الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

غياب بوتين عن "بريكس".. بين أهداف القمة ومحاولات عزل موسكو

  • Share :
post-title
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

Alqahera News - سمر سليمان

بينما يُرتقب أن تعقد مجموعة "بريكس" قمتها الـ15، الثلاثاء المقبل، في جوهانسبرج، تتجه الأنظار لغياب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن منتدى عالمي رئيسي، يسعى لتوسيع نفوذه كقطب اقتصادي يوازن أقطاب يقودها الغرب، فيما تتباين التحليلات حول نتائج خيارات سفر "بوتين" التي باتت محدودة.

ومن المتوقع أن يكون قادة الأعضاء الآخرين في الكتلة الاقتصادية للبريكس – وهم رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، والزعيم الصيني شي جين بينج، والرئيس البرازيلي لويس لولا دا سيلفا، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي – حاضرين في جوهانسبرج، وتعقد مجموعة بريكس قمتها لبحث عدة قضايا من بينها احتمال توسيع التكتل، ووسائل تعزيز نفوذه.

روسيا أهم

ولدحض مزاعم تتعلق بنجاح الغرب في عزله روسيا، قال مكتب رئيس جنوب إفريقيا، سيريلي رامافوزا، الشهر الماضي إن بوتين لن يحضر القمة "باتفاق متبادل".

وأعلن الكرملين أن وزير الخارجية، سيرجي لافروف، سيرأس وفد بلاده المشارك في لقاء بريكس، بينما سيشارك الرئيس الروسي، بخطاب سيلقيه عبر تقنية الفيديو.

وقال بوتين، نفسه إنه لا يعتقد أن وجوده في البريكس "أكثر أهمية من وجودي في روسيا الآن"، وفقًا لوكالة الأنباء الرسمية "تاس".

وأكد الرئيس الروسي، خلال مؤتمر صحفي في سان بطرسبورج عقب القمة الروسية – الإفريقية، "أنا على اتصال مع جميع زملائي، مع الرئيس الصيني، ومع رئيس وزراء الهند، وقد التقينا للتو مرتين مع رئيس جنوب إفريقيا".

وفي مارس، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق بوتين بشأن مخطط مزعوم لترحيل أطفال أوكران، وهي اتهامات تنفيها روسيا بشكل قاطع، وموجب معاهدة توقعها جنوب إفريقيا فهي ملزمة بالقبض على الأفراد الذين وجهت إليهم المحكمة الجنائية الدولية لوائح اتهام.

ويعتبر بوتين من أشد المؤيدين لـ"النظام العالمي مُتعدد الأقطاب"، حيث يروج لتكتلات مثل البريكس كقوة موازنة للمؤسسات التي تقودها الولايات المتحدة والغرب، مما يجعل تفويته فرصة للترويج لرؤيته محل تساؤل وتحليل.

ليس جيدّا لموسكو

وبينما تباينت التحليلات، اتجه أحدها إلى أن عدم حضور بوتين في القمة ليس جيدًا لموسكو، ومن شأنه إضعاف نفوذها.

أشار تحليل نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية إلى أن الكرملين يشعر بالقلق من أي إشارة ضمنية إلى أن بوتين يتهرب من قمة البريكس؛ بسبب مذكرة محكمة الجنايات الدولية.

واستند التحليل إلى تصريحات سابقة لوزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، ينتقد فيه مفهوم الهيمنة الغربية قائلًا: "إنهم يسعون جاهدين لإخضاع كل لاعب مستقل وإجباره على اللعب وفقًا للقواعد التي تعود بالفائدة على الغرب".

وتابع لافروف أن الولايات المتحدة وحلفاءها "يحاولون إبطاء التطور الطبيعي للعلاقات الدولية وتشكيل نظام متعدد الأقطاب، أو حتى عكس العملية، إنهم لا يكرهون استخدام الأساليب غير الملائمة وغير القانونية، بما في ذلك استخدام القوة أو العقوبات أحادية الجانب".

يعزز مساعي بريكس

بالمقابل، يرى أحد المراقبون أن حضور بوتين كان سيشتت القمة عن مساعيها الأساسية الرامية للتوسع.

وقال جدعون شيتانجا، الباحث المساعد في جامعة ويتواترسراند في جوهانسبرج، إن "عدم مشاركة بوتين سوف يعزز التباحث بين زعماء القمة حول القضايا الرئيسية الراهنة. أو بعبارة أخرى، سيكون هناك ضجيج أقل حيال الرئيس الروسي واعتقاله"، بحسب موقع التلفزيون الألماني "دويتشه فيله".

وفي تقدير آخر، من شأن حضور بوتين تمهيد الطريق أمام مفاوضات أكثر جدية لتعميق العلاقات مع بلدان المجموعة.

قال جوستافو دي كارفالو، الباحث البارز في معهد جنوب إفريقيا للشؤون الدولية، إن "الحرب تلقي بظلالها على بوتين؛ لذا ربما كان من الممكن إبرام اتفاقيات قوية ورفيعة المستوى، إذا حضر بوتين قمة بريكس"، وفق "دويتشه فيله"

ماذا ستناقش بريكس؟

ويأتي توسع المجموعة على رأس جدول الأعمال، حيث تصطف 23 دولة بينها مصر والسعودية، للانضمام للمجموعة.

ويناقش قادة بركس، بحضور أكثر من قائد 40 دولة وحكومة، عملة موحدة في التبادل التجاري بينهم، في مساعٍ لتقليص هيمنة الدولار، في ظل ارتفاع أسعار الفائدة التي زادت من قوة العملة الأمريكية والذي أثر بدوره على تكلفة السلع المتداولة بين هذه الدول والمسعرة بالدولار.