بعد أن أعرب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يومي 7 و8 أكتوبر عن دعمه لإسرائيل في مكالمتين هاتفيتين متتاليتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعلن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إرسال البنتاجون حاملة طائرات وطائرات حربية إلى منطقة قريبة من إسرائيل، حسبما ذكر التلفزيون المركزي الصيني.
ووفقًا لموقع جمعية البحث البحري الأمريكية، كانت حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد فورد" تنتشر في البحر المتوسط منذ يونيو لإظهار دعمها لأوكرانيا. وتشير المصادر الموثوقة إلى أن مجموعة حاملة الطائرات كانت تنفذ مهام في المياه القريبة من إيطاليا في 2 أكتوبر.
هجوم مفاجئ
وأمر "أوستن" حاملة الطائرات "فورد" بالإبحار إلى شرق البحر المتوسط، أقرب إلى إسرائيل، مما قد يساعد إسرائيل في اتخاذ خطوات أخرى بشأن تصعيد الصراع مع الفلسطينيين. كما صرحت الولايات المتحدة بأنها ستزود إسرائيل بالمعدات التي قد تحتاجها، وعلى وجه التحديد، صواريخ نظام الدفاع الصاروخي "القبة الحديدية" التي تستخدمها إسرائيل، والتي ستستهلك كمية كبيرة من هذه الصواريخ.
وفي هذه المرة، أطلقت المقاومة الفلسطينية عددًا كبيرًا من الصواريخ في فترة زمنية قصيرة بالتزامن مع عملية التسلل، مما جعل نظام "القبة الحديدية" الإسرائيلية المشهور سابقًا يفشل في التصدي لها بشكل فعّال.
أوكرانيا تستنزف الذخيرة
ومع إعلان إسرائيل رسميًا حالة الحرب ضد المقاومة الفلسطينية، قد تواجه إسرائيل استهلاكًا هائلًا للذخيرة. وفقًا لموقع "بزنس إنسايدر" الأمريكي، استخرجت الولايات المتحدة 300 ألف قذيفة عيار 155 ملم من "مستودع الذخيرة الاحتياطية للحرب" الذي يقع داخل الأراضي الإسرائيلية في وقت سابق من هذا العام، ونقلتها إلى أوكرانيا لتعويض استهلاك الذخيرة الكبير للجيش الأوكراني خلال فترة الحرب.
الخيار الصعب
يعود تاريخ التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وإسرائيل في مجال الذخيرة، إلى حرب الشرق الأوسط الرابعة عام 1973، عندما نقلت الولايات المتحدة أسلحة جوًا لتزويد الجيش الإسرائيلي. وبعد الحرب، أنشأت الولايات المتحدة مستودعات في إسرائيل لاستخدامها في حال اندلاع أزمات جديدة.
وفي عام 2006، خلال الصراع بين لبنان وإسرائيل، وفي عام 2014، خلال عملية الجيش الإسرائيلي في غزة، استخدم الجيش الإسرائيلي ذخيرة أمريكية من "مستودع الذخيرة الاحتياطية للحرب" على الأقل مرتين. وقال موقع "بزنس إنسايدر" الأمريكي، "أمريكا في موقف صعب بين دعم أوكرانيا أم إسرائيل". وأضاف الموقع، أن اندلاع الحرب مجددًا في الشرق الأوسط سيضطر أمريكا إلى اتخاذ قرار صعب، أي حليف يستحق الحصول على إمدادات الذخيرة المحدودة جدًا؟ والجواب واضح، "لم يحظ أي بلد بالدعم العسكري من واشنطن، كما حظيت إسرائيل على مدى عقود".
ما العلاقة بين الحرب الأوكرانية والمقاومة؟
وبحسب موقع "بلوج دفنس" الأمريكي، استفاد رجال المقاومة الفلسطينيون من التجارب في الصراع بين روسيا وأوكرانيا، واستخدموا بشكل كبير طائرات بدون طيار لتنفيذ المهام القتالية. على سبيل المثال، أظهر فيديو نشرته المقاومة طائرة بدون طيار تقوم بإلقاء رأس صاروخ RPGعلى دبابة "ميركافا 4" الإسرائيلية بدقة، مما تسبب في إصابتها.
وهذا نمط نموذجي للقتال ضد الدبابات في ساحة المعركة بين روسيا وأوكرانيا، كما أثبت استهداف طائرة بدون طيار للجزء الأمامي من الدبابة أن المقاومة تعرف جيدًا نقطة ضعف دبابات إسرائيل، على عكس دبابات البلدان الأخرى التي تضع محركاتها في الخلف، حيث تضع محركات دبابات "ميركافا" في الأمام، ولذلك عندما يتم الهجوم على هذا المكان، تفقد الدبابة الطاقة بسرعة وتشتعل فيها النيران.
وبالإضافة إلى استخدام طائرات بدون طيار لضرب دبابات إسرائيل الرئيسية، تم استخدام طائرات بدون طيار صغيرة أيضًا لضرب جنود إسرائيل، وأظهر فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي طائرة بدون طيار صغيرة تحلق فوق رؤوس جنود إسرائيل، وتلقي قنابل عليهم، مما أدى إلى إصابتهم وسقوطهم على الفور. وفي الوقت الحالي، يجري جدل كبير في الولايات المتحدة حول ما إذا كان يجب أن تستمر في تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا دون قيود.
ويرى بعض المحللين أن اندلاع الحرب بين فلسطين وإسرائيل سيؤثر بشكل كبير على اهتمام أمريكا وحتى مساعدتها لأوكرانيا.
