في ظل توتر العلاقات السياسية والصراعات الدولية، ينتظر العالم بفارغ الصبر نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، إذ تبدو هذه النتائج مفتاحًا للعديد من القضايا العالمية الملحة. ومن بين هذه القضايا، الأزمة الدائرة في أوكرانيا التي تشكل تحديًا كبيرًا أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفقًا للسفير الأمريكي السابق في روسيا، مايكل مكفول، يبدو أن بوتين ينتظر نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية قبل التوصل إلى أي اتفاق سلام محتمل مع أوكرانيا، إذ يعتقد بوتين أنه في حال تمت إعادة انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب، ستتاح له فرصة للتفاوض على صفقة أفضل تخص أوكرانيا. وهذا ما يجعله يترقب نتائج الانتخابات بشغف، إذ يرى فيها فرصة لتحقيق أهدافه السياسية.
اقترح العديد من قادة العالم طرقًا لإنهاء الحرب التي استمرت قرابة 18 شهرًا في أوكرانيا، على سبيل المثال اقتراح ينس ستولتنبرج، رئيس أركان الأمين العام لحلف الناتو، الثلاثاء الماضي، أن أوكرانيا يمكن أن تنضم إلى الحلف إذا وافقت على التنازل عن بعض أراضيها لروسيا، على الرغم من أن الاقتراح سرعان ما رفضه مسؤولو كييف وحلف شمال الأطلسي.
لكن وفقًا لـ"مكفول"، الذي خدم تحت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما من 2012 إلى 2014، خلال تصريحاته لمجلة "نيوزويك" الأمريكية، فإن الدول تضيّع وقتها في محاولة إبرام اتفاق سلام يركز على كيفية وصول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أو الرئيس جو بايدن إلى نهاية حرب. وبدلاً من ذلك، أشار الدبلوماسي الأمريكي إلى أنه، ينبغي على النقاد السياسيين الذين يريدون وقف القتال أن يركزوا على طرق "إجبار" بوتين على التفاوض.
وأشار ماكفول إلى أن "بوتين يعتقد أنه ينتصر ومن وجهة نظره، إذ نجح جيشه في منع تقدم الهجوم المضاد الأوكراني ولديه سيطرة جيدة بما فيه الكفاية على الأراضي التي تم سيطر عليها العام الماضي، لماذا يتفاوض الآن؟"
وأشار ماكفول أيضًا إلى أن الرئيس الروسي "يعتقد أن الوقت في صفه، خاصة عندما يتعلق الأمر بدعم الولايات المتحدة للحرب".
وتابع: "من الواضح أن بوتين ينتظر نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، إذا أعيد انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب، فإن لدى بوتين سببًا للاعتقاد بأنه يمكن أن يبرم صفقة أفضل بكثير بشأن أوكرانيا، فلماذا سيدخل في المفاوضات الآن؟"
كان ترامب، الذي يتقدم بثبات على منافسيه الجمهوريين الآخرين في سباق الرئاسة قبل الانتخابات التمهيدية للجمهوريين، قال إنه سينهي الحرب الروسية الأوكرانية "في غضون 24 ساعة" إذا أعيد انتخابه لمنصب الرئاسة، على الرغم من أن المحللين العسكريين رفضوا خطته.
كما بدا أن الرئيس الأمريكي السابق يتبنى في مرحلة ما وجهة نظر أكثر إيجابية تجاه نظيره الروسي في صراع أوروبا الشرقية، واصفًا الرئيس الروسي بأنه "عبقري" بعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب في فبراير 2022. لكن في مقابلة الشهر الماضي مع فوكس نيوز، أعرب ترامب عن دعمه لمواصلة دعم أوكرانيا في القتال، على الرغم من أنه يريد أن يرى الحلفاء الأوروبيين يضاهون أكثر من 113 مليار دولار كان قد وافق عليها الكونجرس كمساعدات عسكرية لكييف.
وقال ترامب لماريا بارثيرومو خلال مقابلة مع شبكة فوكس نيوز في يوليو الماضي "أعرف زيلينسكي جيدًا، وأعرف بوتين جيدًا، بل أفضل".
وتابع: "كانت لدي علاقة جيدة، جيدة جدًا، مع كليهما، سأخبر زيلينسكي، هذا يكفي، عليك أن تعقد صفقة، وأيضًا أود أن أخبر بوتين، إذا لم تعقد صفقة، ستكون العواقب وخيمة، سنقوم بإعطاء أوكرانيا المزيد أكثر مما حصلوا عليه إذا اضطررنا لذلك، سأبرم الصفقة في يوم واحد، في يوم من الأيام ".
إلا أن زيلينسكي رفض في السابق شعور ترامب بأن الرئيس السابق قد يصل إلى نهاية الحرب في غضون يوم واحد.