الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

استنفار أمني بأنحاء البلاد.. "طوفان الأقصى" تشعل التوتر في فرنسا

  • Share :
post-title
إجراءات أمنية مشددة حول تجمعات الجالية اليهودية في فرنسا

Alqahera News - سامح جريس

تشهد فرنسا حالة من التوتر والاستنفار الأمني، وسط خوف من احتمال تنفيذ هجمات انتقامية ضد المصالح والمواطنين اليهود بأنحاء البلاد، في أعقاب المواجهات العنيفة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل أخيرًا، جرّاء انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، وتكرار ما حدث سابقًا من هجمات استهدفت المجتمع اليهودي في فرنسا ردًا على الهجمات الاستيطانية الإسرائيلية.

وأعلن وزير الداخلية الفرنسي، تشديد الإجراءات الأمنية ورفع مستوى التأهب حول كل المنشآت والمواقع اليهودية والإسرائيلية في البلاد، وفقًا لما أشارت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية.

وشهدت العاصمة باريس وأهم المدن الفرنسية انتشارًا ملحوظًا لقوات الأمن والشرطة، بشكل مكثف حول المعالم اليهودية، فيما تابعت السلطات المستجدات على أرض الواقع بكل حزم.

رفع مستوى التأهب في أنحاء فرنسا

أمر جيرالد دارمانان، وزير الداخلية الفرنسي، برفع مستوى التأهب والحذر في جميع أنحاء فرنسا، خوفًا من أي ردود فعل عنيفة ضد المصالح الإسرائيلية واليهودية في البلاد على خلفية الهجمات الأخيرة من فصائل المقاومة، إذ شملت هذه الإجراءات تعزيز الحراسة أمام المعالم اليهودية، مثل المدارس والمعابد ومراكز الجالية اليهودية، إضافة إلى السفارة الإسرائيلية ومؤسساتها في فرنسا.

كما طُلب من الشرطة وقوات الأمن مراقبة أي حوادث أو أعمال عدائية والإبلاغ الفوري عنها لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

وسبق أن تم تعزيز أمن المواقع الإسرائيلية في فرنسا وأماكن العبادة اليهودية في منتصف سبتمبر، مع بداية السنة اليهودية التي تشهد احتفالات عديدة في سبتمبر وأكتوبر، وفقًا لما أشارت شبكة "فرانس 24".

انتشار ملحوظ لعناصر الشرطة

أظهرت الحالة الأمنية في البلاد انتشارًا ملحوظًا لعناصر الشرطة وقوات مكافحة الشغب أمام المعالم اليهودية الرئيسية، مثل المعبد اليهودي الكبير في باريس، وفقًا لما أشارت صحيفة "لوباريزيان" ، بالإضافة إلى وجود دوريات مشتركة بين الشرطة والجيش أمام بعض المواقع المهمة، في إشارة إلى جدية التحذيرات الأمنية.

فيما يخص العاصمة باريس، نُشر 500 عنصر أمن إضافيين من قوات الأمن المدني وشرطة الفرسان في المناطق الحيوية، مثل شارع الشانزلزيه، ساحة الكونكورد، حديقة لوكزمبورج، ومحطة سان لازار، فيما تم تكثيف دوريات الشرطة المسلحة في هذه المناطق، إذ أصبحت تتجول كل 10 دقائق بدلًا عن كل ساعة كما كان سابقًا، بالإضافة لزيادة عدد كاميرات المراقبة عالية الجودة لمتابعة أي تجمعات أو أعمال شغب محتملة.

أما على مستوى مترو باريس، فتمّ وضع نقط تفتيش مُكثفة عند مداخل ومخارج معظم المحطات الرئيسية، مثل شارل ديجول وأوتيل ديفيل وباستيل، ويتم التحقق من هوية المارة وفحص أمتعتهم باستخدام الكلاب المدربة.

أما على المستوى الوطني، فأشارت صحيفة "لو باريزيان، إلى أنه تمّ إنشاء غرفة عمليات مشتركة بين وزارة الداخلية والدفاع، لمتابعة المستجدات على مدار الساعة وتنسيق الجهود، بالإضافة إلى تعبئة جميع الوحدات العسكرية الميدانية ووضعها في حالة الانتظار احتياطيًا لأي طلب مساعدة من المدن.

وفيما يخص الجالية اليهودية بالتحديد، فتمّ تعزيز الحراسة حول مبنى المجلس الرئيسي لليهود في باريس، بالإضافة إلى معابد مثل معبد بورت دو كلينشي وكنيس باستيل، كما شددت الشرطة من دورياتها المكثفة في الأحياء ذات التواجد اليهودي الكثيف، مثل بلدة سارسيل، التابعة لإقليم فال دواز، المعروفة بـ"القدس الصغيرة" شمال فرنسا.

هيئات يهودية تحذر

جاءت هذه الإجراءات الاحترازية في أعقاب تحذيرات من هيئات عبرية بشأن مخاطر محتملة على مواطنيها في دول الاغتراب، إثر تصاعد التوتر بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، وتخشى إسرائيل والمنظمات اليهودية من تكرار سيناريو هجمات عنيفة قد شهدتها فرنسا في السابق، استهدفت يهودًا ومصالح إسرائيلية انتقامًا لهجمات استيطانية على الأراضي الفلسطينية، مثل ما حدث في مارس 2012، من محاولة طعن 6 أشخاص أمام معبد في مدينة تولوز.

وتأتي هذه الإجراءات الاحترازية الفرنسية لتأكيد حرص حكومة إليزابيث بورن، على حماية السكان والممتلكات، وعدم السماح بتصعيد التوترات داخل الأراضي الفرنسية.

وتشير الصحيفة الفرنسية إلى أن السلطات الفرنسية أخذت التحذيرات الأمنية على محمل الجد، وسارعت لاتخاذ كل الإجراءات الاحترازية لمنع أي ردود فعل أو أعمال انتقامية ضد اليهود بفرنسا، في أعقاب تصعيد المواجهات بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية.

عملية طوفان الأقصى

ومنذ صباح السبت 7 أكتوبر، شنت المقاومة الفلسطينية هجمات استهدفت الداخل الإسرائيلي، كما قصفت المقاومة مستوطنات غلاف غزة بآلاف الصواريخ التي استهدفت مواقع عديدة في المستوطنات الإسرائيلية سميت بعميلة "طوفان الأقصى"، ورد الاحتلال الإسرائيلي بقصف قطاع غزة، الذي تم بشكل واسع ومكثف.

وسقط مئات القتلى في إسرائيل جرّاء هجمات المقاومة الفلسطينية، وأفادت القناة 14 الإسرائيلية بارتفاع عدد القتلى بفعل الضربات الفلسطينية إلى 700 قتيل والإصابات إلى 2156 جريحًا.

ومن جهتها؛ قال صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن التقديرات تشير إلى وجود 1000 قتيل في صفوف الإسرائيليين جرّاء الضربات.

وقال موقع "واللا" العبري نقلًا عن العاملين في المستشفيات الإسرائيلية: "ما يحدث حاليًا لا يمكن وصفه بالفوضى العارمة بل أسوأ من ذلك بكثير".