الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رئيس قيد الإقامة الجبرية واعتقال وزراء.. ماذا يحدث في الجابون؟

  • Share :
post-title
الأحداث في الجابون

Alqahera News - محمد أبوعوف

بينما يتابع المهتمون بالشأن الإفريقي الأحداث الأخيرة التي وقعت في النيجر بعد الإطاحة بالرئيس محمد بازوم من السلطة، وتولي المجلس الانتقالي شؤون البلاد، أعلن صباح اليوم الأربعاء، عسكريون في الجابون إلغاء نتائج الانتخابات وحل الدستور والسيطرة على السلطة، عقب الإعلان عن فوز الرئيس على بونجو بفترة رئاسية ثالثة.

أين تقع الجابون؟

تقع الجابون على ساحل المحيط الأطلسي من إفريقيا الوسطى على خط الاستواء، فهي ذات مناخ استوائي ونظام واسع من الغابات المطيرة التي تغطي 58% من البلاد، وتبلغ مساحتها 267.667 كيلو متر مربع، ويعتمد اقتصاد الجابون بشكل كبير على النفط الذي يشكل ما يقرب من 43% من الناتج المحلي، وأكثر من 81% من حجم الصادرات.

دولة الجابون
ماذا حدث؟

أعلن عسكريون، صباح اليوم الأربعاء، إنهاء النظام القائم في الجابون بعد إعلان النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن فوز الرئيس علي بونجو، بولاية ثالثة جرى التشكيك في نتائجها، وشارك 14 مرشحًا في الانتخابات الرئاسية وكان المنافس الرئيسي لـ"علي بونجو" ألبيرو أوسا الذي حصل على 30.7% من الأصوات. 

وأعلنت اللجنة الانتقالية في الجابون منذ قليل، أن الرئيس علي بونجو تحت الإقامة الجبرية والمراقبة في منزله، مُحاط بعائلته وأطبائه، واعتقال عدد من وزراء حكومته. 

كما أعلنت أنه تم اعتقال نور الدين بونجو نجل الرئيس، ومجموعة من الموظفين بتهمة خيانة مؤسسات الدولة والفساد وتزوير توقيع الرئيس، على أن يتم فتح تحقيق واسع في القضايا الموجهة إليهم.

مَن هو علي بونجو؟

شغل علي بونجو منصب رئيس الجابون بعد فوزه في انتخابات 2009، ودرس بجامعة بانتيون سوربون في باريس، والده عمر بونجو كان رئيسًا للجابون منذ عام 1976، كما شغل منصب وزير الشؤون الخارجية 1989 و1991.

أصبح علي بونجو وزيرًا للدفاع بين 1999 و2009 وكان نائبًا عن مدينة بونجوفيل بين 1991 و1999، كما أصيب بجلطة دماغية أخفته 10 أشهر في 2018، ونجا من محاولة استيلاء على السلطة في 2019. 

ومنذ خمسين عامًا، تنفرد عائلة "بونجو" بالسلطة في الجابون، حيث يعيش ثلث السكان في فقر، رغم عائدات نفطية وثروات معدنية. 

ردود الفعل الدولية

على الصعيد الدولي، علّقت رئيسة وزراء فرنسا إليزابيت بورن، أنَّ بلادها تُتابع الوضع في الجابون عن كثب، خلال كلمة أمام مؤتمر السفراء المنعقد منذ الإثنين الماضي في باريس، على خلفية آخر التطورات في البلاد وإعلان مجموعة من الضباط في الجيش الجابوني "إنهاء النظام القائم"، كما أعلنت شركة التعدين الفرنسية "إراميت"، التي تملك وحدة كوميلوج لإنتاج المنجنيز في الجابون، تعليق جميع عملياتها في البلاد.

أما الصين فدعت اليوم، جميع الأطراف في الجابون إلى ضمان سلامة الرئيس علي بونجو أونديمبا، إذ قال وانج وين بين، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: "ندعو جميع الأطراف في الجابون إلى أن يتصرفوا وفقًا للمصالح الأساسية للبلاد والشعب، وحل الخلافات من خلال الحوار، واستعادة النظام الطبيعي في أقرب وقت ممكن"، وفقًا لوكالة "فرانس برس".

وعلى صعيد موقف الاتحاد الأووربي، قال جوزيب بوريل، المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إنّ الاتحاد يبحث تطورات الأوضاع بالجابون، في أعقاب إعلان ضباط بالجيش الاستيلاء على السلطة، احتجاجًا على نتائج الانتخابات التي أسفرت عن فوز الرئيس علي بونجو، بولاية رئاسية ثالثة.

واعتبر "بوريل" في تصريحات أوردتها وكالة "رويترز"، أنّ ما يحدث بغرب إفريقيا، في إشارة إلى الأحداث التي تشهدها المنطقة "قضية كبيرة" لأوروبا، مشيرًا إلى أن ما حدث بالجابون سيفضي لمزيد من عدم الاستقرار.

فيما دعت وزارة الخارجية الإيطالية المواطنين الإيطاليين في الجابون إلى توخي الحذر بعد أن أعلن ضباط الجيش الجابوني الاستيلاء على السلطة في أعقاب إعلان الانتخابات الرئاسية.

وأوضحت الخارجية الإيطالية - في منشور لها عبر منصة إكس (تويتر سابقا)، أوردته وكالة أنباء "أنسا" الإيطالية اليوم الأربعاء - أنها تتابع تطورات الأوضاع في الجابون، مؤكدة استمرار عمل السفارة الإيطالية في العاصمة الجابونية ليبرفيل.

وحثت إيطاليا رعاياها على توخي الحذر والتواصل مع وحدة الأزمات بوزارة الخارجية الإيطالية في أي حالة طارئة.

علي بونجو
هشاشة سياسية في المؤسسات الإفريقية

بدوره، قال الدكتور أسامة السعيد، مدير تحرير جريدة الأخبار المصرية، إنَّ أحداث الجابون الأخيرة تُعد أزمة جديدة باتت متكررة على الساحة الإفريقية، الأمر الذي يثير القلق على مستوى دول القارة السمراء والمؤسسات الدولية والقوى الكبرى التي تبدي اهتمامًا كبيرًا خلال السنوات الماضية. 

وفي حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، أكد أنَّ الأحداث الأخيرة التي شهدتها النيجر وبوركينا فاسو ومالي وغينيا كانت لها تداعيات وتأثيرات على إلغاء نتائج الانتخابات وحل الدستور والسيطرة على السلطة في الجابون. 

وأوضح أنّ التحولات بهذه الطريقة في السلطة ترتبط بأسباب أعمق بكثير من فكرة الطموح والاستيلاء السريع على السلطة، إذ إنّ أفريقيا تعاني كثيرًا من الهشاشة فيما يتعلق بالأوضاع الأمنية والاقتصادية، ويجب ألّا ننسى التجربة في الجابون التي عانت الكثير من الانتقادات الحادة خصوصًا من فرنسا وأوروبا لأنها لم تراع اعتبارات النزاهة والشفافية في العملية الانتخابية. 

أحد أبرز الأسباب، كشف عنها مدير تحرير جريدة الأخبار المصرية، وهي الهشاشة السياسية التي تعاني منها المؤسسات في بعض الدول الإفريقية، إلى جانب التنوع العرقي والطبيعة القبلية والسكانية، فضلًا عن ضعف البنية الاقتصادية والإخفاق في عدالة توزيع الثروة. 

نهب الثروات

وعن تداعيات أحدث الجابون، قال الباحث في الشؤون الإفريقية أحمد عبدالله، في حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، إنَّ الأحداث التي وقعت في النيجر ألقت بظلالها على الجابون والقارة السمراء، فضلًا عن تردي الأوضاع الاقتصادية بالنسبة للذين يتولون السلطة بشكل مستمر تحت مسمى الديمقراطية وإدارتها بشكل خاطئ.

واعتبر أنّ الأحداث الحالية "طبيعية" وغير مقلقة، خصوصًا أنّ الجابون دولة غنية بالموارد الطبيعية والبترولية، متوقعًا بأن العسكريين سيقدمون مبادرات حديثة للبحث عن حلفاء حقيقيين يعملون لصالح البلاد. 

وأكد أنَّ الجابون تعد نموذجًا ثانيًا لأحداث النيجر، وتؤكد فشل الاتحاد الأوروبي والعالم في الوصول إلى أرضية مشتركة مع الدول الإفريقية، من أجل عملية التواصل الحقيقي دون انتهاك للثروات الطبيعية التي تملكها إفريقيا، التي بدأت تأنْ من التباعات الاقتصادية العالمية.

وذكر أنَّ الدول الإفريقية عانت من احتلال غير مباشر خلف الستار سياسيًا واقتصايًا، إذ إن فرنسا كانت تُسخّر البلاد الإفريقية لنهب وسرقة ثرواتها بطريقة غير مباشرة.

الأحداث في النيجر

وفي يوليو الماضي، جرى عزل رئيس النيجر محمد بازوم، وإغلاق الحدود، وفرض حظر التجوال بعد تدهور الوضع الأمني وسوء الإدارة الاقتصادية في البلاد، وفقًا لما أعلنه قادة المجلس الانتقالي، كما أعلنت "إيكواس" فرض عقوبات على النيجر، تشمل إغلاق المجال الجوي، وتعليق التبادلات التجارية معها، على خلفية عزل الرئيس محمد بازوم.