الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"يثيرون مخاوف ماكرون".. احتجاجات المزارعين في فرنسا تؤثر على الخيارات الأوروبية

  • Share :
post-title
مزارعون فرنسيون يجوبون شوارع باريس احتجاجا بالزمامير والجرارات – أرشيفية

Alqahera News - أحمد صوان

قبل أربعة أيام، وبأكثر من خمسة آلاف جرار زراعي، أغلق آلاف المزارعين الغاضبين في ألمانيا الشوارع بالقرب من بوابة براندنبورج في برلين، احتجاجًا على خطط إلغاء مزاياهم الضريبية، داعين إلى استقالة حكومة المستشار أولاف شولتس.

والآن، يراقب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن كثب، خطر قيام المزارعين الفرنسيين باحتجاجات كبرى مثل أقرانهم في ألمانيا.

وكانت أعدادًا صغيرة من المزارعين قد أغلقت الطرق السريعة في جنوب غرب فرنسا يوم الخميس؛ احتجاجًا على قضايا مثل تخزين المياه والضريبة على وقود الجرارات.

لذا، طلب الرئيس الفرنسي من حكومته أن تولي اهتمامًا دقيقًا لنقاط التوتر المحتملة للمزارعين، من أجل تجنب المزيد من المظاهرات، واندلاع آخر لحركة السترات الصفراء، حسبما صرح أحد الوزراء لمجلة "بوليتيكو" في نسختها الأوروبية.

بينما يواجه ماكرون غضب مزارعيه، ويخشى أن تترجم هذه المخاوف سياسيًا، في وقت يستعد فيه لتسمية مرشح لانتخابات البرلمان الأوروبي، والمقرر عقدها في الفترة من 6 إلى 9 يونيو المقبل.

وتعد الانتخابات المقبلة هي العاشرة منذ أول انتخابات مباشرة في عام 1979، كما أنها أول انتخابات للبرلمان الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد.

خيارات صعبة

كان من المتوقع أن يكون المرشح الفرنسي لانتخابات التجديد الأوروبية هو ستيفان سيجورني. لكن ترقيته إلى منصب وزير الخارجية الأسبوع الماضي تعني أنه يتعين على ماكرون الآن العثور على مرشح جديد.

وذكرت صحيفة Les Echos اليومية أن باسكال كانفين، عضو البرلمان الأوروبي عن حزب التجديد والرئيس السابق للفرع الفرنسي لمنظمة WWF البيئية غير الحكومية، هو منافس قوي لتولي هذا المنصب، مشيرة إلى أنه قد يكون جذابًا للناخبين الساخطين على اليسار.

لكن، كما تقول "بوليتيكو"، فإن الصعوبة التي يواجهها ماكرون، مع التركيز على السخط المتنامي في القطاع الزراعي، هي أن كانفين "قد يثبت أنه محارب بيئي أكثر من اللازم".

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحدث مع أحد المزارعين – أرشيفية

ومع إدراكه التام للتهديد الذي يشكله اليمين واليمين المتطرف، وخاصة حزب "التجمع الوطني" بزعامة مارين لوبان، يصور ماكرون نفسه -على نحو متزايد- باعتباره مدافعًا عن القيم الأكثر تقليدية.

كما يسعى إلى إثبات أنه صديق للمزارعين. حيث تعهد يوم الثلاثاء بـ "مساعدة المزارعين" أثناء التحول إلى الاقتصاد الأخضر، و"ضمان عدم تركهم دون حل أبدا".

وقال شخص مقرب من ماكرون إن الرئيس الفرنسي كان حريصًا على أن يتصدر جوليان دينورماندي -وزير الزراعة السابق والمؤيد المبكر لماكرون- قائمة الحزب في الانتخابات الأوروبية.

ويضغط آخرون في دائرة ماكرون أيضًا على دينورماندي لقيادة حزب "النهضة" -الذي ينتمي إليه ماكرون- إلى السباق الأوروبي المقبل، خوفًا من أن يستفيد حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف من استياء المزارعين.

تقول "بوليتيكو": كوزير للزراعة، دافع دينورماندي عن مصالح المزارعين، وتحدث علنًا ضد منتجات اللحوم المصنعة في المختبرات، ودفع السياسة التجارية للاتحاد الأوروبي إلى "فرض معاييرها على الآخرين وعدم فرض معايير الآخرين عليها".

وأثناء وجوده في الحكومة، أعرب مرارًا وتكرارًا عن معارضة فرنسا للاتفاقية التجارية بين الاتحاد الأوروبي و"ميركوسور" -السوق المشتركة الجنوبية- والتي كانت ستشهد استيراد كميات كبيرة من اللحوم من أمريكا الجنوبية.