الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"قمة كامب ديفيد".. هل تشعل حربا باردة في آسيا؟

  • Share :
post-title
الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال عقد مؤتمر صحفي ثلاثي مع رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول ورئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا في كامب ديفيد

Alqahera News - سامح جريس

عقد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قمة ثلاثية مع رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، والرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، في كامب ديفيد؛ بهدف تعزيز التعاون الأمني بين الحليفين الآسيويين، في مساعٍ أمريكية طموحة لتجاوز الماضي المُضطرب بين اليابان وكوريا الجنوبية، وفتح عهدٍ جديدٍ من الردع ضد الأعداء المشتركين، بينما اتخذت هذه المبادرة في وقت تكثف فيه الصين وروسيا وكوريا الشمالية جهودها لتعزيز العلاقات بينها، وتشكيل تحالف موحد تجاه ما تنظر إليه الدول الثلاث على أنه محاولة لإعادة إنتاج موقف عسكري على الطراز الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة في آسيا.

تصعيد التوترات بين الكوريتين

تؤجج المناورات العسكرية بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية التوترات، وفي الوقت نفسه، تواصل اليابان برنامج بناء القوة الدفاعية الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية فيما تجري الصين وروسيا مستويات غير مسبوقة من التعاون الأمني.

مخاوف من ردود فعل عنيفة

وفي ظل ارتفاع حدة التوترات الإقليمية جراء هذه الخطوات، من المتوقع أن تستدعي القمة الأخيرة ردود فعل كانت بالفعل قيد الإعداد، في حلف روسيا الصين كوريا الشمالية.

تحذيرات من تحالف روسيا الصين كوريا الشمالية

قال ناكانو كويتشي، أستاذ بجامعة صوفيا في طوكيو، لمجلة نيوزويك: "إن "أطلسة" العلاقات الأمريكية اليابانية الكورية الجنوبية، ستؤدي لدفع الصين وروسيا وكوريا الشمالية نحو تعميق العلاقات، ومن الواضح أن منطق أمن التحالف سيواجه بنفس الاستراتيجية من قِبل المعسكر الآخر".

مخاوف بكين وموسكو وبيونج يانج

عبرت الصين وروسيا وكوريا الشمالية منذ فترة طويلة عن قلق مشترك إزاء أي توسع للوجود العسكري الأمريكي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بما في ذلك نشر قوات وأنظمة أسلحة إضافية، فضلًا عن تعاون أوثق مع الحلفاء والشركاء، لكن الثلاثي النووي أظهر في الأيام الأخيرة تصاعدًا في إدانة هذا التوسع واستعدادًا متزايدًا لتعزيز علاقاته الخاصة.

دعوة لمجتمع أمن مشترك

وفي مؤتمر صحفي الجمعة، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وينبين، مناقشًا قمة كامب ديفيد: "في عالم يشهد تغيرات واضطرابات على الجبهة الأمنية، يجب على جميع الأطراف التصرف وفقًا لرؤية مجتمع أمن مشترك للبشرية، وممارسة التعددية الحقيقية، ومعالجة التحديات الأمنية المختلفة بشكل مشترك".

وأضاف "لا ينبغي لأي دولة السعي لتحقيق أمنها على حساب مصالح أمن الدول الأخرى والسلام والاستقرار الإقليميين"، وتابع "لدى المجتمع الدولي حكمه العادل حول من يؤجج الصراعات ويفاقم التوترات".

وأردف "لا يجب أن تتحول آسيا والمحيط الهادئ إلى ساحة مصارعة للمنافسات الجيوسياسية".

دعوة واشنطن لعدم اللعب بالنار

وفي المؤتمر الدولي للأمن بموسكو يوم الثلاثاء، اتهم وزير الدفاع الصيني لي شانجفو، الولايات المتحدة بـ"اللعب بالنار" بشأن جزيرة تايوان المتنازع عليها، والتي تعهد بايدن عدة مرات بدعمها في حال محاولة بكين تحقيق إعادة التوحيد من خلال القوة، كما وافق على تعاون عسكري أوثق مع روسيا التي تواصل حربها ضد أوكرانيا المدعومة من حلف الناتو.

وفي ظل تصاعد التحديات الأمريكية لكل من بكين وموسكو، قال "ناكانو" إنه "من المنطقي أن تعمل الولايات المتحدة على عزل روسيا، بدلًا من دفع الصين إلى أحضانها".

وحذّر من إمكانية أن يؤدي نهج بايدن إلى وضع الأساس لـ"بدء الحرب العالمية الثالثة في شرق آسيا حول تايوان، من خلال استيراد حرب روسيا في أوكرانيا إلى هنا عبر ما أسماه "أطلسة" المنطقة".

زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون ووزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو
الديناميكيات الإقليمية المتغيرة

وطورت بكين شراكتها مع موسكو في السنوات الأخيرة وحافظت لعقود على تحالفها مع بيونج يانج، لكن الارتفاع الأخير في العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية يمثل تحولًا ملحوظًا في الديناميكيات الإقليمية.

وفي المنتدى ذاته الذي حضره "لي"، أكد وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، الذي انضم إلى وفد صيني في زيارة كوريا الشمالية الشهر الماضي للاحتفال بالذكرى الـ70 لهدنة الحرب الكورية، أن "تطوير التعاون العسكري" بين موسكو وبيونج يانج "يتوافق مع المصالح الحيوية لشعوبنا ولا يشكل أي تهديد لأي شخص".

وفي اليوم ذاته، وجه زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رحب فيها بـ"الصداقة المسلحة والتضامن الذي أُقيم بين جيوش وشعوب البلدين في الأيام القاسية للنضال ضد العدو المُشترك"، ووعد بـ"علاقة استراتيجية طويلة الأمد تتماشى مع متطلبات العصر الجديد".

شفا حرب نووية

كما اتهم وزير الدفاع الكوري الشمالي، كانج سون نام، في المنتدى الدفاعي بموسكو، الولايات المتحدة بـ"دفع الوضع في شمال شرق آسيا إلى شفا حرب نووية".

ويبدو أن سفير روسيا لدى كوريا الشمالية، ألكسندر ماتسيجورا، أيد هذا الرأي خلال مقابلة مع قناة روسيا اليوم التلفزيونية في اليوم التالي، إذ ادعى أن "التوترات في شبه الجزيرة الكورية آخذة في الارتفاع جراء هذه الإجراءات، مما يدفع بيونج يانج إلى تعزيز دفاعاتها والقيام بأنشطة مختلفة لكبح المعتدي ومنع حرب نووية".

كما أشادت وزيرة خارجية كوريا الشمالية، تشوي سون هوي، بـ"فترة جديدة" من العلاقات بين كوريا الشمالية وروسيا في بيان صدر يوم الأربعاء، مؤكدة على رغبة بلادها في "تعزيز التعاون الاستراتيجي والتكتيكي بين الدول في نضالها لحماية سيادة البلدان".

الخطوات القادمة

وفي ظل توطيد بايدن لعلاقاته مع اليابان وكوريا الجنوبية يوم الجمعة، جادل ريو هيناتا-ياماجوتشي، أستاذ مساعد بمركز أبحاث العلوم والتكنولوجيا المتقدمة بجامعة طوكيو وزميل بارز في مجلس الأطلسي، بأن الأنظار ستكون مسلطة على الخطوات القادمة التي ستتخذها الصين وروسيا وكوريا الشمالية.

وقال لمجلة نيوزويك "من المرجح أن تحدد الصين وكوريا الشمالية وروسيا مواقفها وتنفذ مناورات استفزازية أكثر ضد الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، وكذلك تشدد علاقاتها الأمنية".

وأضاف "النقطة التي يجب مراقبتها هي كيفية وما إذا كانت بكين وبيونج يانج وموسكو ستتخطى المواقف اللفظية فعليًا، وتعمل على تأسيس علاقتها الثلاثية".