الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الهدنة المرتقبة.. خطوة كبيرة نحو وقف طويل الأمد لإطلاق النار في غزة

  • Share :
post-title
فلسطيني ينتحب على طفله الشهيد جراء القصف الإسرائيلي لغزة

Alqahera News - محمود غراب

نجحت المفاوضات غير المباشرة بين الاحتلال وحركة حماس في التوصل لاتفاق "الهدنة الإنسانية" بقطاع غزة، ما يمثل خطوة كبيرة لخفض التصعيد الإسرائيلي، وفق ما ذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.

وفجر اليوم الأربعاء، اتفقت الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس على وقف القتال لمدة أربعة أيام، للسماح بالإفراج عن 50 من المحتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح 150 فلسطينيًا أسرى في سجون إسرائيل، ودخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

وأكد مصدر مصري مسؤول، اليوم الأربعاء، نجاح الوساطة المشتركة مع الولايات المتحدة ودولة قطر، التي أسفرت عن التوصل إلى هدنة إنسانية بقطاع غزة.

وثمّن المصدر، في تصريحات خاصة لـ"القاهرة الإخبارية"، الجهود التي بذلتها دولة قطر الشقيقة والولايات المتحدة الأمريكية للتوصل إلى اتفاق الهدنة بقطاع غزة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس.

تفاصيل صفقة التبادل

أشار المصدر المسؤول إلى أن مصر تؤكد استمرار متابعتها لتنفيذ اتفاق الهدنة الإنسانية وتبادل الأسرى والمحتجزين، وأنه سيتم إعلان توقيت الهدنة الإنسانية بقطاع غزة خلال 24 ساعة، التي من المقرر أن تستمر لمدة أربعة أيام قابلة للتمديد.

وأوضح المصدر أن الهدنة الإنسانية تتضمن تبادل 50 من النساء والأطفال المحتجزين في قطاع غزة مقابل الإفراج عن عدد من النساء والأطفال المحتجزين في إسرائيل.

وكشف المصدر عن أن الهدنة الإنسانية في غزة تشمل دخول عدد كبير من القوافل الإنسانية والمساعدات والوقود لكل مناطق القطاع.

ونقلت "سي. إن. إن" عن وزير الدولة القطري المفاوض الرئيسي محمد الخليفي، إن الاتفاق يجب أن يدفع المجتمع الدولي إلى اغتنام هذه الفرصة القصيرة لتوليد المزيد من الزخم للمسار الدبلوماسي.

ولا يزال الوقت المحدد لبدء "الهدنة" وتفاصيل مكان وكيفية إطلاق سراح الرهائن غير واضحين، إذ قال جوناثان كونريكوس، المتحدث باسم جيش الاحتلال، لشبكة "سي. إن. إن"، اليوم الأربعاء، إن جيش الاحتلال لا يزال يعمل على تحديد التوقيت الدقيق لإطلاق سراح المحتجزين، ووقف إطلاق النار.

ونقلت الشبكة عن مسؤول أمريكي: "إن صفقة التبادل في صيغتها الحالية، تتضمن هدنة إنسانية لعدة أيام، من أربعة إلى خمسة أيام على الأقل، وهناك احتمال أن يتم تمديد ذلك مع عمليات إطلاق سراح إضافية، لكن ذلك سيعتمد أيضًا على إطلاق حماس لمحتجزين إضافيين".

وتحتجز حماس 239 شخصًا في غزة، فيما يبلغ إجمالي عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية نحو 8300 أسير.

فرصة لمساعي السلام

ومن المتوقع أن يكون وقف إطلاق النار في غزة أكثر هشاشة من ذلك الذي تم الإعلان عنه، لكن الدبلوماسيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأمريكا وأوروبا سيعملون جاهدين لمحاولة تحويله إلى سلام أطول أمدًا، حسبما ذكرت صحيفة "التليجراف" البريطانية.

واستبعدت الصحيفة تمديد وقف إطلاق النار، مشيرة إلى تعهد بينيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال، بمواصلة العدوان على غزة، من خلال التوغل في جنوب القطاع عندما تنتهي الهدنة التي تستمر من 4 إلى 5 أيام.

ولفتت الصحيفة إلى أن "الهدنة الإنسانية" في غزة من شأنها أن تتيح للدبلوماسيين ثغرة قد يتمكنون من خلالها من التوصل إلى وقف إطلاق نار، أطول أمدًا وأكثر جدوى.

وأوضحت الصحيفة أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي، أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وأجبر مئات الآلاف على النزوح، ما نسف الهدف المعلن للاحتلال في القضاء على حماس، وزاد الدعوات الدولية لوقف الحرب على غزة.

ورغم عدم المبالاة التي يبديها المتطرفون في دولة الاحتلال، للدعوات إلى وقف الحرب على غزة، غير أن مع تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر، وإذا بدأ الملايين يتضورون جوعًا، أو يستسلمون للأمراض المعدية مثل الكوليرا والتيفود هذا الشتاء، كما تتوقع التليجراف، أن تتزايد الدعوات لوقف العدوان.

ولفتت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال لا يرغب في مواصلة القتال، ونقلت عن أحد ضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي: "الجيش أداة، ولا يمكننا أن نكون الحل الوحيد، نأمل أن نرى المزيد في الأيام المقبلة من الجانبين السياسي والإنساني".

وحسب التليجراف، العقبة أمام تمديد وقف إطلاق النار في غزة، تتمثل في الوزراء المتطرفين في حكومة الاحتلال، الذين اتهموا عائلات المحتجزين الإسرائيليين بمساعدة حماس، وتساءلت: "هل يمكن أن يتم احتجاز هؤلاء المتطرفين في حكومة الاحتلال لفترة كافية للسماح بالتفاوض على سلام أطول أمدًا، أم يمكن أن تستمر حرب لا يمكن الانتصار فيها، غير أن الكارثة الإنسانية في غزة ستتفاقم.