الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ترى الموت يوميا.. قصة مسنة فلسطينية عاصرت حروب الاحتلال على غزة

  • Share :
post-title
سعاد العالم- مواطنة فلسطينة

Alqahera News - ياسمين يوسف

هربت من عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي عندما كانت شابة وهي الآن في التسعينيات من عمرها، تركض من جديد، إنها سعاد العالم، مسنة فلسطينية تبحث عن مأوى آمن بعيدًا عن هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة من يوم 7 أكتوبر على قطاع غزة.

كانت سعاد العالم واحدة من بين 10 آلاف شخص أُجبروا على الفرار من بلدة المجدل الفلسطينية حينما كانت شابة، والآن هي في التسعينات من عمرها تعيش في غزة، واضطرت إلى الركض مرة أخرى، بعد أن أصبحت بلدتها جزءًا من مدينة عسقلان الإسرائيلية.

وقالت "العالم" وهي واحدة من مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين في قطاع غزة، في حديثها لشبكة "CNN": "إني أرى الموت كل يوم عشرين مرة في السماء وفي الأرض، ويأتي كل انفجار ليبدو وكأنه فوق رؤوسنا".

وأضافت المسنة الفلسطينية، التي تعيش الآن في مخيم مؤقت للاجئين في خان يونس جنوبي قطاع غزة، إنها فرّت من منزلها وسط قصف مكثف منذ أكثر من 10 أيام، مضيفة أنها تعاني باعتبارها مريضة بالسكري، من عدم وجود وجبات منتظمة والحصول على أدويتها المعتادة.

وتابعت: لا يوجد شيء نستخدمه لتنظيف وجوهنا وأيدينا وأنفسنا.. فلا يمكننا أن نغسل أي شيء.. عندما نذهب إلى المراحيض، نجدها متسخة للغاية لأن الكثير من الناس يستخدمونها وتوقفت عن الذهاب إليها".

تغريد عبيد- مواطنة فلسطينية

فيما قالت تغريد عبيد (35 عامًا) وهي الآن تلجأ إلى جنوب غزة بعد أن تلقت أوامر بالإخلاء من منزلها في الشمال، إنها نشأت وهي تتساءل ما الذي دفع أسلافها إلى الفرار من المجدل، وتسأل نفسها لماذا تركوا منزلهم، ولماذا سمحوا بحدوث ذلك، مضيفة: "كنت أقول إننا لن نكرر ذلك مرة أخرى ولن نفعل ما فعله عائلاتنا وأجدادنا".

وذكرت "عبيد" أنه حينما انهالت أوامر جيش الاحتلال التي تأمر السكان بإخلاء منازلهم والتحرك جنوبًا، بالتزامن مع تكثيف القوات الجوية الإسرائيلية عملياتها وسط الغارات الجوية المستمرة، قررت أنه ليس أمامها خيار سوى مغادرة منزلها في مدينة غزة.

وفرّت الأسرة المكونة من سبعة أفراد سيرًا على الأقدام، وانتهى بها الأمر في خان يونس، على بعد نحو 20 ميلًا جنوبي مدينة غزة. 

وقالت عبيد: "أدركت الآن أخيرًا سبب فرار أسلافنا من منازلهم، إن الخوف على أطفالنا والدمار والموت هو الذي يدفعنا دائمًا إلى الرحيل.. ولن يصبح ذلك تاريخا بالنسبة لأطفالنا، لأنهم يعيشونه، لقد حاضروه".

واختتمت "عبيد" حديثها قائلة: "لقد واجهنا العديد من الصعوبات، والكثير من القصف في كل مكان.. لقد جئنا إلى خان يونس ولم يكن هناك شيء. في اليوم الأول نمت على التراب ولم يكن لدينا أغطية. وصار ابني مريضًا بعد مرور أسبوع من هذا الوضع، ونأمل أن نعود.. لقد عانينا كثيرًا، ولا نستطيع التأقلم".