الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وائل الدحدوح.. مأساة صحفي مكلوم ينقل خبر استشهاد أسرته على الهواء

  • Share :
post-title
وائل الدحدوح

Alqahera News - هبة وهدان

أن تكون صحفيًا في مناطق النزاع، ربما ترهبك وتؤلمك مشاهد القتل والترويع للآمنين، إلا أن الطامة الكبرى عندما تقودك قدمك وتتوجه لنقل حدث بعينه وتكتشف أن الضحايا هم أسرتك وكل ما لديك في هذه الدنيا، وهو ما اكتشفه الصحفي ومراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح، أمس الأربعاء، عندما تلقى أسوأ خبر من الممكن أن يتلقاه مراسل صحفي، والذي كان استشهاد زوجته وطفليه وحفيده.

لم يكن يعلم الخمسيني "الدحدوح" أن وداعه لأسرته قبل أن يتوجه لمباشرة عمله سيكون الأخير، إذ غدرت به طائرات الاحتلال الحربية كما غدرت بملايين الفلسطينيين في قطاع غزة، وضربت بكل قوتها منزلًا في مخيم النصيرات جنوبي وادي غزة، حيث تسكن أسرة وائل.

لا مكان آمن في قطاع غزة، كانت الرسالة الأبرز التي أفاد بها نبأ استشهاد أسرة "دحدوح"، التي فرّت من مسكنها شمال القطاع باتجاه الجنوب، أُسوة بكثير من أهالي القطاع الذين ذهبوا عند أقاربهم في هذه المنطقة، في اعتقاد منهم أن هناك بقايا أخلاق لدى جيش الاحتلال عندما قال لهم توجهوا إلى الجنوب حتى لا يتم قصفهم، بهذه الرسالة، اختصر المراسل التلفزيوني ما حل بأسرته التي هربت من ويلات القصف حتى لحق بها في أرض غير الأرض، ليثبت للعالم أنه لا ملجأ منه.

"بينتقموا منا في الأولاد.. الحمد لله رب العالمين بقي لنا وطن وبقي لنا كرامة وهو الأهم من كل شيء" كانت تلك أول الكلمات التي نطق بها "دحدوح" وهو يزيل دموعه ليقاوم ويقف من جديد في وجه الاحتلال المغتصب لأرضه وأرض أولاده ويقف شامخًا من أجل باقي الأبناء والبنات.

الدحدوح يحمل حفيده الشهيد عقب القصف

لم تكن تلك المرة الأولى التي خطف فيها الاحتلال أرواح أسرة "الدحدوح"، إذ إن نحو 20 من أقاربه -إخوته وأبناء عمومته- سقطوا شهداء في حوادث اغتيالات سابقة، الأمر الذي دفعه لتوزيع أبنائه على 3 منازل مختلفة، حتى إذا قصفت الصواريخ منزلًا منها يتبقى له على هذه الأرض أولاد من نسله على قيد الحياة، وهذه هي صعوبة العيش في غزة في ظل الحروب.

الاحتلال لم يحرم الرجل الخمسيني من أسرته فقط بل من طموحه المهني، إذ كان يحلم بأن يصبح طبيبًا حتى اعتقله الاحتلال الإسرائيلي عام 1988 وظل 7 سنوات في الأسر عقب مشاركته في الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وما إن خرج حتى اتجه للصحافة التي رأي فيها أنها رسالة إنسانية وسلام على أرض غاب عنها السلام.