قررت السلطات الإسرائيلية اتخاذ خطوات صارمة بما في ذلك الترحيل الفوري لطالبي اللجوء الإريتريين المتورطين في أعمال الشغب الدامية التي وقعت في تل أبيب، أمس السبت، على خلفية اعتراضهم على تنظيم مؤتمر حول بلادهم في إسرائيل، بحسب وسائل إعلام محلية.
تجاوز الخطوط الحمراء
وخلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، اليوم الأحد، أصدر بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمرًا بطرد طالبي اللجوء من إريتريا نظرًا لأنهم "تجاوزوا الخطوط الحمراء" بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
وأضاف: "نريد إجراءات صارمة ضد مثيري الشغب، بما في ذلك الترحيل الفوري لمن شاركوا".
وأصيب نحو 170 شخصًا بجروح في اشتباكات عنيفة مع الشرطة وفي قتال داخلي بين مجموعات من المؤيدين والمعارضين للتظاهرة.
وبدوره، أمر بوضع خطة جديدة لإبعاد جميع المهاجرين الأفارقة الذين وصفهم بـ"المتسللين غير الشرعيين" إلى الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل.
قنابل صوتية وذخيرة حية
وبدأت الاضطرابات غير المسبوقة من جانب طالبي اللجوء الإريتريين، أمس السبت، بعد أن قال نشطاء معارضون للحكومة الإريترية إنهم طلبوا من السلطات الإسرائيلية إلغاء حدث نظمته سفارة بلادهم، واقتحموا حاجزًا للشرطة حول المكان، وخربوه.
وأطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والذخيرة الحية بينما حاول "سلاح الفرسان" إبعاد المتظاهرين من فوق ظهر الخيول.
وبرز "سلاح الفرسان" الإسرائيلي في الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها تل أبيب، التي لم يسبق لها مثيل، إذ تداولت وسائل الإعلام مقاطع فيديو لضباط على ظهر الخيول أثناء اختراقهم صفوف المتظاهرين لتفريقهم، وظهر المتظاهرون تحت أقدام الخيول.
كما كانت هناك أيضًا معارك في الشوارع بين حشود كبيرة من الإريتريين المسلحين بقطع من الخشب والمعادن والصخور، بالإضافة إلى مهاجمة بعضهم البعض، قاموا بتحطيم واجهات المتاجر والسيارات.
وقال مستوطنون إن شوارع وسط تل أبيب بدت وكأنها منطقة حرب على مدار عدة ساعات، حيث حلقت مروحيات شرطة الاحتلال في سماء المنطقة ودوت صفارات الإنذار.
اختيارات متشددة
وأدت أعمال الشغب إلى إعادة قضية المهاجرين المثيرة للخلاف إلى الأجندة السياسية، في وقت تنقسم فيه إسرائيل بالفعل حول "التعديلات القضائية" المثيرة للجدل، التي مررتها حكومة إسرائيل المتطرفة منذأكثر من شهر.
وألقى نتنياهو وآخرون في حكومته باللوم على المحكمة العليا لعرقلة محاولات سابقة لطرد المهاجرين من إسرائيل.
ويخطط إيتمار بن جفير، وزير الأن القومي المتطرف، لاقتراح مشروع قانون من شأنه أن يلغي جزءًا من القانون الأساسي شبه الدستوري الإسرائيلي بشأن كرامة الإنسان وحريته للمضي قدمًا في الترحيل الجماعي للمهاجرين الذين دخلوا الأراضي المحتلة بشكل غير قانوني.
وتشير التقديرات إلى أن هناك نحو 18 ألف طالب لجوء من إريتريا في إسرائيل، معظمهم وصلوا بشكل غير قانوني قبل سنوات.