رغم مواجهة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، 4 قضايا جنائية، إلا أنه لم يفقد شعبيته، إذ كشفت استطلاعات الرأي الأخيرة، عن أن ترامب والرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، في موقف مُتقارب قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
ورجحت استطلاعات الرأي الأخيرة، موقف دونالد ترامب، ولعلّ أبرز الأسباب التي أدت إلى تقارب نتائج ترامب وبايدن، رغم القضايا التي يواجهها الأول، تتعلق بالمخاوف التي تدور حول عمر بايدن، إذ يرى نحو ثلاثة أرباع الأمريكيين أنه كبير في السن ولن يقوى على القيام بولاية ثانية، إلى جانب المخاوف من التضخم، بحسب رونالد براونشتاين، محلل شبكة سي إن إن.
وتحدث براونشتاين، عن أن هذه المخاوف، تعد العوامل الأساسية التي تشكل الأجواء لانتخابات 2024 منذ مواجهة ترامب وبايدن الأولى العام 2020، وفيما يتعلق بترامب، فقال "إن ما يضعف موقفه، عاملان، أولهما موقفه من قضية الإجهاض، والثاني هو الديمقراطية واعتقاد الغالبية أن تصرفاته عقب انتخابات 2020 كانت غير قانونية وغير دستورية".
بايدن وترامب في استطلاعات الرأي
أظهرت عدة استطلاعات رأي، تفوق ترامب، على بايدن، وآخرها استطلاع مؤسسة Schoen Cooperman Research، التي كشفت أن 45% من الأمريكيين كانوا سيصوتون لصالح ترامب لو جرت الانتخابات الرئاسية الآن، مقابل 44% لصالح بايدن، ولم يحدد 11% موقفهم.
وأظهر الاستطلاع، أن 44% ممن تم استطلاع آرائهم قيموا عمل بايدن في منصب الرئاسة إيجابيًا، فيما أبدى 54% موقفًا سلبيًا تجاه أدائه.
وقال موقع "ذا هيل" الأمريكي، إن نتيجة استطلاع الرأي ليست انعكاسًا لقوة ترامب، بل علامة على ضعف بايدن، وأن احتمالية إعادة انتخابات 2020، غير جذابة على نطاق واسع للناخبين، الذين تؤيد غالبيتهم (54%) وجود خيار بديل لطرف ثالث.
وتأتي استطلاعات الرأي، في وقت ينظر إلى ترامب، الذي يواجه 4 قضايا جنائية، كأول رئيس أمريكي، على أنه المرشح الأوفر حظًا للحزب الجمهوري حتى الآن، يليه حاكم فلوريدا رون ديسانتيس في المرتبة الثانية، وفي وقت يواصل فيه ترامب الادعاء بأن الاتهامات الموجهة ضده، اضطهاد سياسي ومحاولة من إدارة بايدن، لـ"تزييف الانتخابات مرة أخرى".
الجمهوريون مستعدون لدعم ترامب
وكشف استطلاع رأي أجرته صحيفة Wall Street Journal، وتم الإعلان عن نتائجه أمس، أن 59% من الجمهوريين مستعدون لمنح أصواتهم لترامب، خلال الانتخابات التمهيدية.
وأظهرت النتائج تقدم ترامب بفارق كبير عن أقرب منافسيه، حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، بنسبة 13%، وفي المركز الثالث جاءت نيكي هيلي وهي السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة بنسبة 8%، بين المصوتين لاختيار المرشح الجمهوري لخوض الانتخابات التمهيدية التي ستسبق الانتخابات الرئاسية التي ستعقد عام 2024.
واللافت في الأمر، أنه رغم القضايا التي يواجهها ترامب، فقد ارتفعت شعبيته، فيما انخفضت نقاط ديسانتيس بنسبة 11%، مقارنة بالاستطلاع الذي أجرته الصحيفة في أبريل الماضي، إذ شمل الاستطلاع، الذي أجري في الفترة ما بين 24 - 30 أغسطس، 600 جمهوري.
بايدن يقلل من أهمية استطلاعات الرأي
وفي مقابلة مع قناة MSNBC، قلل الرئيس الأمريكي، من أهمية استطلاعات الرأي التي أظهرت تراجع شعبيته، قائلًا إنه يعرف أنها ليست جيدة، ولكنها كانت كذلك عندما فاز بالسباق الانتخابي، عندما اعتقد الجميع أنه سيتعرض للهزيمة في الانتخابات التمهيدية، لافتًا إلى أنه حصل على 80 مليون صوت في الانتخابات الأخيرة.
وجاء تعليق بايدن، بعد أن كشفت استطلاعات الرأي، أن 68% من الأمريكيين، قلقون بشأن صحته العقلية والجسدية، وهو ما يلعب عليه ترامب كثيرًا.
وفي المقابل، ما يرجح عدم تأثر شعبية ترامب، هو أن 61 في المئة من الناخبين الجمهوريين، يرون أن لوائح الاتهام الموجهة ضده، لم تغير من نظرتهم إليه، في حين قال 14% إنها جعلتهم يرون ترامب بشكل أكثر إيجابية، بحسب "بي بي سي".