الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المخرجة دارين سلام: القضية الفلسطينية حررتنا من القيود.. وتجربتي في "فرحة" فضحت الكيان الصهيوني

  • Share :
post-title
المخرجة الأردنية الفلسطينية دارين سلام

Alqahera News - ولاء عبد الناصر

نجحت المخرجة الأردنية الفلسطينية دارين سلام أن تستغل إمكاناتها الفنية في دعم القضية الفلسطينية وكشف الحقائق التي يحاول الكيان الصهيوني إخفاءها عن العالم، وذلك من خلال فيلمها الروائي الطويل "فرحة"، الذي أثار استياء الحكومة الإسرائيلية وطالبت بوقفه، نظرًا لأن أحداثه تدور حول مراهقة فلسطينية تحلم بإكمال دراستها في المدينة، لكن حدوث نكبة 1948 يحول دون ذلك، فيخبئها والدها في قبو المنزل ويعدها بالعودة قريبًا لإنقاذها، ويرمز اسم الفيلم إلى الفرحة المسلوبة قسرًا من الفلسطينيين.

تشير دارين سلام إلى أن الوضع الحالي في فلسطين تجاوز حد وصفه بالكلمات، إذ يشهد مأساة إنسانية كارثية وإبادة جماعية للفلسطينيين باعتداء صهيوني إرهابي وحشي، قائلة خلال حوارها لموقع "القاهرة الإخبارية": "الكيان الصهيوني يحاول تجريد الفلسطينيين منهجيًا من إنسانيتهم لتبرير قتلهم في وسائل الإعلام الغربي، إنها أوقات صعبة للغاية والصورة توضح ازدواجية المعايير ليس فيما يتعلق بتطبيق القانون الدولي فحسب، لكن منظور الغرب لقيمة حياة الفلسطينيين".

وتضيف: "رسالتي إلى أهلنا في فلسطين، نتعلم منكم كل يوم دروس في الحياة، الصبر، الإيمان، الشجاعة، والتضحية، وتحررنا من قيودنا، وأنتم في قلوبنا دائمًا إلى أن تتحرر فلسطين من هذا الكيان الإرهابي".

المخرجة دارين سلام
السينما لغة عالمية

تؤكد دارين سلام أن ما يحدث في فلسطين يخلق بداخل كل مبدع العديد من القصص الصالحة لتقديمها في أعمال فنية قادرة على كشف جرائم هذا المحتل الصهيوني، إذ قالت: "هناك العديد من القصص، وآلاف الشخصيات وبحر من الأحداث سيتم حتمًا بناء عليها صناعة أعمال عديدة توثق هذه المأساة الإنسانية، وجرائم العدو حتى لا ينسى العالم وحشية هذا الكيان، بجانب تخليد ذكرى كل شهيد، ولكل مَن شَهَدَ الترويع والتجويع والحصار، وكل مَن فقد أهله وأحباءه في هذا العدوان المشؤوم".

وتضيف:" الفن والسينما تحديدًا هي لغة عالمية ووسيلة فعّالة للغاية ومؤثرة في شرح القضية الفلسطينية، وتسليط الضوء على ما يحدث في الأراضي المحتلة، وفضح جرائم الاحتلال للعالم، فإن السينما قادرة على إحداث تغيير حقيقي بالرأي العام العالمي، وهذا ما حدث معي في فيلم "فرحة"، إذ استطاع أن يغير من مواقف ووجهات نظر الكثير من الغرب".

فضح الكيان الصهيوني

وحول حماسها الشديد لتقديم فيلم "فرحة"، والصعوبات التي واجهتها في هذا العمل لخروجه إلى النور، قالت: "هذا العمل قريب من قلبي منذ ولادة فكرته، فهو قصة إنسانية لا تخلو من الشجن والمرح والفقد والصداقة والجرأة على الحلم ثم ضياع هذا الحلم على أيدي الصهاينة أثناء أحداث النكبة عام 1948".

وأضافت: "لأن الفيلم يفضح حقيقة هذا الكيان الصهيوني واجه صعوبات وعقبات متتالية منذ البدء في مرحلة تطوير النص إلى التمويل ثم توزيع الفيلم، وفي كل مرحلة كانت هناك محاولات لإجهاضه قبل ولادته، وهذا العمل هو اقتباس عن قصة حقيقية لفتاة اسمها "رضية"، نجت من أحداث النكبة عام 1948، واستطاعت الوصول إلى دمشق، ومن هناك سافرت قصة رضية عبر السنين لتجدني ولأجد نفسي مع ذلك الشعور بالمسؤولية والرغبة بأن أشارك قصتها مع العالم وأن أكون ذلك الصوت لمن لا صوت له".

مشهد من فيلم "فرحة"
جائزة الجمهور الأهم

توضح مخرجة فيلم "فرحة" أنها تعرضت لتهديد وهجوم من جانب الاحتلال الصهيوني بهدف عرقلة الفيلم، ومنع وصوله إلى العالم، إذ قالت: "تعرضت كمؤلفة ومخرجة العمل إلى ضغوطات وتهديدات من قِبل المحتل، كما واجه العمل حملة شرسة لخفض تقييمه على موقع IMDB، حينما رشّح ليمثّل الأردن في سباق الأوسكار، وكذلك قبل يومين من عرضه على منصة نتفليكس".

وأضافت: "كانت هناك رد فعل من جانب عدد كبير من الناشطين والداعمين والشرفاء حول العالم، الذين قاموا بحملة مضادة لدعم الفيلم ودعمي شخصيًا، وبفضل الله فشلت كل محاولات الاحتلال في عرقلة وصول الفيلم الذي عرض فيما بعد في معظم دول العالم ونال العديد من الجوائز وأهم جائزة التي أعتز بها هي قلوب الناس وتعاطفهم".

أداة توعية للغرب

تشير المخرجة الأردنية ذات الأصول الفلسطينية، إلى أن العدو الصهيوني منذ الاحتلال، وهو يحاول خداع العالم كله بأن فلسطين كانت أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، واستمر منذ ذلك الحين في خلق روايات زائفة وأكاذيب لكسب شفقة وتعاطف العالم، قائلة: "عندما عُرض فيلم "فرحة"، في دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية اكتشفت غياب الحقيقة عن هذه الشعوب، وأنهم لا يعرفون شيئًا عن النكبة، وما حدث في فلسطين 1948، وبالتالي أصبح "فرحة " عن غير قصد مني أداة توعية وتعليمية للقضية الفلسطينية والنكبة، ليُدرّس اليوم في الجامعات، وعدد من دول الغرب".