الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

القمة الأمريكية الإفريقية.. "إدارة بايدن" تتجنب الصدام مع "بكين"

  • Share :
post-title
الرئيسان الصيني والأمريكي - أرشيفية

Alqahera News - محمد البلاسي

منذ أن تولى الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه، حذّرت إدارته من القوة الجيوسياسية المتنامية للصين، ووعدت بالتغلب عليها على المسرح العالمي، متضمنة إفريقيا، لكن تصريحات العديد من مسؤولي الإدارة الأمريكية تُظهر أن الأمور المتعلقة بالصين لن تُناقش كثيرًا، إن لم تُناقش على الإطلاق، في اجتماع القمة الأمريكية الإفريقية هذا الشهر في واشنطن.

إدارة بايدن لا تريد التصادم مع الصين

وترى مجلة "فورين بوليسي" أن مسؤولي الإدارة الأمريكية يفعلون ذلك عن قصد، فهم لا يريدون أن تبدو البلدان الإفريقية، وكأنها في حرب باردة جديدة مع الصين، ونقلت المجلة عن مسؤول كبير في البيت الأبيض: "لا نريد التحدث عن المنافسة أو التنافس مع هذه البلدان الأخرى، هذه ليست أفضل طريقة لتعزيز المصالح الأمريكية وأهدافنا المشتركة مع الأفارقة"، لكن هذا القرار تسبب في بدء نقاش في إدارة بايدن، حول كيفية التعامل مع النفوذ الصيني، وكذلك النفوذ الروسي، بدرجة أقل، في إفريقيا خلال القمة المقبلة.

واشنطن تسير على حبل مشدود بين إفريقيا والصين وتحذّر من "دبلوماسية الديون"

وأظهر النقاش داخل واشنطن، مدى صعوبة قيام إدارة بايدن بالسير على حبل مشدود في قمة قادة الولايات المتحدة وإفريقيا المقبلة، فالمسؤولون الأمريكيون يريدون مقاومة النفوذ الصيني في القارة، لكنهم لا يريدون أن تطغى تلك الرسالة على التعاون بين الولايات المتحدة وإفريقيا أو المخاطرة بإثارة غضب بعض القادة الأفارقة، ففي العقود القليلة الماضية، استثمرت الصين الكثير في إفريقيا، كما موّلت مشاريع بنية تحتية ضخمة وانخرطت بشكل أكبر في السياسة، على الرغم من أن واشنطن حذّرت من أن بعض هذه المشاريع مثال على فخ "دبلوماسية الديون".

50 رئيسًا و100 مسؤول إفريقي يحضرون القمة

تعتبر القمة، التي ستعقد في الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر، أحد أهم أهداف السياسة الخارجية لـ"بايدن" خلال عامه الثاني في المنصب، حيث تمت دعوة نحو 50 رئيس دولة، ومن المتوقع أن يأتي نحو 1000 مسؤول إفريقي إلى واشنطن لحضور القمة والفعاليات المتعلقة بها، حيث تمنح القمة الرئيس الأمريكي فرصة نادرة للقاء العديد من رؤساء الدول، كما أنها تمنحه فرصة للرد على الشكاوى التي طال أمدها من جانب القادة الأفارقة من أن بلدانهم لا تحظى باهتمام كبير من جانب السياسة الخارجية للولايات المتحدة مثل الحلفاء الأوروبيين أو الشرق الأوسط أو الصين.

الصين ليست على جدول أعمال القمة

وتابعت المجلة الامريكية، أنها حصلت على مسودة جدول أعمال القمة، والتي توضح أنها ستغطي مجموعة واسعة من الموضوعات، مثل الأمن الصحي، وتغير المناخ، والأعمال التجارية الزراعية، وتحسين التجارة بين الولايات المتحدة وإفريقيا، وفي مسودة جدول الأعمال، المكونة من 34 صفحة، لم يتم ذكر الصين على الإطلاق، ولم يتم ذكر روسيا إلا مرتين، سواء من حيث الأمن الغذائي أو كيف تسببت الأزمة الأوكرانية في تعطيل الإمدادات الغذائية في جميع أنحاء العالم، ويعد نطاق القمة والجدول الزمني لها تغير تغيرًا كبيرًا عن الوقت الذي كان فيه دونالد ترامب رئيسًا، حينما وضع جون بولتون، الذي كان مستشار الأمن القومي لترامب في ذلك الوقت، استراتيجية أمريكية-إفريقية في نهاية عام 2018 ركّزت على محاربة استثمارات الصين ونفوذها.

انتقادات إفريقية للولايات المتحدة

وأضافت "فورين بوليسي" أن القادة الأفارقة يرون أن صانعي السياسة الغربيين يجرونهم إلى معارك جيوسياسية مع بكين أو موسكو، أو يمارسون ضغوطًا عليهم للتخلص من الاستثمارات الصينية في بنيتهم التحتية، التي يراها المسؤولون الأمريكيون سيئة أو خطيرة، حيث انتقد سيريل رامافوزا، رئيس جنوب إفريقيا الولايات المتحدة لممارستها ضغوطًا على دول أخرى لوقف الاستثمار في شبكات الجيل الخامس 5G مع شركة "هواوي" الصينية، وقال "رامافوزا" "إنهم مستاءون من أن شركة صينية قد تجاوزتهم.

نمو نفوذ الصين في إفريقيا

في السنوات الأخيرة، نما الوجود الاقتصادي والدبلوماسي للصين في إفريقيا كثيرًا، بينما أقامت روسيا، التي انخرطت في حرب، تحالفات عسكرية جديدة مع عدد من الدول الإفريقية لمواجهة النفوذ الغربي، وبحسب تقرير صادر عن "مركز التنمية العالمية" هذا العام، أنفقت الصين أكثر من 23 مليار دولار على مشاريع البنية التحتية في إفريقيا بين عامي 2007 و 2020، وهذا المبلغ يفوق ما قدمته أكبر ثماني جهات إقراض للتنمية مجتمعة، بما في ذلك البنك الدولي وبنوك التنمية الأمريكية والأوروبية.