في أعقاب شهر أغسطس الممطر والدافئ الذي سجل أرقامًا قياسية، أعلن خبراء أرصاد أنَّ ظاهرة النينيو تكتسب قوة، ومن المؤكد أنها ستستمر حتى عام 2024.
ووفقًا لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، تُعد ظاهرة النينيو، وهي المرحلة الدافئة من نمط التذبذب الجنوبي لظاهرة النينيو والنينيا، مُحركًا رئيسيًا للطقس في جميع أنحاء العالم، وغالبًا ما ترتبط بدرجات حرارة عالمية أكثر سخونة وظروف أكثر رطوبة في كاليفورنيا.
طقس رطب
وقال دانييل سوين، عالم المناخ بجامعة كاليفورنيا، إنَّ ذلك قد يؤدي إلى طقس رطب في يناير وفبراير ومارس في العام المقبل، وسط وجنوب كاليفورنيا.
وأضاف "سوين" خلال مؤتمر صحفي، أنه في الوقت الحالي، إذا كان عليك أنَّ تستثمر المال، فمن المحتمل أن يكون من الجيد في النصف الثاني الذي يكون أكثر رطوبة من المتوسط بشكل ملحوظ في فصل الشتاء على وجه الخصوص، مشيرًا إلى أن تلك الأشهر هي بالفعل الأكثر رطوبة في ذلك الوقت من السنة في وسط وجنوب كاليفورنيا.
ومع ذلك، قال إنَّ احتمالات حدوث ذلك تتراوح حاليًا بين 40% إلى 60%، لذا فهو أبعد ما يكون عن الضمان.
وشارك مسؤولو الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) في نظرة غير حاسمة مماثلة للولاية الذهبية، وستواجه ظاهرة النينيو القوية اتجاهات تجفيف طويلة المدى ودرجات حرارة محيطية دافئة بشكل غير عادي؛ بسبب تغير المناخ، مما يزيد من صعوبة التنبؤ بنتائجها.
هطول أمطار
وقال سكوت هاندل، خبير الأرصاد الجوية في مركز التنبؤ المناخي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، إنَّ التوقعات تظهر حاليًا فرصًا متساوية لظروف أكثر رطوبة أو جفافًا من المعتاد بين أكتوبر وديسمبر في معظم أنحاء كاليفورنيا.
ولكن نظرًا لظاهرة النينيو القوية التي من المحتمل أنَّ تحدث هذا الشتاء، فإننا نميل نحو هطول أمطار أعلى من المعتاد، قليلًا، بالنسبة لمنطقة لوس أنجلوس هذا الشتاء.
وقال جان نول، خبير الأرصاد الجوية في شركة جولدن جيت لخدمات الطقس: "هذا ليس ضمانًا على الإطلاق، وإنَّ أفضل دراسة حالية كانت في العام الماضي مع ظاهرة النينيا، وجميع النماذج تدعو إلى هطول أمطار أقل من المعدل الطبيعي، ولم يكن هذا ما حدث".
كان شتاء النينيا هذا من بين أكثر الفصول رطوبة في الذاكرة الحديثة، حيث اجتاح معظم أنهار كاليفورنيا؛ مما تسبب في حدوث خروقات مدمرة للسدود، وفيضانات قاتلة، وعودة بحيرة تولاري إلى الظهور.
تأثير النينيو في السنوات الماضية
وقال "نول" إن البيانات المستقاة من أحداث النينيو السابقة، تظهر أيضًا عدم القدرة على التنبؤ بها، وأدت ظاهرة النينيو القوية في الفترة 1957-1958 إلى هطول أمطار أعلى من المتوسط في جميع أنحاء ولاية كاليفورنيا، كما فعلت ظاهرة النينيو القوية للغاية في الفترة 1982-1983 و1997-1998.
لكن ظاهرة النينيو القوية جدًا الأخيرة في 2015-2016 كانت جافة نسبيًا في كاليفورنيا، مما أدى إلى هطول 86% فقط من الأمطار العادية في منطقة الساحل الجنوبي التي تشمل لوس أنجلوس، حسبما قال "نول".