الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الفلسطيني فتحي عبد الرحمن: "رجال في الشمس" تبشر بالنصر.. وأعمالي تقاوم الاحتلال

  • Share :
post-title
الفنان الفلسطيني فتحي عبد الرحمن

Alqahera News - إيمان بسطاوي

اتخذ الفنان الفلسطيني فتحي عبد الرحمن من فنه وسيلة للدفاع عن قضية بلده، باعتبار أنه جزء لا يتجزأ من المقاومة، ويختصر الكثير من الرسائل ويجسد الواقع وينقله للجمهور، متخطيًا الحدود والحواجز، فقدم عددًا كبيرًا من الأعمال الداعمة للقضية الفلسطينية على مدار سنوات طويلة، ولم يكتفِ بالتمثيل فحسب ولكن بكتابة وإخراج أعمال كثيرة تخدم رسالته في تحرير وطنه والتعبير عما يعانيه من ظلم جراء الاحتلال الإسرائيلي. 

مقاومة الفن

"كل فنان فلسطيني عمله يتركز على الدفاع عن القضية الفلسطينية".. بهذه الكلمات بدأ "عبد الرحمن" حواره لموقع "القاهرة الإخبارية"، مضيفًا: "جزء كبير من أعمالي يتناول القضية الفلسطينية، سواءً بطريقة مباشرة أو بأسلوب الخطاب غير المباشر لتوصيل الرسالة ومقاومة القمع والظلم بطرق وأساليب مختلفة، فالفنان الفلسطيني عمله يركز على الدفاع عن الحقيقة والإنسانية والجمال وإبراز القيم الإيجابية في الحياة، وإبراز الواقع الفلسطيني وتناول القضايا التي تمس الحياة اليومية والمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني". 

حوّل "عبد الرحمن" عددًا من روايات كُتّابٍ مصريين إلى عروض فنية، إذ وجدها مناسبة للتعبير عن المقاومة، مشيرًا إلى أن بداية علاقته بالمسرح كانت من خلال مسرحية "الرجال لا يشربون القهوة"، التي تسرد مقاومة الاحتلال للكاتب المصري محمود دياب، ثم تقديم مسرحية "الفرافير" للكاتب المصري الراحل يوسف إدريس، والتي تتحدث عن الظلم والاستبداد والعلاقة بين العبد والمُستعبِد. 

أسحلة محرمة دوليا

في الوقت الذي يقصف ويباد الشعب الفلسطيني وسكان قطاع غزة تحديدًا، بأسلحة مجرمة ومحرمة دوليًا من جانب الاحتلال الصهيوني، لم يغفل فتحي عبد الرحمن، تجسيد ذلك في أحد عروضه، وأكد أنه قدم قبل 10 سنوات مسرحية "الضوء الأسود" التي تتحدث عن القنابل التي يستخدمها الكيان الصهيوني المحتل في الدمار والإبادة واستخدام الفسفور الأبيض، مضيفًا أن هذه النوعية من الأسلحة محرمة ومجرمة دوليًا ولكن الاحتلال يستخدمها منذ 30 عامًا حتى اليوم، ويشنّ بها حروبًا ضارية ضد الشعب الفلسطيني.

تهويد القدس

عبَّر "عبد الرحمن" بقلمه عن محاولات الاحتلال الإسرائيلي تهجير الفلسطينيين وسكان القدس المحتلة ومحاولتهم تهويد المدينة، وذلك من خلال العرض المسرحي "قلنديا رايح جاي"، وهي من تأليفه وإخراجه، قائلًا: "الاحتلال وضع حدًا فاصلًا بين مدينة القدس والضفة الغربية لتهجير وتهويد سكان القدس ووضعهم في عزلة، هذا الحاجز يمثل رحلة عذاب لكل شخص يحاول المرور منه، عبر التفتيش والإذلال وتضييع وقت لا يقل عن 6 ساعات يوميًا، وعبرت عن هذه المأساة في هذه المسرحية التي قدمتها منذ 5 سنوات".

معوقات

أكد أن كثيرًا من الفنانين الفلسطينيين يعانون من الكثير من المعوقات والتحديات من جانب الاحتلال الصهيوني: "نواجه صعوبات وتقييدات من جانب الاحتلال الصهيوني على الفن في فلسطين، وقبل 1994 كان هناك رقابة مباشرة من الاحتلال وكان لابد من الحصول على إجازة لتقديم العروض، ولكن بعد اتفاقية أوسلو عام 1994 أصبحت الأراضي الفلسطينية تحت حكم الدولة الفلسطينية، ولكن الاحتلال يمارس نوعًا من التضييق أثناء المرور والتنقل من مدينة لأخرى والمرور بالحواجز التي يتم وضعها وتفريغ الأغراض التي نحملها وتفتيشها وتقييد على الممثلين".

رحلات أبو الخيزران

جسد "عبد الرحمن" واقع الحياة في قطاع غزة في مسرحية "رحلات أبو الخيزران"، وأكد أنه جسد في هذا العرض المأخوذ من رواية تحمل نفس الاسم للكاتب غسان كنفاني، رغبة كثير من الفلسطينيين وسكان قطاع غزة، ومحاولتهم الهروب بعيدًا عن الموت بالبطيء الذي يعيشونه من خلال الهجرة بطريقة غير شرعية عن طريق البحر إلى أوربا، مشيرًا إلى أن اسم "أبو الخيزران" كناية عن الشخص الذي يساعد الناس في الهروب، ولكنه يعرض حياتهم للخطر.

قدم فتحي عبد الرحمن عروضًا غير مباشرة عبرت عن النضال ومقاومة الظلم، منها مسرحية "زمن الخيول البيضاء"، والتي قال عنها: "المسرحية تسرد مرحلة الانتقال من حكم الدولة العثمانية والانتداب البريطاني حيث كان الناس يُقتلون ويعيشون في فقر إجباري، فالمسرحية تدور حول النضال من أجل الخلاص من الظلم".

رجال في الشمس

لم يغفل "عبد الرحمن" أن يقدم جانبًا إيجابيًا في عروضه، ويبشر بالنتيجة الحتمية بعد سنوات من الظلم، وهي التخلص من الاحتلال بلا عودة، وأكد أن مسرحية "رجال في الشمس" التي استمدها من رواية غسان كنفاني، والتي قدمها هذا العام تبشر بالنصر، قائلًا: "غسان كنفاني في الرواية كان يبشر بالثورة والانتصار واسترداد الوطن، فكان يؤكد أنه ليس مهمًا التركيز على طلب المعونات والإغاثات الإنسانية ولكن الهدف الأهم استعادة الوطن مرة أخرى، وقدمت المسرحية في معظم المدن الفلسطينية والأردن، وكان مقررًا عرضها في مهرجانات دولية ولكن صعوبات السفر حالت دون ذلك".

انتصروا للإنسانية

ومع الواقع المأسوي الذي يشهده سكان قطاع غزة، من قتل وإبادة جماعية من جانب الكيان الصهيوني، ثمة مشاعر مكتومة من الغضب والألم بداخل كل فلسطيني وعربي، ووجه "عبد الرحمن" رسالة قوية للعالم، قال فيها: "حياة كل شخص مهمة، وغير مقبول نهائيًا إزهاق الأرواح الأبرياء بطريقة بشعة يوميًا، ولا بد من فضح الممارسات والمجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني المحتل، والتزييف الذي ينتهجه والتواطؤ من جانب المنظمات الأممية والدولية وانحيازها لإسرائيل على حساب الإنسانية، فلا بد من فضح الاحتلال وكل الداعمين له، رسالتي للعالم مفادها انتصروا للإنسانية بدون خوف".

دعم مصر للقضية

أشاد فتحي عبد الرحمن بالدور المصري في دعم القضية الفلسطينية، قائلًا: "مصر لعبت دورًا كبيرًا في تاريخ فلسطين والقضية الفلسطينية، ولا يمكن إنكار ما بذلته منذ سنوات طويلة وحتى الآن تجاه الشعب الفلسطيني، وهذا أمر ليس غريبًا عليها لأن بيننا وحدة دم وعروبة، وأطالب الحكام ووزراء الخارجية العرب بالتوحد والضغط على أمريكا وأوروبا ووقف تصدير النفط لهم مثلما حدث في السابق ووقتها تراجعت أمريكا في حربها".