الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سحب القوات والسفير.. لماذا رضخ ماكرون لقرارات المجلس الانتقالي بالنيجر؟

  • Share :
post-title
ماكرون

Alqahera News - محمد سالم

بعد نحو شهرين من أحداث النيجر، وتوتر الأحداث بين المجلس الانتقالي الحاكم الحالي للبلاد، وفرنسا، التي رفضت منذ بدء الأزمة سحب سفيرها وقواتها من هناك، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، سحب قواته وسفير بلاده من هناك، معلنًا أخيرًا وضع "حد للتعاون العسكري مع النيجر".

قرار "ماكرون" جاء بعد وقت قصير من إعلان النظام في النيجر، حظر الطائرات الفرنسية من التحليق فوق الأجواء، بحسب موقع وكالة سلامة الملاحة الجوية في إفريقيا مساء السبت، فيما قالت شركة الخطوط الجوية الفرنسية "إير فرانس"، إنها لا تحلق في المجال الجوي للنيجر، بحسب "فرانس برس".

الرئيس الفرنسي أعلن كذلك أن السفير الفرنسي، سيعود إلى فرنسا في الساعات المقبلة، وأن القوات الفرنسية ستغادر بحلول نهاية العام.

سبب سحب السفير والقوات الفرنسية من النيجر

قال ماكرون في مقابلة متلفزة إن فرنسا قررت سحب جميع قواتها، بحلول نهاية العام، وأوضح أن السبب هو أن فرنسا ليست هناك للتعامل مع السياسة الداخلية وحتى يكونوا رهائن لدى المجلس.

وأوضح ماكرون أنه قرر إعادة سفير بلاده لدى النيجر، سيلفان إيتي، إلى فرنسا، وذلك بعد أسبوع من إعلانه أنه "محتجز كرهينة"، مُضيفًا: "فرنسا قررت إعادة سفيرها، في الساعات المقبلة، سيعود سفيرنا مع عدد من الدبلوماسيين إلى فرنسا".

وعن طريقة انسحاب القوات، قال ماكرون، إنهم سيعودون بطريقة منظمة في الأسابيع والأشهر المقبلة، وأنهم سينسقون مع المجلس الانتقالي لأنهم يريدون ذلك بهدوء، مُضيفًا: "الجنود الفرنسيون الـ1500 سيغادرون "في الأسابيع والأشهر المقبلة" على أن يتم الانسحاب الكامل بحلول نهاية العام".

منع الطائرات الفرنسية
الجنرال عبد الرحمن تياني

وكان المجلس الانتقالي في النيجر قد قرر أمس الأحد منع "الطائرات الفرنسية" من عبور المجال الجوي للبلاد، فيما كانت شركة "إير فرانس" وهي شركة الطيران الرئيسية التي تسير رحلات بين أوروبا وإفريقيا، منذ السابع من أغسطس أوقفت رحلاتها إلى نيامي (أربع رحلات في الأسبوع) حتى إشعار آخر.

إعلان طرد السفير

في نهاية أغسطس الماضي، أمر المجلس الانتقالي في النيجر، بطرد السفير الفرنسي، وجرده من حصانته الدبلوماسية، وألغى تأشيرة دخوله، لكن باريس رفضت إعادته، قبل أن يُعلن ماكرون أن سفير بلاده في النيجر محتجز كرهينة في السفارة الفرنسية.

القوة العسكرية الفرنسية في النيجر

في الثالث من أغسطس، انسحب القادة العسكريون من اتفاقات عدة للتعاون العسكري مع فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، وأكدوا أن القوة العسكرية الفرنسية في النيجر وقوامها 1500 جندي موجودون بطريقة غير قانونية في البلاد، ونظموا مظاهرات دورية في العاصمة تطالب برحيل تلك القوات.

رد فعل النيجر

وفي النيجر، رحب المجلس الانتقالي بالإعلان الذي جاء على لسان الرئيس الفرنسي، بحسب وكالة فرانس برس، ووصفه بأنه "خطوة جديدة نحو سيادة النيجر"، وأن الانسحاب الفرنسي "لحظة تاريخية تشهد على تصميم وإرادة الشعب النيجري".

وبحسب "فاينانشيال تايمز"، اُعتبر هذا الإعلان بمثابة ضربة كبيرة، لسياسة فرنسا في إفريقيا، خاصة أنها اضطرت في وقت سابق إلى الانسحاب من مالي وبوركينا فاسو المجاورتين في السنوات الأخيرة.

التنسيق مع بازوم
ماكرون وبازوم

قال علي سيكو رمضان، مساعد رئيس النيجر المحتجز محمد بازوم، لوكالة "أسوشيتد برس"، إن بازوم طلب من ماكرون سحب السفير الفرنسي سيلفان إيتي "من أجل تخفيف التوتر".

وقالت الوكالة، إن الانسحاب الفرنسي من النيجر، التي كانت في عهد بازوم حليفًا إقليميًا، يُعد بمثابة ضربة للجهود الغربية لمحاربة تنظيم القاعدة وداعش في المنطقة، وللجيش الأمريكي أيضًا وجود عسكري كبير في النيجر، بما في ذلك قاعدة تستخدم لعمليات الطائرات بدون طيار.

ومثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لم تعترف فرنسا بالحكومة التي يقودها الجيش، أو المجلس الوطني لحماية الوطن، ولا تزال تعتبر "بازوم" الزعيم الديمقراطي الشرعي الوحيد، ولعدة أشهر، رفضت باريس استدعاء سفيرها أو إعادة قواتها، على الرغم من الضغوط التي تمارسها حكومة النيجر الجديدة للقيام بذلك.