الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سامية جمال.. سمراء عشقت الرقص وأدارت حياتها بفلسفة الحب

  • Share :
post-title
الفنانة سامية جمال

Alqahera News - محمود ترك

في إحدى قرى محافظة أسيوط في صعيد مصر، ولدت زينب خليل عام 1924، طفلة سمراء هادئة، تعلق قلبها بالرقص الشرقي، دون أن تحلم بمغادرة قريتها وعالمها الصغير لتكون إحدى أبرز نجمات الرقص الشرقي في مصر والوطن العربي.

بدأت سامية جمال - التي تحل اليوم ذكرى رحيلها الـ28 إذ رحلت عن عالمنا عام 1994-، حياتها الفنية وهي في الـ16 من عمرها، ولم تُضع كثيرا من سنوات عمرها في التأكد من حلمها أو البحث عن ذاتها، لأنها كانت تدرك جيدًا أن الرقص الشرقي هدفها، لتذهب إلى صالة "بديعة مصابني"، إحدى أشهر الصالات التي شهدت مولد وانطلاقة نجمات وراقصات لا حصر لهن.

اعتلت سامية جمال خشبة المسرح، في صالة بديعة مصابني عام 1940، لتشعر بأن أحلامها اقتربت، فالجمهور مكتظ بالصالة، وتشجيع من خلف الكواليس من زميلاتها، لكن أداءها وقتئذ لم ينل الاستحسان وهزمت رهبة المسرح أحلامها، وقبل أن ينفجر الجمهور غاضبًا من الراقصة التي ترتدي حذاء بـ كعب عالٍ، ركضت نحو غرفتها وظنت زميلاتها أنها ستنفجر من البكاء، لكن نظرة التحدي التي ارتسمت على وجه الفتاة قليلة الكلام جعل الجميع يدرك أنها ستحاول مرة أخرى.

بدافع حب الرقص ليس إلا، أخذت سامية جمال الفرصة الثانية التي أثبتت نفسها فيها، وأذهلت الجمهور، لتلتفت نظر المخرج أحمد بدر خان الذي منحها الفرصة للمشاركة بدور راقصة في فيلم "انتصار الشباب" إنتاج عام 1940، بطولة فريد الأطرش وأسمهان وأنور وجدي.

ومنذ ذلك العام أدركت الفتاة الشابة أن كل ما عانته في طفولتها وبداية فترة المراهقة من فقر وظروف أسرية صعبة ستودعه للأبد.

من كومبارس إلى دور البطولة

بدأت الدنيا تبتسم للراقصة الشرقية الجديدة، سامية جمال، مكتفية بأدوار كومبارس أحيانًا ومشهد رقص تارة أخرى في عدة أفلام متتالية، حتى عرف اسمها طريقه إلى الملصقات الدعائية للأفلام "أفيش"، لتظهر في الترتيب الثالث بفيلم "شهرزاد" بعد حسين صدقي وإلهام حسين، ثم يصعد اسمها درجة أخرى على أفيش فيلم "الأحدب" بطولة محمود إسماعيل، و"أحمر شفايف" مع نجيب الريحاني.

لعبت الأقدار دورها في منحها الفرصة الحقيقية للانطلاق بعيدا في عالم الشهرة، من خلال فيلم "حبيب العمر" مع النجم فريد الأطرش، الذي صادف أن ظهورها الأول في السينما كان من خلاله أيضا، كما أنها في فترة مراهقتها كانت تعشق موسيقاه، وحول ذلك العشق قالت في لقاء تليفزيوني قديم إن موسيقاه مميزة ومن أفضل ما رقصت عليه.

ثنائي ناجح

كونت سامية جمال بعد ذلك ثنائيا مميزا مع فريد الأطرش، حيث يعد فيلم "عفريتة هانم" الصادر عام 1949 أحد أبرز أدوارها في السينما، والذي كثيرا ما عبرت عن اعتزازها به، وأن أي ممثلة أخرى لا تستطيع تقديمه، بل إنها كانت تحلم كثيرًا بإعادة إنتاجه وتقديمه مرة أخرى، لكن لم يتم منحها هذه الفرصة.

غيرة على المهنة

كانت سامية جمال تغار على مهنتها من الدخلاء، الأمر الذي أزعجها كثيرًا، مما جعلها تقول في إحدى حواراتها إن جسد المرأة يجب أن يكون مناسبا للرقص أو بمعنى أدق احتراف الرقص ليصبح مهنتها، وكل فتاة من الممكن أن ترقص لنفسها أو في منزلها بصرف النظر عن جسمها، لكنها عندما تقرر أن ترقص أمام الجمهور يجب أن تكون ذات مواصفات جسدية معينة.

رشدي أباظة

اعتمدت سامية جمال في مشوارها الفني وحياتها الشخصية على أن تسير خلف مشاعرها، وبدافع الحب عملت في مهنة الرقص الشرقي، وكانت تؤمن بأن محبة الجمهور للفنان هو كل شيء، وأن الرقص ليس مجرد وظيفة لجني الأموال، إذ أن كثيرًا ما نصحت الراقصات الجدد – بعد سنوات من الخبرة- في مناسبات مختلفة بأنهن يجب أن يعشقن مهنتهن، وأن الدعاية قد تساعد الفنان على النجاح لكن شرط أن يمتلك الموهبة التي تؤهله لذلك.

وبدافع الحب أيضا تزوجت من رشدي أباظة، ووصفته بأنه يشبهها كثيرا في طيبة القلب، لكنه عنيد إلى حد كبير، كما وصفت زيجتهما بأنها الأنجح في الوسط الفني، واستمرت هذه الزيجة لمدة 18 عامًا، لكنها لم تنجب أطفالا وعبرت عن ندمها الشديد لعدم الإنجاب.

شائعة اعتزال

فلسفة الحب في حياة الفنانة التي لقبت بـ "الراقصة حافية القدمين"، كانت دليلها سواء في العمل أو الحياة الشخصية، إذ كانت تعشق الرقص بشدة وقالت عنه "سأظل أحبه حتى أموت"، وهو ما جعل الكثيرين يعجزون عن تفسير سبب اعتزالها الرقص في وقت كانت قادرة فيه على العطاء، ويبدو أن الإجابة نفسها لم تكن حاضرة لدى سامية جمال وفسرت الأمر على أن اعتزالها مجرد شائعة من بعض الفنانات في الوسط الفني بغرض إبعادها، وللأسف صدّق الكثيرون الأمر وبات واقعًا عاشت فيه واعتادت عليه، لتفضل بعد ذلك الجلوس في المنزل.