الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"خارج الصفقة".. "حماس" تحرر روسيتين أخريين لأجل مواقف "بوتين"

  • Share :
post-title
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

Alqahera News - سمر سليمان

مقابل تبنيه موقفًا صريحًا مؤيدًا للفلسطينيين عوضًا عن سياسة متوازنة عرف بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الشرق الأوسط، أفرجت حركة حماس للمرة الثانية عن محتجزتين روسيتين لأجل "بوتين"، إلا أن هذه المرة جاء الإفراج "خارج نطاق الصفقة" الخاصة بالمحتجزين المتفق عليها مع إسرائيل.

وتوصلت حركة حماس وإسرائيل، الجمعة الماضي، إلى هدنة إنسانية مدتها 4 أيام، أوقفت حربًا استمرت نحو 50 يومًا في غزة، تشمل تبادلًا للأسرى والمسجونين بين الطرفين، وتم تمديدها، بجهود مصرية قطرية أمريكية، ليومين إضافيين تنتهي اليوم، وسط جهود مكثفة لاتفاق على يومين إضافيين آخرين.

لأجل بوتين

وذكرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، عبر حسابها على "تليجرام"، يوم الأربعاء، إن "اليوم سيتم الإفراج عن محجوزين من أصل روسي خارج الصفقة تقديرًا لمواقف الرئيس بوتين المشكورة".

وأعقبت القسام إعلانها بمنشور آخر، أوضح أن إطلاق السراح والذي شمل "محتجزتين روسيتين" جاء "استجابة لطلب القيادة الروسية".

والإفراج عن محتجزتين روسيتين هو الثاني لحماس عن محتجزين روس لديها منذ هجوم 7 أكتوبر، إذ أطلقت سراح محتجز إسرائيلي يحمل الجنسية الروسية- هو رون كريفوي ويبلغ من العمر 25 عامًا- ضمن الدفعة الثالثة، ثالث أيام الهدنة الأصلية، وقالت حينها إن الإفراج عنه جاء "تقديرًا للموقف الروسي الداعم للقضية الفلسطينية" و"جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

إسرائيل خارج التفاصيل

وإسرائيل ليست مطلعة على التفاصيل بشأن الروس الذين ستطلق حماس سراحهم اليوم.

قال سفير إسرائيل لدى موسكو، ألكسندر بن تسفي، إن دولة الاحتلال ليست مطلعة على تفاصيل بشأن الروس الذين ستطلق حماس سراحهم اليوم الأربعاء، بحسب تصريحات أدلى بها لوكالة الأنباء الروسية (تاس).

وأضاف بن تسفي: 'لقد رأينا ذلك في التقارير الإعلامية أيضًا. ليس لدينا معلومات حول هذه القضية، لأنها لا تمر عبرنا. إنها تمر عبر سفارة روسيا في إسرائيل، ولهذا السبب، للأسف، ليس لدينا مثل هذه المعلومات".

ووفقًا لألكسندر بن تسفي، ربما لا تزال حماس تحتجز سبعة روس آخرين بعد إطلاق سراح رون كريفوي أول رهينة روسي تم إطلاق سراجه قبل أيام.

موقف صريح

ومن البداية بدا موقف الرئيس الروسي واضحًا بشأن ما يحدث في غزة، فبينما أرجأ بوتين قدمًا – 3 أيام- في تقديم العزاء لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقتل أكثر من 1000 إسرائيلي في الهجوم المباغت لحماس في 7 أكتوبر المنصرم، إلا أن موسكو استضافت بعد أقل من أسبوعين، وفدًا من حماس لإجراء محادثات.

استقبال أحد قادة حماس، خالد مشعل، في موسكو

وانتقد بوتين علنًا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وقال في مؤتمر صحفي، في وقت سابق 30 أكتوبر الماضي "نرى أنه في الشرق الأوسط، بدلاً من معاقبة الإرهابيين والمجرمين، بدأوا في الانتقام على مبدأ المسؤولية الجماعية".

وأعرب الرئيس الروسي عن غضبه الشديد من أحداث العنف والدماء التي طالت مئات الأبرياء المدنيين، لا سيما الأطفال منهم. قال "إننا نرى أحداثًا مروعة في قطاع غزة حيث يُقتل مئات الآلاف من الأبرياء، وليس لديهم مكان يهربون إليه للاختباء من القصف. إن هذا لا يمكن تبريره".

أضاف "حينما تنظر إلى المعاناة والأطفال الملطخين بالدماء (في غزة)، فإنك تطبق قبضتك بقوة (من شدة الغضب) وتنهمر الدموع من عينيك".

استياء متبادل

وفي أعقاب موقف بوتين واستقبال حماس في موسكو، بات الاستياء متبادل بين موسكو وتل أبيب، إذ استدعت الأخيرة السفير الروسي أناتولي فيكتوروف بدعوى أن اللقاء بعث "برسالة تضفي الشرعية على الإرهاب"، وبالمقابل استدعت الخارجية الروسية السفير الإسرائيلي ألكسندر بن تسفي مرتين على الأقل لإجراء محادثات بشأن ما يجري في غزة.

وفي سياق الاستياء، تراشق مبعوثا البلدان لدى الأمم المتحدة في حرب كلامية بعد أن شكك ممثل موسكو في نطاق تعريف حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

موسكو تتخلى عن التوازن

وفي تقدير هانا نوت، خبيرة في السياسة الخارجية الروسية، فإن موسكو تخلت عن موقفها السابق الأكثر توازنا بشأن الشرق الأوسط وتبنت "موقفًا صريحًا مؤيدًا للفلسطينيين".

وقالت الخبيرة المقيمة في برلين لمركز كارنيجي روسيا وأوراسيا، وفق تقديرها، في وقت سابق، إن روسيا تدرك جيدًا أنها تنحاز إلى جهات ودوائر في جميع أنحاء الشرق الأوسط، خاصة المتعلقة بالمسألة الفلسطينية إذ تستمر هذه القضية حاضرة بقوة"، بحسب وكالة "فرانس برس".