بينما مثّلث المستوطنات الإسرائيلية منذ عام 2005، حاجزًا جغرافيًا وديموجرافيًا بين القطاع والضفة الغربية، أوجدت إسرائيل من خلاله مانعًا مستقبليًا لقيام دولة فلسطينية متصلة الأطراف، لكنها ظلت في تلك الأثناء فتيل حرب تشعله حركات المقاومة الفلسطينية من حين لآخر لإحراق الإسرائيليين بما جنت يد حكومتهم المحتلة، أحدثها "طوفان الأقصى".
وعملية "طوفان الأقصى" العسكرية، بدأت في ساعة مبكرة من صباح أمس السبت، عندما شنت عناصر المقاومة الفلسطينية التابعة لحركة "حماس" هجمات متزامنة عبر البر والبحر والجو، استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية إسرائيلية في القدس وتل أبيب وأشدود، فيما تسلل المئات من عناصر المقاومة إلى مستوطنات "غلاف غزة" وهاجموا جنود الاحتلال، وأسروا العديد منهم.
50 مستوطنة
"غلاف غزة" المعروف باللغة العبرية بـ"عوتيف غزة"، يتألف من نحو 50 مستوطنة إسرائيلية.
الأهمية العسكرية
تتمتع منطقة "غلاف غزة" المتاخمة للمنطقة العازلة مع القطاع، بأهمية عسكرية كبيرة تفرض عليها تحصينات شديدة لما تمثله من خط دفاع أول لإسرائيل من جهة القطاع، لا سيما حركة حماس.
المساحة والتقسيم
"غلاف غزة" مقسم إلى ثلاثة مجالس إقليمية تابعة للحكومة الإسرائيلية هي؛ أشكول وأشكلون وشاعر هنيغف، يقطنها نحو 37 ألف نسمة من السكان موزعة على بلدات الغلاف ومجالسه الثلاثة.
ويمتد مجلس أشكول الأكبر مساحة على مسافة 380 كيلو مترًا مربعًا، ويضم 32 بلدة إسرائيلية.
أما مجلس أشكلون، فيمتد على مساحة 175 كيلو مترًا مربعًا، ويضم أربع بلدات.
فيما يمتد مجلس شاعر هنيغف على مساحة 180 كيلو مترًا مربعًا، ويضم 11 بلدة.
أبرز المستوطنات
من أبرز هذه المستوطنات؛ كيسوفيم وزيكيم ونحال عوز وكريات ملاخي وكريات غات، وديمونا وعسقلان وأسدود وسديروت، وهي من بين أكثر المستوطنات التي تستهدفها صواريخ حركات المقاومة الفلسطينية
وألحق هجوم حماس الأخير أضرارًا بمستوطنات ماغن وكفار عزة، كما استهدف بلدات زيكيم، وسديروت، ونحال عوز، وكيسوفيم، وتنتيفوت.
الكثافة السكانية
على الرغم من أنه المجلس الأصغر مساحة، إلا أن أشكلون يحظى بالإقبال الأعلى بين المستوطنين الإسرائيليين، إذ يسكنه نحو 17 ألف شخص، فيما يقطن 13 ألف شخص مجلس أشكول الأكبر مساحة. أما مجلس شاعر هنيغف فيسكنه نحو 7 آلاف شخص.
اليهود الشرقيون غالبية
بينما تعمل الحكومة الإسرائيلية على تقديم مغريات كبيرة لسكان المستوطنات في غلاف غزة من أجل جذبهم للسكن فيها، إلا أن معظم سكان هذه المستوطنات من اليهود الشرقيين، الذين يواجهون مشكلات "عنصرية" داخل المجتمع الإسرائيلي، وتعمل الحكومة على تسكينهم بالمستوطنات لتجنب المشكلات.
