صعدت جماعة الحوثي في اليمن، استهداف السفن في البحر الأحمر، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لليوم الـ67، منذ 7 أكتوبر الماضي.
استهداف ناقة نفط نرويجية
وأعلنت جماعة الحوثي، اليوم الثلاثاء، مسؤوليتها عن تنفيذ هجوم استهدف ناقلة النفط التجارية "ستريندا"، التي ترفع علم النرويج، في البحر الأحمر.
وقال يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين في بيان، إن الجماعة استهدفت الناقلة بصاروخ بحري، بعد أن رفض طاقمها الاستجابة للنداءات التحذيرية.
وأضاف أن الجماعة منعت، خلال اليومين الماضيين، مرور عدة سفن استجابت لتحذيرات، و"لم تلجأ لاستهداف السفينة النرويجية المحملة بالنفط إلا بعد رفض طاقمها النداءات التحذيرية كافة".
وجددت الجماعة التعهد بأنها "ستواصل منع جميع السفن من كل الجنسيات من التوجه للموانئ الإسرائيلية، حتى إدخال ما يحتاجه إخواننا الصامدون في قطاع غزة من غذاء ودواء".
وجاء استهداف ناقلة النفط النرويجية، بعد أن هدد الحوثيون، السبت الماضي، بمنع مرور السفن المتوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، عبر البحر الأحمر ما لم يتم إدخال الأغذية والأدوية إلى غزة، ردًا على الحرب على القطاع الفلسطيني المحاصر.
استهداف سفينتين إسرائيليتين
ويوم الأحد الثالث من ديسمبر الجاري، أعلنت جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن أن قواتها البحرية هاجمت سفينتين إسرائيليتين هما "يونيتي إكسبلورر" وسفينة "نمبر 9"، بطائرة مسيرة مسلحة وصاروخ بحري، وقال المتحدث باسم الجماعة إن السفينتين استهدفتا بعد أن رفضتا التحذيرات.
من جهته، أعلن الجيش الأمريكي أن المدمرة الأمريكية كارني استجابت لنداءات استغاثة من قبل السفينتين السابقتين، ورصدت صاروخًا أُطلِق من منطقة يسيطر عليها الحوثيّون في اليمن وسقط قرب سفينة "يونيتي إكسبلورر" التي ترفع علم جزر البهاما.
وقد أبلغت السفينة لاحقًا عن إصابتها بأضرار طفيفة؛ جرّاء صاروخ آخر أطلِق من منطقة يسيطر عليها الحوثيّون، كذلك، أبلغت سفينة الشحن "نمبر 9" التي ترفع علم بنما عن وقوع أضرار مادّية؛ بسبب صاروخ أطلِق من اليمن.
وفى وقت سابق الشهر الجاري أيضًا، أعلنت شركة "أمبري" للأمن البحري أنّ سفينة شحن بريطانيّة تعرّضت لقصف صاروخي أثناء عبورها البحر الأحمر، ووفقًا لـ"أمبري"، فإن ملكية وإدارة السفينة التي تعرضت للهجوم مرتبطتان بالمدعو "دان ديفيد أونجار"، وهو مواطن بريطاني مدرج كمقيم إسرائيلي في دليل الأعمال الرئيسي في المملكة المتحدة.
وجاء هذا الاستهداف بعد أن أعلنت جماعة أنصار الله الحوثية منع مرور السفن الإسرائيلية من البحر الأحمر في منتصف شهر نوفمبر الماضي، ردًا على الحرب على غزة.
السفينة "جالاكسي ليدر"
وفي التاسع عشر من نوفمبر الماضي، أعلن الحوثيون عن استيلائهم على سفينة "جالاكسي ليدر" الإسرائيلية واقتيادها إلى الساحل اليمني، واحتجاز طاقمها، المكوّن من 25 شخصًا لا يحمل أي منهم الجنسية الإسرائيلية.
وتلك العملية كانت الأولى من نوعها بعد إعلان الحوثي إغلاق البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية، إثر الحرب على غزة، ولا تزال السفينة ترسو في ميناء الحُديدة في اليمن.
وأعلن الحوثي أن مصير السفينة "مرتبط بخيارات المقاومة الفلسطينية، وبما يخدم أهدافها في مواجهة العدوان الإسرائيلي"، بحسب تغريدة للمتحدث باسم الجماعة عبر منصة "إكس".
تهديد التجارة العالمية
وتسعى الولايات المتحدة إلى حث حلفائها على توسيع عمليات قوة عمل بحرية متعددة الجنسيات لحماية السفن التجارية عقب هجمات الحوثيين، بهدف تأمين حركة الشحن العالمية.
وتُحدث تلك الهجمات توترًا في البحر الأحمر، الذي يعد شريانًا حيويًا للاقتصاد العالمي. فهو يحمل ما يقرب من عشر إمدادات النفط المنقولة بحرًا، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وهو أيضًا قناة للبضائع من آسيا.
كما يعد باب المندب، وهو ممر ضيق بين اليمن وجيبوتي في أقصى جنوب البحر الأحمر، أحد أكثر الممرات البحرية ازدحامًا في العالم، إذ يعبر خلاله ما يوازي خمس الاستهلاك العالمي من النفط.
ونقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، عن هينينج جلوستين من مجموعة "أوراسيا" الاستشارية أن طريق البحر الأحمر مهم، وأكثر أهمية بالنسبة للأوروبيين الذين يحصلون على كل ما يحتاجونه من نفط الشرق الأوسط والغاز الطبيعي المسال عبر البحر الأحمر.