الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مأساة تتفاقم بشوارع أوروبا.. تزايد أعداد المشردين في دول الغرب

  • Share :
post-title
مشردون بشوارع بلجيكا

Alqahera News - ياسمين يوسف

يتزايد أعداد الأشخاص الذين يضطرون للعيش في الشوارع، بسبب نقص المساكن الميسرة والسكن الاجتماعي الناجم عن ارتفاع تكاليف المعيشة في العديد من الدول الأوروبية يومًا بعد يوم، ويعد ارتفاع أسعار الإيجارات وعدم توفر العدد الكافي من المنازل المستأجرة من أهم الأسباب التي أدت إلى تفاقم الظاهرة.

وركز تقرير أعدته وكالة الأناضول التركية، على ازدياد عدد المشردين بشكل ملحوظ في العديد من الدول، لا سيما وفرنسا وإنجلترا وبلجيكا وألمانيا، ورصد التقرير أعداد المشردين في تلك الدول خلال الفترة الأخيرة، كاشفًا عن أعداد هائلة تحتاج إلى تدخل حكومي واتخاذ إجراءات حاسمة.

مشردون في شوارع فرنسا

وفي فرنسا، يعيش المشردون في الغالب بشوارع المدن الكبرى مثل العاصمة باريس، الذين يبقون مع كلابهم حيث يتواجد أشخاص يعيشون في الشوارع بكل جزء من باريس تقريبًا.

وبينما يفضل المهاجرون غير الشرعيين العيش في العاصمة، وتشرع الأسر المهاجرة التي لديها أطفال في الشوارع بنصب الخيام أمام بلدية باريس ومجلس الدولة وتنظيم مظاهرات للمطالبة بالمأوى، ووفقًا لبيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" يعيش 1990 طفلًا في شوارع فرنسا.

ويوجد في فرنسا 330 ألف شخص بلا مأوى، ويعاني نحو 14.8 مليون شخص من صعوبات السكن. وبحسب التقرير الذي نشرته مؤسسة آبي بيير في فبراير، فإن 4.1 مليون شخص في البلاد يحاولون البقاء على قيد الحياة في ظروف سكنية سيئة.

إنجلترا.. أغلى مدن العالم تكتظ بالمشردين

وتستضيف شوارع لندن، عاصمة إنجلترا، التي تعد إحدى أغلى المدن في العالم، العديد من المشردين، ويرى الأشخاص المشردون الذين يحاولون البقاء على قيد الحياة عن طريق استجداء المال والطعام من الأشخاص الذين يسيرون في الشارع أو السائقين الذين يقودون حركة المرور، النوم من خلال الانحناء على زوايا الرصيف أو في أي مكان يمكنهم العثور عليه.

ويعد شارع أكسفورد، أحد أشهر شوارع التسوق في العالم، الذي يضم متاجر فاخرة في لندن، مكانًا للعديد من المشردين ليلًا. وفي حين أن ارتفاع تكاليف المعيشة ونقص المساكن ذات الأسعار المتوسطة يدفع المزيد من الناس إلى التشرد في لندن، فإن التأثير المستمر لارتفاع تكاليف المعيشة يثير مخاوف من ازدياد عدد المشردين.

وكشفت البيانات التي نشرتها منظمة "شيلتر" الخيرية، التي تقدم خدمات الدعم والاستشارة في مجال الإيواء للمشردين في إنجلترا، يناير، أن ما لا يقل عن 271 ألف شخص بينهم 123 ألف طفل، أصبحوا بلا مأوى في البلاد. ومن بين هؤلاء يعيش 2.400 شخص في الشوارع، ويعيش 15 ألف شخص في نزل أو أماكن إقامة مدعومة، ويعيش نحو 250 ألف شخص في مساكن مؤقتة، مشيرة إلى أن عدد الأشخاص الذين يعيشون في مساكن مؤقتة ارتفع بنسبة مثيرة للقلق بلغت 74%، خلال السنوات العشر الماضية.

وكشف أحدث البيانات التي نشرتها الشبكة المشتركة للتشرد والمعلومات "تشين"، التي تجري دراسات حول المشردين الذين ينامون في الشوارع بالبلاد، أن 3 آلاف و272 شخصًا ينامون في ظروف صعبة بلندن بين أبريل ويونيو. وتم تسجيل هذا العدد بألفين و998 في نفس الفترة من العام الماضي.

وبناءً على ذلك، ارتفع عدد المشردين الذين ينامون في المناطق المفتوحة مثل الشوارع أو مداخل المتاجر أو الحدائق أو المباني المهجورة، بنسبة 10% تقريبًا خلال فترة عام واحد، وأظهرت البيانات ​​أن ما يقرب من نصف أولئك الذين تقطعت بهم السبل في شوارع لندن يحتاجون إلى دعم نفسي.

وتقول الشبكة إن هناك حاجة إلى حلول حقيقية طويلة المدى لضمان عدم اضطرار أي شخص للعيش في الشوارع، بما في ذلك خطة لتوفير المزيد من الإسكان الاجتماعي.

بلجيكا

تظهر التعدادات السكانية المتعاقبة في بلجيكا أن عدد المشردين زاد في السنوات الـ14 الماضية، ولا سيما في العاصمة بروكسل، التي تتزايد فيها هذه المشكلة بشكل كبير. 

وبحسب بيانات منظمة "BrussHelp" -منظمة شاملة تعمل على مساعدة المشردين في بروكسل- تم تسجيل عدد المشردين في عام 2022 بـ6 آلاف و317، ويتوافق ذلك مع زيادة قدرها نحو 19% مقارنة بعام 2020، عندما تم إجراء التعداد السابق.

وفي سياق متصل، كشف البحث المنشور على القنوات الوطنية الرسمية "RTBF"، يناير 2022، عن ارتفاع عدد المشردين في جميع المدن الرئيسية بالبلاد، وسجل البحث أن 4 آلاف و380 بالغًا و933 طفلًا شردوا في العاصمة بروكسل، و1472 بالغًا و401 طفل في جنت، و932 بالغًا و285 طفلًا في ليمبورج، و422 بالغًا في لييج.

يذكر أن الزيادة في عدد المشردين ترجع إلى الأزمة الاقتصادية التي ظهرت في فترة ما بعد كوفيد-19، وزيادة الهجرة غير الشرعية وطلبات اللجوء. ويتزايد أعدادهم لأن المهاجرين الذين لا يتوفر لهم مأوى على أساس عدم وجود قدرة كافية يبقون في الشوارع.

عدد المشردين في ألمانيا يتجاوز 372 ألفًا

ووفقًا للبيانات التي أعلنها مكتب الإحصاء الاتحادي في ألمانيا، 31 يناير 2023، فقد تم تسجيل عدد المشردين الذين وضعتهم الحكومات المحلية في ملاجئ مختلفة بـ372 ألفًا و60 شخصًا، ويشمل هذا العدد ما يقرب من 130 ألف أوكراني فروا بسبب الحرب.

وتبين أن 31% من المشردين الذين تم إيواؤهم كانوا أزواج ولديهم أطفال، و29% كانوا عازبين، و16% كانوا يقومون بتربية الأطفال بمفردهم، و3.6% كانوا أزواج دون أطفال، وجاء في البيان أن ولاية شمال الراين وستفاليا المأوى لأكبر عدد من المشردين بواقع 84 ألفًا و690 شخصًا، تليها بادن فورتمبيرج بـ76 ألفًا و510 أشخاص، والعاصمة برلين بـ39 ألفًا و375 شخصًا.

ولوحظ أن هذه البيانات لا تشمل المقيمين مع الأصدقاء أو المعارف أو المشردين، الذين يعيشون في الشوارع دون أي سكن. 

وقالت ويرينا روزنكي، رئيسة جمعية مساعدة المشردين (BAGW) في ألمانيا، إنه ينبغي إضافة ما يقرب من 90 ألف شخص آخرين إلى بيانات مكتب الإحصاء الفيدرالي لتشمل أولئك الذين يقيمون مع الأصدقاء أو المعارف والمشردين الذين يعيشون في الشوارع دون أي سكن.