بعد مرور ما يقرب من أسبوع على غارة جوية بطائرة بدون طيار على قاعدة أمريكية للدعم اللوجيستي في شمال شرقي الأردن قرب الحدود السورية، أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين، بدأت الضربات الأمريكية الانتقامية ضد أهداف لمجموعات مسلحة في كل من العراق وسوريا.
كانت هذه الضربات متوقعة منذ عدة أيام، وفي غضون ذلك، بدأت إدارة الرئيس جو بايدن تواجه أسئلة وانتقادات من الجمهوريين حول توقيت الردّ الأمريكي وقوته، وفق هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
تجنب صراع أوسع
لكن خبراء السياسة الخارجية يعتقدون أن هذا النهج سمح لإيران بسحب أفرادها، ما قد يؤدي إلى تجنب صراع أوسع بين الولايات المتحدة وإيران، فيما قال ميك مولروي، النائب السابق لمساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط، إنه "من غير المرجح أن يكون ذلك رادعًا للهجمات المستقبلية"، وإن الفائدة النهائية ستكون تجنب حرب مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، وإنه من المحتمل أن تكون الولايات المتحدة سمحت لأفراد الحرس الثوري الإيراني بمغادرة المنشآت التي سيتم ضربها.
وضربت الولايات المتحدة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له في العراق وسوريا، في سبعة مواقع، إذ استهدفت القاذفات 85 هدفًا فرديًا، وفقًا لمسؤولي الدفاع الأمريكيين.
انتظار الطقس المناسب
سبب التأخر في الرد على هجوم الأردن جاء بشكل واضح من قبل القوات الأمريكية، وأوضح الجنرال دوجلاس سيمز، أن البنتاجون انتظر الطقس المناسب من أجل التحرك، إلا إن طهران بالفعل قد تكون استفادت من هذا التأخر أو الانتظار، وأفادت عدة مصادر مطلعة، أمس، بأن الإيرانيين سحبوا عددًا من قياداتهم ومستشاريهم من سوريا تحسبًا لأي ضربة أمريكية، وفق ما نقلته "رويترز".
الجمهوريون في الكونجرس سارعوا إلى إدانة نهج بايدن لكونه متساهلًا للغاية مع إيران، وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون، إن "القلق العام والإشارات المفرطة يقوضان قدرتنا على وضع نهاية حاسمة لوابل الهجمات التي تعرضنا لها خلال الأشهر القليلة الماضية".
جرأة آيات الله
وفي منشور على موقع إكس، وصف السيناتور توم كوتون من أركنساس، ردّ فعلِ بايدن بأنه "ضعيف"، وادعى أنه "لم يؤد إلا لزيادة جرأة آيات الله"، وكتب: "إن المزيد من الهجمات المدمرة ضد القوات الإيرانية هي ما يخيف آيات الله فقط".
واستشهد السناتور ماركواين مولين، بالتصرفات الأكثر عدوانية التي اتخذها الرؤساء الجمهوريون السابقون، رونالد ريجان ودونالد ترامب، على النقيض من خطة هجوم بايدن، وكتب على موقع إكس: "الردع لا يعني تأخير أنصاف الحلول، الردع هو رفع رأس الأفعى".
لكن حسين ابيش، الباحث في معهد دول الخليج العربية بواشنطن، أشار إلى أن إدارة بايدن ربما تحاول تجنب المزالق السياسية الداخلية التي قد تأتي مع جرّ الولايات المتحدة إلى صراع أكثر خطورة، فإذا ضربوا إيران، فإن حاملي الراية الجمهوريين مثل دونالد ترامب سوف يدينون بايدن لكونه داعية للحرب، مع إنه فخ سياسي، والجميع يدركون ذلك، لذلك لن يقعوا في هذا الفخ".
العراق ينفي
منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، قال "إن الولايات المتحدة أخطرت مسبقًا الحكومة العراقية بخططها بشأن الضربات الأخيرة"، وفق موقع "أكسيوس".
فيما اتهم باسم العوادي، المتحدث باسم الحكومة العراقية الولايات المتحدة بانتهاك القانون الدولي والكذب بشأن الظروف المحيطة بضرباتها الانتقامية على الهجوم الأخير في الأردن، وقال في منشور على منصة إكس، اليوم السبت، إن الغارات أسفرت عن مقتل 16 شخصًا، بينهم مدنيون، وإصابة 25 آخرين، وفق صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.