الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صراع البقاء على قيد الحياة.. فلسطينيون يروون لحظات الرعب في غزة

  • Share :
post-title
آثار الدمار جراء القصف الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة

Alqahera News - ياسمين يوسف

كثّفت قوات الاحتلال الإسرائيلي غزوها البري خلال الأيام الأخيرة بشكل كبير على مدنيي قطاع غزة بغارات متتالية أدت إلى خلق حالة اليأس بين سكان القطاع حول إمكانية النجاة من قصف الاحتلال المتواصل لليوم الـ40 على التوالي.

هلع مواطنة

في حديث لمواطنين فلسطينيين مع شبكة "CNBC" الإخبارية الأمريكية، قالوا إن كل يوم في قطاع غزة يجلب "حالة يأس" مع اشتداد الحرب. وصرّحت "شوق النجار" (28 عامًا) بأن الليل دائما هو الأشد رعبًا والأطول، حيث تنهمر القنابل على غزة بشكل متواصل، مضيفة: "لا نعرف متى يحين دورنا، لكننا نتوقع أن نتعرض للقصف في أي لحظة".

واضطرت "شوق" إلى الفرار مع زوجها بعد قصف منزلهما، متجهين إلى خان يونس في جنوب غزة وهي المدينة التي طلبت القوات الإسرائيلية من المدنيين الفلسطينيين إخلاءها. وعلى الرغم من ذلك، استمر القصف الإسرائيلي في عدة مناطق بجنوب غزة، بما في ذلك خان يونس.

وتقيم "شوق" حاليًا مع زوجها في منزل مزدحم مع العديد من الأقارب والأطفال الآخرين، وقالت: "إننا نشهد ما لا يمكن تصوره.. نحن نعيش في خوف دائم، والبقاء على قيد الحياة غير مؤكد". مشيرة إلى اقتراب نفاد الغذاء والماء.

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في وقت سابق إن جيش الاحتلال لن يتوقف حتى يقضي على فصائل المقاومة الفلسطينية، متهمًا إياها ببناء شبكة من الأنفاق تحت الأرض أسفل المنشآت المدنية الحيوية. يأتي ذلك في الوقت الذي ينكر استهدافه المتواصل للمدنيين ورفضه الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.

استهداف مناطق الإجلاء

وبعد الخمسة أيام الأولى من العدوان، أمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي السكان في شمال غزة بالإخلاء إلى الجنوب. وقال سامي زقوت (58 عامًا) نائب مدير مركز ميزان لحقوق الإنسان (منظمة غير حزبية وغير حكومية لحقوق الإنسان مقرها قطاع غزة) لشبكة "CNBC" عبر رسالة صوتية في رفح، بالقرب من نقطة الخروج الوحيدة من قطاع غزة التي لا تسيطر عليها قوات الاحتلال: "استهدفوا المناطق التي تم إجلاء الفلسطينيين إليها".

وقال "زقوت" الذي فرَّ وعائلته من منزلهم في مدينة غزة إلى رفح، على الحدود مع مصر: "إنها المرة الأولى التي أشهد فيها هذا النوع من الإبادة الجماعية. لا سيما عندما يستخدمون الطائرات الحربية والقنابل الضخمة التي تستهدف المباني المدنية والمدنيين". وزقوت هو واحد من نحو 1.5 مليون شخص نزحوا في غزة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وأضاف زقوت: أن مبررات الاحتلال الإسرائيلي لاستهداف مقاتلي المقاومة في المناطق المدنية غير صحيحة.. "يقولون إن هناك زعيمًا للمقاومة يختبئ معنا، لكن الناس في غزة يعرفون أن هذا كذب".

وقالت جولييت توما، مديرة الاتصالات في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل الفلسطينيين (الأونروا) "هناك حاجة الآن إلى وقف إنساني لإطلاق النار لجلب بعض الراحة للناس وللمساعدة في توسيع نطاق عملياتنا الإنسانية ومواصلة الاستجابة للأعداد الهائلة من السكان".

قصف بالفوسفور الأبيض

ويكافح الأطباء الفلسطينيون في غزة أيضًا لمواكبة التدفق الكبير للمرضى، بعدما نفد الوقود والأدوية من بعض المستشفيات، فلم يعد مستشفى الشفاء، وهو أكبر مستشفى في غزة، يعمل، وفقًا للأمم المتحدة، إضافة إلى نفاد وقود المستشفى الوحيد الذي يقدم علاج السرطان، وهو مستشفى الصداقة التركية الفلسطينية، وفقًا لمديره.

ويجري الأطباء عمليات جراحية دون تخدير، بحسب الطبيب الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة. وقال الجراح المتطوع في غزة، سيتا، أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم الفسفور الأبيض في المناطق المدنية. مضيفًا أنه عالج طفلًا يبلغ من العمر 12 عامًا مصابًا بحروق من الدرجة الثالثة اخترقت العظام، مشيرًا إلى أنه تم إجراء نصف علية العلاج باستخدام ضوء الهواتف المحمولة".