الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قبل زيارة ماوي.. ضغوط على بايدن لإعلان حالة الطوارئ المناخية

  • Share :
post-title
الرئيس الأمريكي جو بايدن

Alqahera News - سامح جريس

لا يزال سكان جزيرة ماوي في هاواي الأمريكية يبحثون عن ذويهم الذين فُقدوا في حريق هائل اجتاح الجزيرة الأسبوع الماضي، وتسبب في مقتل مئات الأشخاص وتدمير مئات المنازل، وفي حين لا تزال عمليات البحث والإنقاذ، يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن ضغوطًا متزايدة لإعلان حالة الطوارئ المناخية على الصعيد الوطني، كإجراء لمكافحة تأثيرات تغير المناخ المدمرة.

آثار تغير المناخ

وبحسب مجلة "بوليتيكيو" الأمريكية، أثار المشهد المروع في جزيرة ماوي موجة من الغضب تجاه آثار تغير المناخ ودوره في تفاقم الكوارث البيئية، كما اعتبر كثيرون أن ما حدث في ماوي مؤشر قوي على حدوث كوارث مماثلة وأكبر حجمًا في المستقبل إذا لم يتم اتخاذ إجراءات جادة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والاحترار العالمي، وهو ما دفع العديد من أنصار مكافحة تغير المناخ إلى الضغط على بايدن لإعلان حالة الطوارئ المناخية.

ضغوط على بايدن لإعلان الطوارئ المناخية

وفي أعقاب تلك الكارثة المناخية في ماوي، ازدادت الدعوات من قبل المنظمات البيئية وبعض أعضاء الكونجرس الأمريكي لإعلان حالة الطوارئ الوطنية بشأن تغير المناخ. 

ويرى المؤيدون لتلك الخطوة أنها ستمكن بايدن من اتخاذ إجراءات واسعة النطاق، مثل فرض قيود على انبعاثات الغازات وتمويل مشروعات الطاقة المتجددة بسرعة أكبر.

ومن بين المطالبين البارزين بإعلان حالة الطوارئ، السيناتور الديمقراطي إد ماركي، الذي قال:"إن الدمار في ماوي هو مؤشر واضح على أنه يجب على الرئيس إعلان حالة الطوارئ المناخي على الفور"، بينما تقدم وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية مواردها للمساعدة في جهود الإنقاذ على الأرض، فإن الظروف المناخية المسببة للجفاف والحرارة المفرطة وعدم العدالة البيئية وضعف بنية البنى التحتية ستظل قائمة".

وطالب النائب الديمقراطي إيرل بلومناور من ولاية أوريجون بإعلان حالة الطوارئ أيضًا، معتبرًا أنه إذا لم يكن الدمار في هاواي يمثل حالة طوارئ وطنية فماذا يمثل؟"، مضيفًا: "أرفض القبول بأن اضطرار الناس للاختيار بين الاحتراق أو القفز في المحيط لساعات طويلة هو معيارنا الجديد.. هذه أزمة ويجب أن نتعامل معها على هذا النحو".

من جهته، دعا كانييلا إينج، المدير الوطني لشبكة "الصفقة الخضراء الجديدة"، وهو شخصية بارزة في حركة العدالة المناخية، بايدن إلى إعلان حالة الطوارئ خلال زيارته ماوي، قائلًا: "إذا كان هناك وقت لإعلان حالة طوارئ مناخية، فهذا الوقت الآن"، بحسب المجلة. 

البيت الأبيض لم يلتزم بإعلان حالة الطوارئ

وعلى الرغم من هذه الضغوط المتزايدة، فإن البيت الأبيض لم يلتزم بشكل قاطع بإعلان حالة الطوارئ، لكن بايدن صرح سابقًا بأنه أعلنها "عمليًا" بالفعل. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير إن الرئيس يستخدم سلطاته التنفيذية بشكل واسع للتصدي للأزمة المناخية، مشيرة إلى دور قانون خفض التضخم الذي وقعه بايدن، وفيما تستمر الضغوط من داخل الولايات المتحدة وخارجها، من المنتظر أن تؤثر زيارة بايدن جزيرة ماوي على موقفه تجاه إعلان حالة الطوارئ المناخي على المستوى الوطني، لا سيما وأنه سيتمكن من رؤية آثار الكارثة على أرض الواقع والاستماع شخصيًا لقصص الناجين وأقارب الضحايا.

استعدادات الزيارة

ويستعد الرئيس بايدن لزيارة جزيرة ماوي في غضون الأيام المقبلة، حسبما أكدت مديرة وكالة إدارة الطوارئ الاتحادية ديان كريسويل، في بيان، أن الاستعدادات مكثفة لاستقبال الرئيس، وذكرت كريسويل أنه يوجد أكثر من ألف عنصر من فرق الاستجابة الاتحادية في ماوي وأواهو حاليًا، بالإضافة لتقديم مساعدات مالية تصل قيمتها إلى 7 ملايين دولار لما يقرب من 2200 أسرة، كما تم نشر 450 فريق بحث وإنقاذ على الأرض، حيث تم فحص 60% من المنطقة المتضررة حتى الآن.

ومن المقرر أن تشمل لقاءات مع بعض الناجين وأسر الضحايا، لمناقشة تفاصيل ما حدث وسبل المساعدة، كما سيتابع بايدن أعمال أجهزة الإغاثة على الأرض، وستكون هذه الزيارة فرصة مهمة للرئيس لتكوين رؤية مباشرة عن حجم الدمار وتأثيرات تغير المناخ.

حريق هائل

في أواخر الأسبوع الماضي، اجتاح حريق هائل جزيرة ماوي التابعة لمقاطعة هاواي الأمريكية، مما تسبب في مقتل ما لا يقل عن 110 أشخاص وتدمير مئات المنازل والمباني.

ووفقًا للتقديرات الأولية، فإن الحريق نشب جراء اشتعال خطوط الكهرباء بالجزيرة، وفقًا لشبكة "سي بي إس" الأمريكية، وتشير الدراسات إلى أن تغيرات المناخ ساهمت في تفاقم الوضع وجعل الظروف مواتية لانتشار النيران بسرعة قياسية.

وكانت نيران الحريق تهب عشوائيًا في كل مكان، ما دفع العديد من السكان إلى الهروب إما سباحة في البحر لساعات وإما القفز من المنحدرات الجبلية خوفًا من الموت حرقًا.

وفي مدينة لاهاينا السياحية الشهيرة، لم يبق سوى رماد وأنقاض من المنازل والمتاجر، كما بلغ عدد الضحايا 110 قتلى، بينهم أطفال وكبار في السن، ولا يزال هناك عدد كبير من السكان مفقودين، وتجمع فرق البحث والإنقاذ عينات الحمض النووي (DNA) من أقارب المفقودين للتعرف على هوية بقايا الجثث.