الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الضربات الأمريكية ضد الحوثيين.. بايدن يدفع لحرب إقليمية حاول منعها

  • Share :
post-title
المقاتلة تايفون البريطانية شاركت في الضربات ضد الحوثيين

Alqahera News - محمود غراب

أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأمر بتوجيه ضربات لأهداف الحوثيين باليمن، في إجراء يهدد بتبديد أحد الأهداف الأساسية لسياسته في الشرق الأوسط، وهو محاولة منع نشوب حرب إقليمية، وفق ما ذكرت صحيفة" الجارديان" البريطانية.

وأوضحت الصحيفة، أنه منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر الماضي، عملت إدارة الرئيس الأمريكي جاهدة لاحتواء الصراع، وإقناع جيش الاحتلال بعدم تنفيذ ضربة استباقية شاملة على حزب الله في لبنان، ونجحت الجهود الأمريكية في هذا الصدد إلى الآن، لكن منع التصعيد في البحر الأحمر أصبح أكثر صعوبة.

ولفتت الصحيفة إلى أن جهود الإدارة الأمريكية، من خلال الدبلوماسية وقنوات الأبواب الخلفية والإشارات والتهديدات، فشلت في وقف هجمات الحوثيين المتواصلة على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، ردا على العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي.

وفي3 يناير الجاري، أصدرت الولايات المتحدة و13 من حلفائها بيانا يحذر من أن الحوثيين سيتحملون مسؤولية العواقب إذا استمرت الهجمات. وفشل التحذير الأمريكي في ردع الحوثيين، الذين أطلقوا، الثلاثاء الماضي، واحدة من أكبر الهجمات حتى الآن، بثلاثة صواريخ وما يصل إلى 20 طائرة بدون طيار، ضد السفن التجارية والقوة البحرية التي تقودها الولايات المتحدة، مما زاد الضغوط على الرئيس الأمريكي داخل إدارته، وأمر بتوجيه ضربة عسكرية للحوثيين في اليمن، وفق الجارديان.

وأشارت الصحيفة إلى أن الضربات الموجهة للحوثيين في اليمن، كانت عند الحد الأعلى من مجموعة الخيارات المقدمة إلى بايدن، ورفض المسؤولون التكهن بما إذا كان ذلك سيكون كافيًا لردع المزيد من الهجمات.

رسالة ردع

ونقلت الصحيفة عن جريجوري جونسن، الزميل غير المقيم في معهد الخليج العربي بواشنطن، إن الضربات الأمريكية البريطانية للحوثيين في اليمن رسالة ردع، وتساءل قائلا: "أعتقد أن السؤال الرئيسي هو، إذا لم تصل الرسالة، فما هي الخطوة التالية التي تحت تصرف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة؟ هل يقصفون المزيد من الأهداف؟ هل يقصفون لفترة أطول؟".

وحسب الصحيفة، قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية، إنه إذا لم يتم ردع الحوثيين، فقد تتدهور قدراتهم على الأقل، ويمكن تفجير مواقع الصواريخ وتدمير مراكز القيادة.

لكن جونسون أشار إلى أن الحوثيين معتادون على العيش والقتال تحت القصف العنيف، ويقومون بتجميع بعض صواريخهم تحت الأرض، ونشر قواتهم في المناطق المدنية.

تقوية الحوثيين

وترجح "الجارديان"، إلى أن الضربات الأمريكية البريطانية يمكن أن تؤدي إلى تقوية الحوثيين، كما يقول بعض المحللين، ما يزيد من مكانتهم في "محور المقاومة" الذي تقوده إيران في صراع وجودي مع إسرائيل والغرب، ويجعلهم لاعبا عالميا.

ونقلت الصحيفة عن ندوى الدوسري، الباحثة غير المقيمة في معهد الشرق الأوسط، على وسائل التواصل الاجتماعي: إن "الحوثيين ينتظرون بشدة منذ 20 عامًا للتعامل مع أمريكا وإسرائيل. ومنذ 7 أكتوبر، قاموا بتجنيد 45 ألف مقاتل في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس. اليوم حققت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حلمهما".

الخوف الأكبر

وتشير الصحيفة إلى الخوف الأكبر في أعقاب الضربات الليلية، وهو أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قد اقتربوا خطوة كبيرة من المواجهة المباشرة مع إيران.

ولفتت الصحيفة إلى ما قاله مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، مساء الخميس: "لقد شاركت إيران عملياً في تنفيذ الهجمات ضد السفن في البحر الأحمر. لقد قدموا معلومات واستخبارات للحوثيين، وزودوهم بالقدرات ذاتها التي استخدموها لشن هذه الهجمات".

وأضاف المسؤول إن رد إدارة بايدن تجاه إيران سيكون المضي قدمًا في حملة الضغط الاقتصادي والعزلة التي تقودها الولايات المتحدة ضد طهران منذ سنوات. لكن أي جهد لتخفيف تهديد الحوثيين للشحن البحري من المرجح أن يتطلب المزيد، بما في ذلك اتخاذ إجراءات صارمة لمنع الحوثيين من تجديد إمدادات أسلحتهم، وهو ما يعني بدوره إيقاف السفن القادمة من إيران، وفق الجارديان.

ومع ذلك، وفق الصحيفة، تخطط الولايات المتحدة في الوقت الحالي لتوجيه المزيد من الضربات إذا واصل الحوثيون مضايقتهم للتجارة البحرية، على أمل أن يغيروا في مرحلة ما حساباتهم للتكاليف والفوائد.

ونقلت ما قاله المسؤول الأمريكي بعد الضربات الليلية: "قد تكون هذه أو لا تكون الكلمة الأخيرة في هذا الموضوع. عندما يكون لدينا المزيد لنقوله أو لنفعله، سوف تسمعون منا".