الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الجارديان: فيديوهات جيش الاحتلال بمجمع الشفاء خضعت للمونتاج ولم تقدم دليلًا

  • Share :
post-title
لقطة من فيديو هاجاري داخل مجمع الشفاء

Alqahera News - سامح جريس

خاضت إسرائيل معركة إعلامية لإظهار أن مستشفى الشفاء في قطاع غزة يُستخدم كمقر عسكري لفصائل المقاومة الفلسطينية. ومع أن الصور واللقطات التي قدمتها إسرائيل كانت تهدف لتأكيد هذه الادعاءات، إلا أن صحيفة "الجارديان" البريطانية كشفت أن هذه المحاولات باءت بالفشل في تقديم الأدلة المقنعة.

مع وجود تفاوت كبير بين مزاعم إسرائيل والأدلة المقدمة، تبقى الشكوك حول مدى صحة الادعاءات التي تظهر في لقطات الفيديو التي نشرها جيش الاحتلال، فقد أشارت التحليلات إلى أن المشاهد لم تقدم سوى صور متفرقة لمجموعات صغيرة من الأسلحة، بينما لم تظهر مشاهد لتجهيزات عسكرية ضخمة كما ادعت إسرائيل.

تأتي هذه القضية في ظل استمرار الدعم الدولي لإسرائيل ، حيث رفضت بريطانيا وألمانيا وحتى الولايات المتحدة دعوات وقف إطلاق النار، مُبررة تلك الموقف بأن إسرائيل تمارس حقها في الدفاع عن النفس.

أفادت "الجارديان" البريطانية بأن الجهود التي بذلتها إسرائيل في عرض لقطات من داخل مستشفى الشفاء في قطاع غزة، بهدف إثبات أن فصائل المقاومة الفلسطينية تستخدم المستشفى كمقر عسكري، قد فشلت في تقديم أي دليل يدعم هذه المزاعم. وأكدت الصحيفة البريطانية أن الأدلة التي قدمت حتى الآن تبقى أقل بكثير مما أعلنت إسرائيل، حيث أظهرت مقاطع الفيديو التابعة للجيش الإسرائيلي مجموعات متفرقة من الأسلحة الصغيرة، وغالبًا ما تكون بنادق هجومية، تم استعادتها من المجمع الطبي الشامل.

وأوضحت "الجارديان" أن مقاطع الفيديو التي أُنتجها جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن أثارت تساؤلات يجري التدقيق فيها، حيث اكتشف تحليل لهيئة الإذاعة البريطانية أن لقطات للمتحدث باسم جيش الاحتلال تظهر اكتشافًا واضحًا لحقيبة تحتوي على مسدس، وهو ما تم تسجيله قبل ساعات من وصول الصحفيين الذين كانوا متوقعين للمشاركة في عرضها.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في مقطع فيديو عُرض لاحقًا، ازداد عدد البنادق في الحقيبة. وأدعى الجيش الإسرائيلي أن مقطع الفيديو الذي يصوّر ما وُجد في المستشفى لم يتم إجراء مونتاج عليه، وتم تسجيله في لقطة واحدة، ولكن تحليل "بي بي سي" أظهر أنه تم تعديله.

ونقل التقرير عن مي الساداني، المحامية والمديرة التنفيذية لمعهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط في واشنطن، قولها إن إسرائيل فشلت في تقديم أي دليل قريب حتى من مستوى الأدلة المطلوبة لتبرير الاستثناء الضيق الذي يمكن بموجبه استهداف المستشفيات وفقًا لقوانين الحرب.

وأضاف التقرير أن بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة رفضت دعوات وقف إطلاق النار على أساس أن تصرفات إسرائيل تشكل دفاعًا مشروعًا عن النفس من دون أدلة مقنعة.

وأوضحت الجارديان أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لم تقم بالدفاع فقط عن عمليات إسرائيل، بل قدمت ادعاءات مستقلة استنادًا إلى استخباراتها الخاصة حول المستشفى، حيث وصف جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، المستشفى بأنه مقر قيادة لحماس.

وأشار التقرير إلى أن غياب الأدلة حتى الآن يشبه إلى حد كبير الإخفاقات التي واجهتها المخابرات الأمريكية في الماضي، خاصة تلك التي سبقت غزو العراق، ما يعزز عزلة واشنطن على الساحة العالمية ويزيد من التوترات الداخلية في الإدارة الأمريكية.