الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تقدم روسي رغم الهجوم المضاد.. "خيبة الأمل" تهدد الدعم الغربي لأوكرانيا

  • Share :
post-title
الهجوم الأوكراني المضاد

Alqahera News - محمد سالم

بعد مرور نحو شهرين على الهجوم الأوكراني المضاد، الذي تأمل كييف من خلاله، طرد الروس من مواقعهم التي سيطروا عليها شرقي وجنوبي البلاد، يشعر بعض المسؤولين الأمريكيين بالإحباط وخيبة الأمل من وتيرته، في ظل التقدم البطيء واكتساب نحو 241 كيلو مترًا مربعًا فقط من الأراضي، بحسب هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني.

وأعرب بعض المسؤولين الأمريكيين عن خيبة أملهم من أن الأوكرانيين بدوا متقاعسين، عن نشر بعض وحداتهم الأكثر تدريبًا وتجهيزًا، وأنهم لم يطبقوا التدريب الذي تلقوه، وقال مسؤول كبير، إن إدارة الرئيس جو بايدن، وحلفاء الولايات المتحدة قدموا لأوكرانيا، كل ما طلبته للهجوم المضاد، بما في ذلك 500 دبابة ومئات المركبات المدرعة.

وقال وليام تايلور، السفير الأمريكي السابق لدى أوكرانيا، إن التقييم السلبي لنتائج "الهجوم المضاد"، قد تؤدي إلى تقليل الدعم الغربي، مشيرًا إلى أن هناك خطرًا من أن تصبح الاستنتاجات القاتمة حول آفاق أوكرانيا "نبوءة تحقق ذاتها"، مضيفًا أن التوقعات غير المبررة من الهجوم المضاد، والتي تظهر في وسائل الإعلام تهدد كييف وتلعب لصالح روسيا.

وأضاف في حديثه لشبكة "إن بي سي نيوز"، إن موسكو تراهن على أن حلفاء كييف سوف يُنهَكون في نهاية المطاف من تقديم المساعدات العسكرية لكييف، وسوف يميلون في النهاية إلى جانب الموافقة على التنازلات التي يمكنها إيقاف القتال.

وتابع: "إذا كان هناك تصور بأن الأوكرانيين لا يمكنهم الفوز، فلن نوفر لهم الأشياء التي يحتاجون إليها للفوز".

تحسين مواقع الجيش الروسي 

أعلن الجيش الروسي، أمس الجمعة، نجاح قواته في تعزيز مواقعها من جديد بمناطق شمال شرقي أوكرانيا، وأن المجموعات القتالية الهجومية، واصلت عملياتها في اتجاه كوبيانسك، وعززت وضعها التكتيكي. 

كما أعلن أيضًا تعزيزه مواقعه بالقرب من قريتي أولشانا وبيرتشوترافنيفي، في منطقة خاركيف بشكل ملحوظ، بحسب وكالة "فرانس برس". 

 

بوتين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يرى أن الهجوم الأوكراني المضاد مَنيَّ بالفشل، رغم أنه ما زال قائمًا، حسبما قاله في لقاء مع نظيره البيلاروسي ألكساندر لوكاشينكو، في يوليو الماضي، قائلًا:" الهجوم الأوكراني المضاد قائم ولكنه فشل".

وأكد بوتين تدمير رقم قياسي من المعدات الغربية، مشيرًا إلى أن إمداد الغرب كييف بالأسلحة والمرتزقة والمستشارين العسكريين الأجانب، لن يساعدها على كسر جبهة الجيش الروسي.

وشدد بوتين، على أن الهجوم الأوكراني المضاد لم يحرز أي هدف، وأن رعاته الغربيين يشعرون بـ"خيبة أمل واضحة"، من مسار الهجوم، خاصة في ظل المساعدات المالية والعسكرية الضخمة، وعلى رأسها الولايات المتحدة إذ تجاوزوت المساعدات 35 مليار دولار، بحسب وكالة "سبوتنيك الروسية".

لم يتبق الكثير من الوقت

وأكد مستشار البيت الأبيض، بحسب موقع "topwar"، أن أوكرانيا لم يتبق لها سوى القليل من الوقت لمحاولة تغيير الوضع في ساحة المعركة، مضيفًا: "البيت الأبيض يتذكر وعود زيلينسكي بالذهاب إلى بحر آزوف والاستيلاء على شبه جزيرة القرم، والتي تم بموجبها تسليمه الأسلحة والمعدات العسكرية"، لافتًا إلى أن الطقس في الخريف سيضيف صعوبات جديدة.

الخريف وخطر منتظر 

أوضح "كيربي" أنه مع دخول الخريف سيكون من الصعب على الأوكرانيين المناورة على الأرض واستخدام الطائرات دون طيار، وأنظمة الدفاع الجوي، مضيفًا: "إنهم يقاتلون كل يوم، هذا ليس تجميدًا وليس طريقا مسدودًا.. حتى الآن لا تتحرك الأمور بالسرعة التي يريدها زيلينسكي".

ويمكن القول إن الوقت ليس في صالح أوكرانيا، لأنه بحلول الخريف ودخول موسم الأمطار، تصير الطرق غير الممهدة موحلة، ما يصعب عملية التقدم إن لم يحوله إلى أمر مستحيل، بحسب تقرير لـ"بي بي سي".

وأشار التقرير أنه ما لم يحقق الأوكرانيون مكاسب حاسمة، على صعيد القتال قبل حلول الخريف، فمن غير المؤكد مواصلة الولايات المتحدة وحلف الناتو، تقديم الدعم لكييف على نفس المستوى الحالي.

سبب بطء التقدم الأوكراني

لم تتقدم القوات الأوكرانية، على مدار شهرين من الهجوم المضاد، سوى 16 كيلو مترًا في منطقتين على طول الجبهة البالغة 160 كيلو مترًا، بحسب بي بي سي، التي أشارت إلى أن التقدم بطيء أكثر مما كانت تأمل أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون.

ويأتي بطء التقدم الأوكراني، بسبب توقع الروس للهجوم الأوكراني المضاد، وتدشينهم تحصينات وصفت بأنها الأكبر في التاريخ الحديث، إذ نفذوا على مدار شهور، خنادق ومخابئ ومصائد للدبابات يطلق عليها اسم "أسنان التنين"، كما زرعوا آلاف الألغام، بما يمثل عقبة أمام أي تقدم أوكراني.

وقالت تري ميرون، وهي خبيرة في مجال الدفاع، بكلية كينجر كوليدج بلندن، أن أوكرانيا عليها أن تخفض سقف طموحاتها في الجنوب، خاصة فيما يتعلق باستعادة شبه جزيرة القرم، قائلة: "لا أعتقد أن هذا ممكن في أي وقت قريب"، وأن أقصى ما يمكن للأوكرانيين أن يأملوا فيه استعادة مدينة توكماك، التي تعد مركزًا لوجستيا للقوات الروسية، وتقع على مسار رئيسي في جنوب شرقي البلاد.

وأشارت "بي بي سي" إلى أن الروس لجأوا إلى تكثيف استخدام الألغام المضادة للدبابات، وتحايلهم على مركبات الألغام التي تستطيع إزالة لغم واحد فقط، ولهذا عمدوا إلى زرع لغم فوق آخر، من أجل مضاعفة الأثر.