الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بوادر أزمة في بحر الصين الجنوبي.. احتدام الخلافات بين "بكين وجيرانها"

  • Share :
post-title
بحر الصين الجنوبي

Alqahera News - محمد سالم

يحتدم الخلاف بين الصين وجيرانها، في بحر الصين الجنوبي، خاصة بعدما أصدرت بكين خريطتها التي تشمل حرف "U"، الذي يغطي نحو 90% من بحر الصين الجنوبي، ليشتعل الخلاف مجددًا في واحد من أكثر الممرات الملاحية سخونة في العالم، والذي يشهد مرور تجارة بأكثر من 3 تريليونات دولار كل عام، وأثارت الخريطة ثلاث دول من جيران الصين، هي "الفلبين وماليزيا والهند".

الدول الثلاث، أصدرت بيانات شديدة اللهجة، تهاجم الصين وتقول إن خريطتها الجديدة، والتي من المفترض أن تصدر سنويًا، تدعي لملكية أراض تعود إليها، بحسب قناة "سي إن إن الأمريكية".

محاولات لتقويض السلام

وبعد نحو أسبوع على إصدار الخريطة، خرج وزير الخارجية الصيني، وانج يي، ليؤكد أن المحاولات التي تقوم بها "قوى معينة"، من خارج المنطقة، تهدف إلى تقويض السلام في بحر الصين الجنوبي، لكنها لن تفلح، مؤكدًا استعداد بكين لحل الخلافات مع جيرانها عبر الحوار، والبحث عن سُبل ذات فعالية لإدارة الوضع البحري.

وقال وزير الخارجية الصيني في كلمته إن الأزمة الأوكرانية، لا يجب أن تتكرر في قارة آسيا، وأنه لا بد من تعزيز الأمن الإقليمي بالحوار وبالتعاون، بحسب صحيفة "جلوبال تايمز"، الصينية.

أزمة الصين والفلبين

حديث الصين عن تدخل خارجي في بحر الصين الجنوبي ليس بالأمر الجديد، فخلال الشهر الماضي، حثت وزارة الخارجية الصينية، أمريكا على وقف استغلال قضية بحر الصين الجنوبي لبث الفتنة، وذلك بعد بيان من الولايات المتحدة، يدين استخدام خفر السواحل الصيني خراطيم المياه، ضد سفن فلبينية قرب جزيرة أيونجين المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.

وفي 6 أغسطس، اتهمت الفلبين خفر السواحل الصيني، بإطلاق خراطيم المياه على زوارق خفر سواحلها، ووصفت أفعال الصين بأنها "غير قانونية" و"خطيرة"، إذ كانت السفينتان الفلبينيتان، في طريقهما لإيصال المؤن إلى قوة صغيرة من مشاة البحرية، تتمركز في هيكل صدئ لسفينة منذ أيام الحرب العالمية الثانية.

بحسب شبكة "إيه بي سي"، الأمريكية، فإن الجزر المتنازع عليها بين الصين والفلبين، قد تكون نقطة الصراع الأولى في بحر الصين الجنوبي، ورجحت أن تكون هي الشرارة وليست تايوان، إذ تسيطر الفلبين على 12 جزيرة في بحر الصين، تقول الصين إنها ضمن أراضيها، أبرزها جزيرتا أيونجين وتوماس شول الثاني، واللتان تحاصرهما الصين بشكل شبه يومي.

وتعتبر الصين، منطقة رنآي جياو، جزءًا من أراضيها، وتطالب بإزالة السفينة العسكرية التي أرسلتها إلى هناك في 1999 وجعلتها تجنح هناك، في محاولة لتثبيت وجودها العسكري في المنطقة، وترفض الفلبين هذا الطلب، وتصر على تبعية المنطقة لها، بحسب وكالة "تاس" الروسية.

وأكدت وزارة الخارجية الصينية، في تصريحات غداة الأزمة، على أن بحر الصين الجنوبي، ليس "متنزه سفاري"، للبلدان الواقعة خارج منطقته، وحثت الولايات المتحدة على احترام سيادة الصين الإقليمية والحقوق البحرية، وذلك على خلفية استدعاء مانيلا سفير بكين لديها، بعد اتهام الفلبين خفر السواحل الصيني بإطلاق خراطيم المياه على زوارقها.

وبعد الأزمة اتهم وزير الخارجية الصيني، وانج يي، بأن الولايات المتحدة تسعى إلى تقويض استقرار الوضع في بحر الصين الجنوبي، لتحقيق مصالحها الجيوسياسية، قائلًا إن الولايات المتحدة قامت بتضخيم الخلاف بين الصين والفلبين حول المياه الضحلة في رنآي جياو، مما أدى إلى تفاقم الخلافات بين البلدين، مُشيرًا إلى أن دول المنطقة يجب أن تكون أكثر يقظة وأن تبذل جهودًا لضمان السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي، مشيرًا إلى أن بكين عرضت على مانيلا مرارًا حل الخلافات بينهما من خلال الحوار.

صراع بحر الصين الجنوبي
بحر الصين الجنوبي

ويستمر الصراع بين الدول المطلة على بحر الصين الجنوبي، على السيادة بعدة مناطق منذ عدة قرون، وتصاعدت التوترات في الفترة الأخيرة، بين الصين وجيرانها، في وقت تقول فيه الصين إن سيادتها تشمل أجزاء واسعة من بحر الصين الجنوبي، وتقوم بإنشاء الجزر الاصطناعية فيه لإثبات سيطرتها، إلى جانب تسيير الدوريات البحرية في مياهه.

وتشعل الولايات المتحدة الخلاف في منطقة بحر الصين الجنوبي، فرغم ادعائها أنها لا تنحاز لطرف ضد آخر في النزاعات الإقليمية، فقد أرسلت سفنًا حربية وطائرات عسكرية إلى المناطق القريبة من الجزء المتنازع عليه، في وقت يتبادل فيه الجانبان اتهامات "عسكرة"، بحر الصين الجنوبي.

وبحسب "بي بي سي"، فإن هناك مخاوف من حدوث صدام في المنطقة، مؤكدة أن أي صدام فيها قد يكون له عواقب وخيمة على النطاق العالمي، إذ يعد بحر الصين الجنوبي طريقًا ملاحيًا مهمًا، ويزخر بثورة سمكية تقتات عليها شعوب الدول المشاطئة.

تاريخ وحقوق صينية

وتقول الصين، إن الخريطة تستند إلى ما يُسمى "خط التسع قطع"، وهو خط متقطع يحيط بمنطقة تشمل نحو 90% من بحر الصين الجنوبي، وظهر هذا الخط لأول مرة في خرائط صادرة عن حكومة الصين، عام 1947، لكن لم يتم تحديد إحداثياته أو تفسيره بشكل واضح، وتقول الصين، إنه يعكس تاريخها وثقافتها وحقوقها في استغلال الموارد بالمنطقة، وقوبلت الخريطة الصينية بالرفض، بل وأثارت غضب جيرانها وشركائها في محيط بحر الصين، واتهمت بعض الدول، الصين بأنها تحاول التوسع، كما أكدت أن مطالبات الصين لا تستند على أساس قانوني، وتتعارض مع اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، التي تحدد حقوق وواجبات الدول في المساحات المائية.

وفي 2013، أعلنت مانيلا أنها ستحيل الصين إلى محكمة التحكيم الدائمة لاستصدار حكم حول الخلاف بموجب ميثاق الأمم المتحدة حول قانون الإبحار، وهذه المحكمة هي منظمة دولية تتخذ من العاصمة الهولندية لاهاي مقرًا لها، وهي جهة تقوم بتنظيم لجان للبت في الخلافات بين دولها الأعضاء، وهي هيئة منفصلة كليًا عن محكمة العدل الدولية، تأسست عام 1899، بأمر من مؤتمر لاهاي الأول للسلام، لكن الصين أصرت على مقاطعة جلسات المحكمة، قائلة إنها (أي المحكمة) ليست مخولة بالبت في الخلاف.

اقرأ أيضًا: بسبب "الخريطة القياسية".. خلافات وتوترات جديدة في بحر الصين الجنوبي