الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

استشهاد أم كل 30 دقيقة.. الموت مع الأطفال أمنية أمهات غزة

  • Share :
post-title
أم فلسطينية تحتضن جثمان طفلها بعد ان فارق الحياة جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع

Alqahera News - سمر سليمان

بينما يصنعن الأمل نهارًا، إلا أن أمهات غزة يصلين لأجل الموت السريع ليلًا، بعد أن تقطعت بهم السبل وضعفت الآمال في انتهاء عدوان يدخل يومه الخمسين قريبًا على قطاع غزة، ومع مرور كل ساعة من ساعاته تسقط والدتان وبانتهاء اليوم تكون أكثر من 100 من أرواح الأطفال قد زهقت، فأي واقع هذا تتحمله أم لطفل خرج من رحمها، وأي عالم يسمح باستمرار هذه المجازر دون وقفة حاسمة. الوضع الكارثي سالف الذكر استعرضته الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن مطالبة بوقف كامل لإطلاق النار بعد التوصل لهدنة مؤقتة لأربعة أيام في غزة، لم تبدأ بعد، وسط تقارير عن وضع تفاصيلها النهائية.

67% من الضحايا نساء وأطفال

قالت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، سيما بحوث، إن الوضع الوحشي والدمار الذي يعيش تحت وطأته سكان قطاع غزة، منذ بدأ التصعيد في 7 أكتوبر الماضي، وصل إلى حد لم يشهد من قبل، وكشفت عن تقديرات تشير إلى أن 67% ما يعادل أكثر من 14 ألف من شهداء العدوان في غزة، هم من النساء والأطفال.

وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر الماضي لأكثر من 14,530، وأصيب نحو 35,000 آخرين، بحسب أحدث تقرير أوردته وزارة الصحة الفلسطينية.

أُمان تموتان كل ساعة و 180 تلدن دون ماء كل يوم

وذكرت المسؤولة الأممية المعنية بشؤون المرأة، أنه وفقًا للإحصاء، سالف الإشارة، فإن والدتين تقتلان كل ساعة و7 نساء يقتلن كل ساعتين.

وكشفت عن وضع صحي يتجاوز الكارثة، والمجبرة عليه الأمهات في ظل استمرار العدوان. قالت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الدكتورة ناتاليا كانيم إن" 180 امرأة يلدن أطفالهن كل يوم دون ماء، ومسكنات، وتخدير للعمليات القيصرية، وكهرباء للحضانات، وإمدادات طبية" بحسب موقع الأمم المتحدة.

يصنعن الأمل ويصلين لأجل الموت

ورغم الوضع الصعب، وتحت وطأة قصف متواصل يواصلن النساء في غزة رعاية أطفالهن والمرضى المسنين، "ويخلطن حليب الأطفال بالمياه الملوثة، ويعيشن بدون طعام حتى يتمكن أطفالهن ن العيش يومًا آخر، فضلًا عن مخاطر متعددة يتحملنها في الملاجئ المكتظة للغاية، بحسب رصد المسؤولة الأممية.

قالت بحوث "لقد أخبرتنا النساء في غزة أنهن يصلين من أجل السلام، ولكن إذا لم يتحقق السلام، فإن دعاءهن هو من أجل الموت السريع، أثناء نومهن، وأطفالهن بين أذرعهن".

ووبخت المسؤولة الأممية لشؤون المرأة صناع القرار في العالم للوقوف في صمت أمام بلوغ الأمر هذا الحد قالت "يجب أن نخجل جميعا من أن أي أم، في أي مكان، تُضطر إلى مثل هذه الدعاء".

أخطر مكان في العالم للأطفال

وفي تقدير اليونيسيف فإن قطاع غزة بات أخطر مكان بالنسبة للأطفال، في ظل استمرار عدوان أسقط أكثر من 5.300 طفل فلسطيني في أقل من 50 يوم، بما يعادل نسبة 40% من إجمالي ضحايا غزة من الشهداء.

وكشفت كاثرين راسل مسؤولة اليونيسف، أمام مجلس الأمن، عن تقارير تفيد باستشهاد أكثر من 115 طفلا يوميا على مدى أسابيع، وقالت إن الوضع المأساوي غير المسبوق يجعل من قطاع غزة "أخطر مكان بالنسبة للأطفال في العالم".

الهدنة ليست كافية

وفي تقدير الأمم المتحدة فإن الهدن الإنسانية ليست كافية، داعية إلى وقف إنساني عاجل لإطلاق النار من أجل وضع حد فوري لعمليات القتل والدمار الجارية في القطاع بيد جيش الاحتلال.

ودعت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في إحاطتها أمام جلسة مجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط، إلى تمديد الهدنة التي لم تبدأ بعد، لتشمل وقفًا لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن المتبقين دون قيد أو شرط.

ورحبت الأمم المتحدة بالاتفاق الأخير إطلاق سراح المحتجزين من الجانبين بمن فيهم النساء والأطفال، وبالهدنة الإنسانية لمدة أربعة أيام، وشددت على ضرورة استخدامها للسماح بوصول مساعدات إضافية إلى من هم في أمس الحاجة إليها، لاسيما من الفئة الأضعف.