تسعى الصين إلى إعادة توحيد تايوان مع البر الرئيسي، التي تعتبرها جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، بينما تحظي تايوان بدعم عسكري من الولايات المتحدة، وترفض المطالبة بالاستقلال أو التخلي عن سيادتها، خاصة بعد المساعدات العسكرية الكبيرة التي منحتها واشنطن لتايبيه في الآونة الأخيرة، وتبلور هذا الدعم بشكل كبير، منذ انتخاب تساي إنج ون رئيسة لتايوان في عام 2016.
ومن جهتها أعلنت وزارة الدفاع التايوانية، اليوم الاثنين، رصد تحليق 103 طائرات حربية صينية و9 سفن صينية حول الجزيرة خلال 24 ساعة الماضية، وفقًا لما نقلته "رويترز". وقالت الوزارة في بيان، إنه "تم رصد 103 طائرات و9 سفن تابعة للجيش الصيني حول تايوان"، بين الأحد وصباح الاثنين.
وقد اختبر الجيش الصيني جميع أنواع الطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار الموجودة في الخدمة والتي يمكن أن تشارك في صراع محتمل حول تايوان. حيث استخدمت الصين لأول مرة أكبر عدد من الطائرات خلال دورية قتالية في منطقة تايوان اليوم الإثنين، ونشر الجيش مجموعة كبيرة من قواته البحرية خلال تدريب أغسطس الماضي بقيادة حاملة الطائرات شاندونج حول جزيرة تايبيه.
حصار تايوان
كثفت الصين وجودها ونفوذها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ولم يقتصر الأمر عند ذلك الحد بل عززت بكين وجودها العسكري ومناورتها حول الجزيرة. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي الصينية، اليوم خريطة تظهر تنفيذ الجيش الصيني مناورات جوية حول تايوان، حيث كثفت الصين في شهر أغسطس الماضي، مناوراتها ووجودها العسكري حول تايبيه، التي نددت في أوقات كثيرة بمرور طائرات صينية داخل أراضيها.
واستخدم الجيش الصيني أحدث التقنيات العسكرية في تلك المناورات منها، طائرات "سو 30" و"جيه 10" بالإضافة إلى طائرات مضادة للغواصات، وطائرات مسيرة وطائرات إنذار مبكر وقاذفات قنابل. وكان أكبر اختراق من قبل الجيش الصيني لتايوان، هو مرور 42 طائرة عسكرية تابعة لبكين الخط الأوسط للمضيق في وقت سابق هذا الشهر.
مناورات مكثفة
وقد أعلنت تايوان، يوم الأحد، عن تحليق 28 طائرة حربية صينية حولها، مشيرة إلى عبور معظمها خط المتوسط لمضيق تايوان للقيام بمهام "طويلة المدى" غير محددة. وبحسب وكالة “فرانس برس”، قالت وزارة الدفاع التايوانية إن 20 طائرة تم رصدها منذ صباح اليوم، حيث عبرت الخط المتوسط للممر المائي الذي يفصل بين تايوان والبر الرئيسي للصين، ودخلت منطقة الدفاع الجوي في جنوب شرق وجنوب غرب الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي.
وفي الوقت نفسه، أرسلت الصين أكبر عدد من السفن الحربية في السنوات الأخيرة إلى المياه شرق تايوان، فيما يبدو أنها تدريبات عسكرية كبيرة. بعد ما أرسل الجيش الصيني، الاثنين الماضي، مجموعة ضاربة بقيادة حاملة طائرات "شاندونج" جنوب شرق تايوان إلى المحيط الهادئ.
كما اكتشفت تايوان عشرات الطائرات الحربية الصينية تحلق بأنماط جديدة وبأوقات أطول فوق خط المنتصف لمضيق تايوان، وإلى جزر جنوبها مصحوبة بالمجموعة الضاربة. وأشار بعض المحللين إلى أن هذه المناورات تشير إلى خيار بين "إعادة التوحيد" السلمية والعنف العسكري، قبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية في تايوان.
استفزاز صريح
قالت وزارة الدفاع التايوانية، يوم الأحد، إن تايبيه ستنتج 700 طائرة عسكرية و7000 طائرة بدون طيار تجارية بحلول عام 2028.
وجاء ذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تسليم صفقة من المساعدات العسكرية بصورة مباشرة إلى تايوان، فإنه يجري العمل في الوقت الحالي على تسليم 11 مركبة "هيمارس" من الولايات المتحدة إلى تايوان في النصف الثاني من عام 2024.
وتعتزم تايوان، إرسال 30 شخصًا إلى أمريكا في فبراير المقبل؛ للتدريب على صيانة واستخدام طائرات الهيمارس. وستستمر الاستعدادات حتى أكتوبر 2024. ومن المتوقع تسليم الدفعة الثانية من 18 MLRS في عام 2027.
