقفوا في حراسة عند مدخل نيامي، فيما تعهد بعض هؤلاء الشباب بالانضمام إلى الجيش لمحاربة أي توغل.

وإلى جانب الحشد الشعبي في النيجر، شددت مالي وبوركينا فاسو، على أن أي تدخل في النيجر سيكون بمثابة إعلان حرب عليهما، وتوجه وفد مشترك من البلدين إلى النيجر، لتأكيد التضامن معها.