فيما يستعد قطاع غزة لاستقبال المساعدات الإغاثية، على خلفية قصف الاحتلال المستمر والمكثف، الذي تسبب في استشهاد وإصابة الآلاف من سكانه على مدار الـ13 يومًا الماضية، لا يزال مطار العريش المصري على وضع الاستعداد لاستقبال طائرات إغاثية جديدة، لتنضم إلى نحو 19 أخرى تستقر على مدرجه انتظارًا لتفريغ حمولتها وتوجيهها إلى القطاع المدمر.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس الخميس، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، معبر رفح ومطار العريش المصريين بأنهما القناتان الأساسيتان للمساعدات الموجهة إلى قطاع غزة.
دعم مستمر
وأكد "شكري" حرص مصر باستمرار على عمل معبر رفح، فضلًا عن تسخير إمكانات مطار العريش لاستقبال المساعدات الموجهة لقطاع غزة، بالرغم من تعرض المعبر من الجانب الفلسطيني للقصف، وفي هذا الإطار تسعى مصر بصورة حثيثة لإعادة تشغيله وإدخال المساعدات الإنسانية، لتوزيعها على أهالي القطاع، ويكون دخولها دائمًا ومستمرًا دون انقطاع.
ووصلت الطائرات الإغاثية من عدة دول العالم، شرقًا وغربًا لدعم سكان قطاع غزة، الذي يسابق الزمن للبقاء على قيد الحياة، مع تصاعد الدعوات بدعم القطاع والتحذيرات المتكررة من نفاد الأدوية والغذاء والوقود، بما يهدد المزيد من سكانه.
كانت البداية في يوم 12 أكتوبر الجاري، عندما تبنت مصر إيصال المساعدات للجانب الفلسطيني بدعوتها لشعوب العالم والمنظمات الإقليمية والدولية الراغبة في تقديم مساعدات إنسانية وإغاثية بإرسالها إلى مطار العريش، إذ يعد أقرب نقطة للقطاع المحاصر.
3 آلاف طن مساعدات من مصر
ولم تقتصر جهود مصر على تخصيص المطار للمساعدات، بل كانت القوافل حاضرة بقوة، إذ جهزت 106 شاحنات عبر التحالف الوطني للعمل التنموي الأهلي، بلغت حمولتها نحو 3 آلاف طن من المساعدات الطبية والغذائية، تقف داخل معبر رفح من الجانب المصري تنتظر الدخول.
وكان الأردن في مقدمة الدول التي أرسلت شحنة من المساعدات الطبية والغذائية، وعمل الهلال الأحمر المصري على تفريغها فور وصولها تمهيدًا لإرسالها لأهالي غزة.
ومن وزارة الطوارئ الروسية، أرسلت موسكو طائرة مساعدات تحمل على متنها نحو 27 طنًا من المساعدات الغذائية العاجلة، كما كانت تركيا حاضرة بثلاث طائرات من المساعدات، من بينها طائرة تحمل 60 طنًا، والتي تعد أكبر كمية من المساعدات التي وصلت إلى مطار العريش حتى اللحظة.
أضخم شحنة مساعدات
وبـ37 طنًا من المساعدات أرسلت قطر طائرتين تحملان مساعدات ومواد طبية وأجهزة تنفس، تليها طائرات من البرازيل وتونس والإمارات، فيما استقبل المطار طائرة باكستانية تحمل على متنها نحو 87 طنًا من المساعدات، لتكون أضخم طائرة تحمل مساعدات طبيعة وغذائية مقدمة إلى غزة عبر مطار العريش ومعبر رفح المصري.
ممر إنساني عبر معبر رفح
كما هبطت في مطار العريش طائرةٌ تحمل 78 مترًا مكعبًا من الإمدادات الصحية قادمة من مركز الإمدادات اللوجستية التابع لمنظمة الصحة العالمية في الإمارات العربية التي أنشأت ممرًا إنسانيًا لإيصال المساعدات عبر معبر رفح المصري.
وتشمل الإمدادات ما يكفي من أدوية والإمدادات الصحية اللازمة لعلاج 1200 جريح و1500 مريض يعانون من أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري ومشكلات التنفس، بالإضافة إلى الإمدادات الصحية الأساسية لتلبية احتياجات 300 ألف شخص، بمن فيهم الحوامل.