الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وثائق "جزيرة إبستين".. نهاية أحلام "أندرو" بالعودة للواجبات الملكية ببريطانيا

  • Share :
post-title
الأمير البريطاني أندرو

Alqahera News - عبدالله عسكر

بعد أن هدأت قضية اتهام الأمير البريطاني أندرو بارتكاب جرائم جنسية، أطاح القضاء الأمريكي من جديد بأحلامه باحتمال عودته إلى الواجبات الملكية العامة التي جُرِّدَ منها على خلفية تلك الاتهامات، وذلك بعد رفع السرية عن وثائق شبكة الاتجار في الجنس التي كان يديرها الملياردير الأمريكي جيفري إبستين، الذي انتحر في 2019 وشريكته جيسلين ماكسويل التي لا تزال في محبسها.

وجُرّد الأمير أندرو من ألقابه العسكرية وأدواره في رعاية الجمعيات، مما يعكس الأثر البالغ الذي تواجهه سمعته بسبب قضية "إبستين"، التي رفعتها فيرجينيا جيوفري وأتهمت الأمير البريطاني فيها بالاعتداء عليها جنسيًا حين كان عمرها 17 سنة، فيما نفى الأمير نفيًا قاطعًا الاتهامات الموجّهة إليه.

وأمرت القاضية الأمريكية، لوريتا بريسكا، برفع السرية عن 900 صفحة من أوراق قضية "إبستين"، والتي تضنت أسماء عديدة لشخصيات نافذة ومهمة، من رجال أعمال وملوك ورؤساء سابقين، بلغت نحو 200 شخص.

صداقة مع "إبستين"

موقع "سي بي سي" الكندي، ذكر أن "دوق يورك" البالغ من العمر 63 عامًا ظل بعيدًا عن الحياة العامة منذ مقابلة كارثية مع "بي بي سي" البريطانية عام 2019، دافع فيها عن صداقته مع "إبستين" والتي أثارت غضبًا شعبيًا كبير ضده.

وفي فبراير 2022، لجأ أندرو إلى تسوية قضية مدنية أمريكية رفعتها "جيوفري"، زعمت فيها أنه اعتدى عليها جنسيًا قبل أكثر من عقدين من الزمن، عندما كان عمرها 17 عامًا، وقد نفى دائمًا هذه المزاعم، وأصرّ على أنه لا يتذكر أي لقاء معها على الإطلاق.

ومنذ ذلك الحين، ظل بعيدًا عن الأنظار، على الرغم من وجود دلائل مؤخرًا على احتمال عودته إلى الواجبات الملكية العامة، لكن سارة هيوسون، المحررة الملكية لقناة "Talk TV" البريطانية، قالت: "إن ما تم الكشف عنه هذا الأسبوع عبر المحيط الأطلسي كان بمثابة تذكير بأن اتهامات الأمير لن تختفي".

المسمار الأخير

وسائل الإعلام البريطانية ركزت على آخر أخبار القضية المذكور في وثائقها الأمير أندرو، ووصفتها صحيفة "ديلي ميل" بأنها "المسمار الأخير في نعش الحياة الملكية للأمير أندرو"، بينما ذكرت صحيفة "ذا تلجراف" أن "ملفات إبستين لم تكن لتأتي في وقت أسوأ بالنسبة للأمير أندرو"، بينما قال تحليل في صحيفة "ذا جارديان" إن "ملفات محكمة إبستين تضر بآمال الأمير أندرو في استعادة سمعته".

المشكلة الأبدية بالنسبة لأندرو، الذي جُرد من الأوسمة العسكرية والرعاية الملكية ولم يعد يستخدم لقب صاحب السمو الملكي، هي أن اسمه يرتبط إلى الأبد بإيبستين، الذي توفي منتحرًا في السجن عام 2019.

وقال جو ليتل، رئيس تحرير مجلة "ماجيستي"، في مقابلة مع شبكة "سي بي سي نيوز": "إن حقيقة ذكر اسمه عدة مرات في ملفات إبستين ستلحق المزيد من الضرر بسمعته الممزقة بالفعل".

فضيحة إبستين لا تزال تلاحق الأمير أندرو
آخر ظهور علني

وكان آخر ظهور علني للأمير في يوم عيد الميلاد، عندما رافق زوجته سارة وابنتيه، الأميرتين بياتريس وأوجيني، أثناء ذهابهن إلى الكنيسة بالقرب من ملكية الملك في ساندرينجهام، ثم حضر وقفة بالزي العسكري، عقب وفاة والدته الملكة إليزابيث داخل قاعة وستمنستر في لندن في 16 سبتمبر 2022، وفق "رويترز".

وفي العام الماضي، كانت هناك تكهنات بأن الأمير يتم إعادة تأهيله بهدوء إلى الحياة الملكية؛ على سبيل المثال، تم تصويره وهو يسافر مع الأمير ويليام وزوجته كاثرين، لكن أي احتمال لعودة أندرو إلى الحياة كأحد أفراد العائلة المالكة يبدو الآن مستبعدًا تمامًا، حسب شبكة "سي بي سي نيوز".

مطالبة بفتح القضية

والتزم قصر باكنجهام الصمت في السنوات الأخيرة، مراعاة للرأي العام الغاضب بشأن الفضيحة، وكان آخر تعليق للقصر على هذه القضية في يناير 2022، عندما أعلن أنه "بموافقة الملكة تمت إعادة انتماءات دوق يورك العسكرية والرعاية الملكية إلى الملكة، وأنه سيستمر في عدم القيام بأي واجبات عامة".

وبقي أندرو نفسه في الظل، لكنه أثار ضجة عندما رافق والدته في حفل تأبين لزوجها الراحل الأمير فيليب، في مارس 2022.

وطالبت جماعة "ريبابليك" البريطانية المناهضة للملكية، في بيان: "أدعو شرطة العاصمة إلى إعادة فتح هذه القضية، وأدعو النواب إلى مناقشة هذه القضية في البرلمان، وأدعو الملك تشارلز إلى اتخاذ قرار بشأن هذه القضية".

فرصة ضئيلة

وتتوقع المؤرخة والمؤلفة الملكية كارولين هاريس، أن يظل أندرو بعيدًا عن الأنظار، وأنه من المحتمل أن يكون هناك مزيد من التدقيق العام في شؤونه المالية، وقد تكون هناك ضغوط عامة على الملك تشارلز الثالث لتقليص الامتيازات التي يتمتع بها بعض أفراد العائلة المالكة غير العاملين، بما في ذلك استخدام المساكن الملكية وأمن الأمير أندرو.