كشف تقرير صحفي بريطاني، الأربعاء، النقاب عن مشاركة قوات خاصة بريطانية إلى جانب القوات الأوكرانية منذ الأيام الأولى للصراع مع روسيا، نقلًا عن كتاب جديد لصحفي بولندي.
والصحفي هو زبجنيف بارافيانوفيتش، مراسل صحيفة "دزينيك غازيتا برافنا" البولندية في أوكرانيا، وكتابه الأخير "بولندا في الحرب" يتناول دور وارسو في الصراع المجاور.
ونقل موقع "ديكلاسيفايد" عن الكتاب أن وزيرًا بولنديًا مجهول الهوية أبلغ الصحفي بارافيانوفيتش في مارس 2022 عن رحلة كان يقوم بها من كييف إلى جيتومير، مشيرًا إلى وجوده آنذاك في "منطقة رمادية" كان الروس يتمركزون في بوتشا المجاورة.
وأضاف الوزير "مررنا آخر حاجز أوكراني حذرونا فيه من مخاطر اصطدام بالروس، فمن التقينا بعد ذلك؟ جنود أوكرانيون وقوات خاصة بريطانية.. بالزي الرسمي يحملون أسلحتهم".
وبحسب المصدر ذاته، كان البريطانيون والأوكرانيون يتعاونون في التجول بالمناطق الريفية حاملين رادارات لتتبع المدفعية.
كما قال الوزير البولندي إن قوات خاصة من بلاده كانت متمركزة في أحد ضواحي كييف تدعى "بروفاري" في اليوم الأول من الأعمال القتالية. مشيرًا إلى أن بولنديين وبريطانيين وأمريكيين كانوا يُدرِّبون القوات الخاصة الأوكرانية منذ 2014.
وزعمت مصادر أخرى أن تلك القوات الخاصة لم تعد إلى بولندا، بل "توجهت للاتجاه المعاكس" نحو خاركيف وأجزاء من دونباس الخاضعة لسيطرة كييف، مشيرة إلى تعاونها مع البريطانيين.
ويشير التقرير إلى أن بعض تلك القوات البولندية دربت عناصر من الحركة النازية "أزوف" خاصة فرقة "كراكين" المتمركزة في خاركيف، على استخدام قاذفات الصواريخ البريطانية من طراز "نلاو".
واستعان الكتاب بتقارير سابقة أكدت وجود مقاتلين من حلف الناتو إلى جانب القوات الأوكرانية، إذ كشفت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية في أبريل 2022 عن قيام قوات من وحدات SAS البريطانية ودلتا الأمريكية بـ "حرب سرية" نيابةً عن أوكرانيا منذ بداية العملية الروسية.
كما قالت صحيفة "ذا تايمز" بعد تلك التقارير إن عددًا من عناصر SAS عادوا إلى أوكرانيا لتدريب الجنود الأوكرانيين على تشغيل الصواريخ المضادة للدبابات البريطانية.
والشهر الماضي، أقرّ منشور عسكري بريطاني بنشر ما يصل إلى 300 من مشاة البحرية الملكية في أوكرانيا لـ"عمليات سرية".
كما أظهرت وثائق سرية للبنتاجون -تسربت في أبريل 2022- بقاء ما لا يقل عن 50 من القوات البريطانية الخاصة نشطة في أوكرانيا حتى مارس الماضي.