الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

شهادات أممية: الاحتلال يمنع المساعدات.. وأهالي غزة يتضورون جوعا

  • Share :
post-title
نازحون في جنوب غزة يحتشدون للحصول على الطعام

Alqahera News - محمود غراب

مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، تتزايد حصيلة الضحايا من الشهداء والجرحى، والنازحون يتضورون جوعًا، في ظل القيود التي تفرضها سُلطات الاحتلال على وصول بعثات الإغاثة إلى القطاع المُحاصر.

وذكرت صحيفة" الجارديان" البريطانية، أنه مع دخول العدوان الإسرائيلي على غزة شهره الرابع، أصبح القطاع بلا غذاء ولا ماء ولا تدفئة.

ونقلت الصحيفة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن سلطات الاحتلال زادت، منذ مطلع العام الجديد، القيود على وصول بعثات الإغاثة إلى غزة، وسط تحذيرات من مجاعة تلوح في الأفق بالقطاع المحاصر.

وقالت الوكالة الأممية، إن سبعًا فقط من أصل 29 دفعة لتوصيل الغذاء والدواء والمياه والإمدادات الأخرى، كانت مخططة منذ بداية عام 2024، وصلت إلى وجهاتها في شمال غزة.

وأضافت أن هذا الرقم "يمثل تدهورًا كبيرًا بالمقارنة مع ديسمبر 2023، عندما تم تنفيذ أكثر من 70 بالمئة (13 من أصل 18) من المهام المخطط لها في الشمال بنجاح".

وأوردت، أن هذا الوضع "يشلّ قدرة الشركاء في المجال الإنساني على الاستجابة بشكل هادف ومتسق وعلى نطاق واسع لمئات الآلاف من الأشخاص الذين ما زالوا في شمال غزة."

وأضافت أن، القيود الإسرائيلية على بعثات الإغاثة ورفضها لها، تؤثر أيضًا على الوصول إلى مدينتي دير البلح وخان يونس في وسط وجنوب غزة.

المنظمات الأممية تُحذّر

وطالبت منظمات الصحة العالمية و"اليونيسيف" وبرنامج الغذاء العالمي، أمس الإثنين، بالتدفق العاجل والآمن والكافي للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، "لتجنب المجاعة وتفشي الأمراض الفتاكة".

وقال رؤساء الوكالات الأممية في بيان مشترك، إن "هناك حاجة ماسة إلى تغيير جذري في تدفق كميات المساعدات، عبر فتح المزيد من الطرق والمعابر، والسماح لعدد أكبر من الشاحنات بالمرور عبر نقاط التفتيش الحدودية كل يوم، ورفع القيود المفروضة على حركة العاملين في المجال الإنساني وضمان سلامتهم".

وأضافوا أنه "دون القدرة على إنتاج أو استيراد الغذاء، يعتمد سكان غزة على المساعدات للبقاء على قيد الحياة، وأن كميات المساعدات التي تصل للقطاع حاليًا ليست كافية ولا تلبي الاحتياجات الأساسية، وتجنب الجوع وسوء التغذية والفقر والمرض، وأن نقص الغذاء والمياه والرعاية الطبية يتفاقم، خاصة في شمال القطاع".

وانتقد رؤساء الوكالات الأممية، "عمليات الفحص والتفتيش المتعددة للشاحنات القادمة إلى غزة، وعرقلة وصولها بما يعرض مواطني القطاع المدنيين للخطر".

وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، إن "المواطنين في غزة يعانون الجوع والعطش ونقص الرعاية الطبية، وأن تفشي المجاعة في القطاع سيجعل الوضع كارثيًا، مطالبًا بالوصول الآمن ودون عوائق للمساعدات، ووقف إطلاق النار لمنع المزيد من الموت والمعاناة".

وقال المفوض العام "للأونروا"، فيليب لازاريني، إن "المساعدات الإنسانية لن تكون كافية لعكس اتجاه الجوع الحالي في غزة وسط الاحتياجات الهائلة"، مشيرًا إلى "ضرورة وصول الإمدادات التجارية أيضًا لإعادة فتح الأسواق والقطاع الخاص، وتوفير بديل للحصول على الطعام".

وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي، سيندي ماكين، إن "المواطنين في غزة يواجهون خطر الموت جوعًا، على بعد أميال قليلة من الشاحنات المملوءة بالغذاء، وكل ساعة ضائعة تعرض حياة عدد لا يحصى من الأشخاص للخطر، وجميع المواطنين في غزة يعانون انعدام الأمن الغذائي، وقد أصبحت المجاعة وشيكة".

وأوضحت كاترين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسيف، أن "آلاف الأطفال في غزة معرضون لخطر الموت؛ بسبب سوء التغذية والأمراض، وأن حياتهم أصبحت على المحك، ويحتاجون إلى الرعاية الصحية والمياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي وإصلاح إمدادات المياه، وأن الأوضاع على الأرض لا تسمح بالوصول إلى المحتاجين بالإمدادات".

قطع المياه جريمة حرب

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن "مناطق مدينة غزة وشمال القطاع، تواجه مأساة مروعة ناتجة عن الشح الكارثي في مصادر المياه الصالحة للشرب، ومنع وصولها، بما يمثل حكمًا بالإعدام الفعلي، ويشكل جريمة حرب".

وأضاف المرصد، أن "هذا العمل يعد شكلًا من أشكال الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد السكان المدنيين في القطاع".

وأوضح أن "العطش يغزو مناطق مدينة غزة وشمالها بشكل صادم، بسبب قطع إمدادات المياه عن قطاع غزة، والقصف الإسرائيلي المنهجي والمتعمد لآبار ومصادر المياه، إلى جانب نقص الوقود اللازم لتشغيل محطات تحويل وتوزيع المياه".

وحذر المرصد، من أن "نقص مياه الشرب في القطاع بات مسألة حياة أو موت، في وقت يجبر السكان على استخدام مياه غير نظيفة من الآبار، ما ساهم في انتشار الأمراض المنقولة والمعدية".

وللشهر الرابع على التوالي، يواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى عدوان الاحتلال المستمر على القطاع، إلى ارتفاع حصيلة الشهداء إلى أربعة وعشرين ألفًا، ومئتين وخمسة وثمانين شهيدًا، إلى جانب ارتفاع عدد الإصابات ليصل إلى واحد وستين ألفًا ومئة وأربعة وخمسين جريحًا، منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وذكرت السلطات الصحية في غزة، في بيان اليوم الثلاثاء، أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 15 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 158 شهيدًا و320 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.